في خطوة مفاجِئة لم تُعلن عنها رسميًا، بدأت شركة جوجل في تضييق نطاق الوصول المجاني إلى نموذجها المتقدم «Gemini 3 Pro» وإلى أداة الصور «Nano Banana Pro»، وهو ما أربك شريحة واسعة من المستخدمين على الخطة المجانية الذين فوجئوا بقيود جديدة لم تكن موجودة من قبل، وفقا لـ androidcentral

فمنذ إطلاقه، كان «Gemini 3 Pro» يتيح للمستخدمين تنفيذ خمس طلبات استخدام يوميًا، لكن جوجل غيّرت القواعد بهدوء لتعلن فقط عن توفير «وصول أساسي» دون تحديد عدد ثابت، في إشارة واضحة إلى أن الحد اليومي بات قابلًا للتغير وفق حجم الطلب والضغط على الخوادم. أما «Nano Banana Pro» فقد خفّضت بدورها عدد عمليات إنشاء الصور المجانية من ثلاث مرات يوميًا إلى مرتين فقط، من دون أي إعلان رسمي، بل من خلال تحديث خجول في صفحة الدعم، كما لاحظ موقع 9to5Google.

وتعكس هذه التعديلات الزيادة غير المتوقعة في عدد مستخدمي «Gemini 3 Pro»، إذ يقدم النموذج قدرات أعلى في الاستدلال والأداء، إلى جانب جودة أكبر في الإخراج البصري بفضل محرك التصيير المطوّر في «Nano Banana Pro». هذه الزيادة الكبيرة في الإقبال فرضت ضغطًا هائلًا على خوادم جوجل، خصوصًا مع إتاحة الخدمة مجانًا لشرائح واسعة، ما دفع الشركة إلى تقليص الحدود المجانية للحفاظ على استقرار المنصة واستمرار أدائها المتوازن لجميع المستخدمين.

وفي الوقت ذاته، يرى مراقبون أن هذه الخطوة تمثل دفعة غير مباشرة للمستخدمين الأكثر اعتمادًا على Gemini في العمل والبحث والكتابة وصناعة المحتوى للانتقال إلى الخطة المدفوعة «AI Pro» التي تبلغ 20 دولارًا شهريًا، والتي تضمن وصولًا ثابتًا وأداءً أكثر استقرارًا من دون قيود مفاجئة.

عودة قسرية إلى نموذج أقل تقدماً

وبموجب السياسة الجديدة، لن يُحرم المستخدمون المجانيون من الخدمة تمامًا، إلا أن تجاوزهم الحد المسموح به سيعيدهم تلقائيًا إلى نموذج «Google Fast» الأقل قدرة مقارنة بالإصدار المتقدم.

ولم تتوقف التغييرات عند هذا الحد، إذ أعلنت جوجل عبر منشور على منصة X عن وجود ضغط مرتفع على خدمة NotebookLM أيضًا، ما أدى إلى تقليص عدد من أدواتها الذكية مؤقتًا. المستخدمون على الخطة المجانية لم يعد بإمكانهم الوصول إلى أدوات «الإنفوغرافيك» ولا «العروض التقديمية»، بينما طالت القيود حتى المشتركين في الخطة الاحترافية الذين يلاحظون الآن حدودًا جديدة تهدف هي الأخرى إلى ضمان استقرار الخدمة للجميع.

وبينما لم تصدر جوجل بيانًا رسميًا يوضح خلفيات هذا التحول، يبقى المؤكد أن الشركة تواجه موجة استخدام تفوق توقعاتها، وأن «إعادة توزيع» الموارد أصبح ضرورة لضمان استمرار المنظومة بأعلى كفاءة ممكنة.