نقابة أتلفها الهوى
بالطبع فالمقصود هنا هو نقابة الصحفيين هذه النقابة التى كانت يوما ما تكتظ بعمالقة الصحافة والفكر والأدب هذه النقابة التى لا بد وأن تكون صرحا وقلعة للحريات بما لا يخالف الآداب العامة وتقاليد المجتمع وأخلاقياته وتكون حائط الصد الأول ضد كل من يحاول مصادرة أى رأى حر أو صاحب أى قلم شريف وضد تقييد حرية أى صحفى بمعنى الكلمة فى هذا البلد العريق ولكن عندما تقع النقابة فى يد رئيس واهى يسمح بأن تعبث به وبها بعض رؤوس الأفاعى من بقايا حركة 6 إبريل وبعض الخلايا النائمة لجماعة الإخوان وأن تحركها وفقا لما لهم من نوايا خبيثة وأهواء فلابد وأن تصبح النقابة وقد أتلفها الهوى هوى هؤلاء وهؤلاء وعندما نلقى نظرة على النار المشتعلة والمعركة الدائرة والحامية الوطيس بين النقابة ووزارة الداخلية بسبب القبض على إثنين من الصحفيين من داخل مبنى النقابة تنفيذا لقرار النيابة العامة نجد أن نقابة الصحفيين ممثلة فى رئيسها هى من سعت الى هذه المعركة المفتعلة وكأنها أرادت أن تتحرش بسيادة الدولة متحدية السلطة القضائية والتنفيذية فى آن واحد وأنها فوق الدولة وفوق القانون والا بماذا تفسر سماحها باعتصام اثنان من الصحفيين داخل مبناها رغم علم النقابة بصدور قرار من النيابة العامة بالقبض عليهما بعد أن ملأوا الدنيا سبابا وشتائم لمصر رئيسا وجيشا وحكومة وشعبا متمثلا فى مؤيدى الرئيس بأبشع الألفاظ وأحقرها بل والأدهى من ذلك انهم حرضوا فى دعوة مباشرة على قتل ضباط الشرطة والجيش بل والقضاة أيضا ثم التحريض على قتل الرئيس بكل صفاقة ووقاحة وبجاحة دون أدنى خوف أو حمرة خجل وكأنهم يعلمون أن هناك من يساندهم ليأمنوا العقاب ونظرة على باطن الأمر نجد أن النقابة قد تم الدفع بها وتحريكها لمواجهة الدولة فى معادلة تحقق أغراض ذو النوايا الخبيثة والدنيئة ففى أى من طرفيها يتحقق الهدف فإذا امتنعت الشرطة عن دخول النقابة وتراجعت عن تنفيذ أمر النيابة العامة يتم تصوير الأمر على أن القانون يطبق على فئات دون الأخرى بل وعلى الضعفاء دون الأقوياء بل ويصدر للجميع مشهد أن النقابة فوق الدولة وفوق القانون واذا مادخلت الشرطة كما حدث إمتلات الدنيا صراخا وعويلا كما هو الآن وتصوير الأمر أيضا مرئيا واعلاميا على أنه إعتداء على الدستور وعلى الحريات إنه فخ نصبه المغرضون وقعت فيه النقابة بكل بساطة وأوقعت الوطن فيه وتسببت فى معارك فضائية على شاشات التلفزيون منذ حدوث الواقعة وعلى أوراق الصحف وأصبح الجدال سمة فى هذه الأدوات الإعلامية ويستخدم بعض الاعلاميين السقطات اللفظية أو محاولة إسقاط الضيف فى لفظ يؤخذ عليه بكل بجاحة وبرود أعصاب ليزيدوا من إشتعال الأزمة إنها أزمة مفتعلة لا يستفيد منها إلا كارهوا هذا الوطن والرابح الوحيد فيه هو الأعداء المتربصون لنا دائما كثير من الإعلاميين يطالبون بإقالة وزير الداخلية وإعتذار الوزارة فإذا كانوا محقين فى مطالبهم فلابد من محاكمة نقيب الصحفيين بتهمة إخفاء وإيواء مطلوبين للعدالة وتقديم إعتذار لعموم الشعب المصرى إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" لكى الله يامصر فهو خير الحافظين"