العالم العربى

«كريم وماهر يونس».. أربعون عامًا خلف قضبان سجون الاحتلال الإسرائيلي

كتب في : السبت 21 يناير 2023 - 6:33 مساءً بقلم : المصرية للأخبار

 

الدم الواحد يجري في عروقهما، هما من بني عمومة أصيلة ترسخت في أرض فلسطين، فجمع القدر بهما أيضًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، ولم يؤذن لخروجهما من سجون الاحتلال المعتمة إلا سويًا بشكل متتابع، لم يفصل بينهما سوى أسبوعين فقط، مثلما لم يفصل على اعتقالهما سوى أيام معدودات.

قدّر الإله أن يُعتقل كريم يونس وابن عمه ماهر يونس قبل 40 سنة بفعل سجان غاصب للأرض والوطن، وسالب للحريات، ويبطش يده في وجه من يقف في وجه ظلمه واحتلاله لأرض فلسطين.

   قصة ماهر يونس

في 6 يناير عام 1983، كان الشاب الفلسطيني كريم يونس، البالغ من العمر 24 عامًا، يقع في قبضة الاحتلال الإسرائيلي، بتهمة قتل جندي إسرائيلي، ليلحق بعده ابن عمه ماهر يونس بعد فقط 12 يومًا، ليمضيا سويًا 40 سنة في سجون الاحتلال.

واعتُقل عميد الأسرى كريم يونس من على مقاعد دراسته الجامعية في مدينة بئر السبع داخل الأراضي المحتلة، قبل أن يتبعه ابن عمه، ومنذ ذلك الحين لم يشاهدا الشمس سوى من خلف قضبان الاحتلال.

وحُكم على الأسير كريم يونس بالسجن 40 عامًا، ليكون هو رفقة ابن عمه، أول أسيرين في تاريخ فلسطين يمضيان 40 سنة متصلة في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

كما أن الأسير كريم يونس هو من بين 25 أسيرًا فقط في تاريخ فلسطين، لا يزالون في سجون الاحتلال منذ توقيع اتفاقية أوسلو في 13 سبتمبر عام 1993، قبل نحو 30 عامًا، وهم الذين يُطلق عليهم في فلسطين "جنزالات الصبر"، فكان كريم يونس، عميد الأسرى الفلسطيني، هو بطبيعة الحال «عميد جنرالات الصبر»

وهو داخل سجنه، لم يكن ذلك عائقًا دون ممارسته الحياة العامة والسياسية، كونه أحد طلائع حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح"، فانتخب من داخل زنزانته عضوًا في الحركة المركزية لحركة "فتح"، كما أنه رفقة الأسير مروان البرغوثي، تردد اسمهما في رهان الانتخابات الفلسطينية سواء التشريعية أو حتى الرئاسية عام 2021، تلك الانتخابات التي تم تأجيلها نتيجة تعنت إسرائيل ورفضها السماح بإجراء الانتخابات في مدينة القدس المحتلة.

قصة الأسير ماهر يونس

وأما بالنسبة لابن عمه ماهر يونس، فقد اعتقل في الثامن عشر من يناير 1983، وذلك على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة "فتح"، وذلك بعد فترة وجيزة من اعتقال ابن عمه المناضل كريم يونس، إضافة إلى رفيقهما سامي يونس، الذي أفرج عنه في صفقة تبادل الأسرى عام 2011، وكان في حينه أكبر الأسرى سنّا، وتوفي بعد أربع سنوات من تحرره.

وتعرض يونس لتحقيقٍ قاسٍ في حينه، وحكم عليه بالإعدام، وبعد شهر من الحكم، أصدر الاحتلال حُكمًا عليه بالسّجن المؤبد مدى الحياة، وفي عام 2012، تم تحديد المؤبد بـ40 عامًا، وخلال سنوات اعتقاله توفي والده عام 2008، علما أن والده أسير سابق أمضى 8 سنوات في الأسر.

وولد يونس في السادس من يناير 1958، في قرية عارة داخل أراضي عام 1948، وله خمس شقيقات، وشقيق، درس في المدرسة الابتدائية، والثانوية في قرية عارة، وفي المدرسة الصّناعية في الخضيرة، وخلال سنوات أسره حصل على البكالوريوس في العلوم السياسية.

وكان ماهر يونس قد بعث رسالة لأبناء الشعب الفلسطيني قبيل الإفراج عنه، قال فيها: "تحية لكل من قال أنا فلسطيني وحر، أتطلع إلى لقائكم بكل حب ووفاء، وأنتظر تلك اللحظة التي أكون فيها حرًا بينكم، بعد أن ملت الأيام والسنوات من وجودي خلف القضبان، متشوقًا لمشاهدة الجماهير العظيمة التي تهتف باسم فلسطين، ومتحمس لرؤية جيل الشباب المليء بقيم الوعي والمعرفة لنلتف سويا حول قضايانا ومستقبلنا، فأنا قدمت لوطني وضحيت لأجل شعبي ها أنا لا زلت حيًا، وقادرًا أن أعيش، وبعد يومين سأولد من جديد".

وأضاف: "أنتظر حريتي بكل حزن وألم، لأنني سأترك خلفي إخوتي ورفاقي الذين عشت معهم كل الصعاب والأفراح والأحزان، أغادرهم وقلبي وروحي عندهم، على أمل أن نلتقي قريبا جميعا أحرارًا".

بداية الصفحة