كتاب وآراء
حِراك الرئاسة اللبنانية في ظلال المنطقة المتفجرة .

ثمة حِراك بدأ يتبلور بعضه فيما يدور من اتصالات يُجري بعضها الرئيس الفرنسي ماكرون مع بعض القيادات اللبنانية ابرزها الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي وبعض الفاعلين على الساحة اللبنانية كالرئيس السابق الحزب التقدمي الاشتراكي " وليد جنبلاط " حول استنباط عملية إخراج للموضوع الرئاسي بشرط ان لا تُظهر ان حزب الله اصابه الوهن اوالانكسار ، بالاضافة الى دخول بعض الدول العربية على خط الحِراك منها على سبيل المثال : الاردن ، مصر المملكة العربية السعودية ، وبغض نظر وموافقة امريكية ، بدأت تتبلور بعض الشيء . هذا الحراك ، كان من المتوقع ان يسبقه إعلان لوقف إطلاق النار عبر بيان او قرار يصدر عن مجلس الامن الدولي ، إلا ان تعنت رئيس حكومة العدو الصهيوني " بنيامين نتنياهو " اجهض المبادرة الفرنسية التي كانت تصب في هذا الشأن ، مما دفع بالرئيس الفرنسي الى التوجه لحلحلة بعض العقد في ملف الرئاسة اللبنانية ، والتي قد تظهر مفاعيله في الساعات او الايام القادمة ، وفق ما تم رصده من بعض المعلومات المستقاة والتي تُشير الى شبه إجماع حول ترشيح قائد الجيش الحالي " العماد جوزيف عون " والمقبول داخلياً من اكثر الاحزاب والقوى السياسية ولا يُعارض وصوله سوى رئيس التيار الوطني الحر " التيار العوني " جبران باسيل فقط . كما وصفت بعض المعلومات عن أن المرشح سليمان فرنجية زعيم تيار المردة ، على انه إن اراد الانسحاب من السباق الرئاسي ينسحب فقط لصالح العماد جوزيف عون ، كونه يخاف ان يتسلق على اي مرشح إفتراضي للرئاسة غير " عون " كل من سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية او جبران باسيل زعيم التيار العوني . لهذا ، تُشير بعض المعلومات على أن حراك موضوع الرئاسة اللبناني قد يكون وصل لبعض التوافقات والتفاهمات بين القيمين على هذا الموضوع ، والعملية قيد البحث والتواصل في الساعات والايام القادمة ، على ان تكون قد نضجت قبلها عملية التوصل لوقف إطلاق النار بعد ان يكون قد توصل افرقاء الصراع وداعميهم الدوليين والاقليميين لشبه اجماع على تفاهمات تُريح الجبهة الشمالية تُلبي حاجة إسرائيل للأمن والامان في عودة مستوطنيها الى مناطق الشمال الذين نزحوا عنها ، وتُبعد قوات حزب الله قسراً بعد الضربات التي تلقاها في الاسابيع الماضية بدءاً من عملية تفجير البيجيرز وصولاً الى مقتل امينه العام حسن نصرالله والاخرين في قيادات الحزب من الصف الاول والثاني والثالث ، عدا عن حالة التشظي التي اصابت الحزب ، وقد تكون لملمة الصفوف والتعافي منها تحتاج لاسابيع لا بل لإشهر ليخرج منها ، وهذا ما يفيد في هذه المرحلة لتسهيل الوصول الى تفاهمات قد يكون بعضها قاسٍ على الحزب وبتشجيع إيراني ، لإن ايران ايضاً تحتاج لتفاهم مع الولايات المتحدة يقيها شر ضربة إسرائيلية قد تعتبر قاتلة الى حدٍ ما ، وهذا ما تعمل عليه الادارة الامريكية الحالية ، والتي قد تتغير ما بعد الانتخابات الامريكية القادمة في الخانس من نوفمبر ، بالنظر الى ارتفاع اسهم الرئيس السابق دونالد ترامب وما تحققه حملته الانتخابية من نجاحات في ولايات كانت للامس القريب في صفوف الديمقراطيين او تميل لهم . كل هذا الامر يحصل على الساحة المحلية والاقليمية والدولية بالنظر الى جسامة الازمة الحالية والتي تُنذر بازمة قد تصل الى العالمية إن لم يجري البحث الجدي بفكفكة العقد والتوصل لتفاهمات سريعة ومفيدة ، خصوصاً إذا ما قارنا الوضع الايراني الداخالي والذي يشبه الى حدٍ كبير ما كان يجري في اواخر عهد الرئيس السوفياتي ميخائيل غورباتشيف وهو ما ينطبق حالياً على اوضاع إيران وما يدور بداخلها ، من ازمات تحت الرماد قد تُصيب النظام الايراني بمقتل إن انفجرت .