الأدب

... ' يا قدس ' ...

كتب في : الجمعة 20 اكتوبر 2023 - 7:29 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

يا قدسُ يا زهرةً قطفها الذئاب

منذ فجر التاريخ وقلبك مرمى الحراب

أبكيكِ جهرًا ما عُدتُ أُطيقُ السكون

يحوم بالأرجاء طائري المحزون

يَحُطُّ على المآذن على البيوت على الغصون

النساء والأطفال يفزعون

أُنصتُ لنعيق الغراب كل يوم

عليه أصبحتُ أفيق

بهذا الوادي تجري أنهار الدم

تُعانق أضلُعي الغيوم

سحائب الكآبة على صدري جاثوم

يملأون الكؤوسَ يشربون الأنخاب

العين تنزف والأرض يفترشها الخراب

القصف يعصفُ يزلزل المحراب

تئن الدروب تحتضن حلمًا أصبح سرابا

تناثر الياسمين تدهسُه الأقدام

صرخت بالشهادة أوراقه تنطق

تعتصر رئتاي وجعًا بمحيط الظلم تَغرق

أمواج حسرتي تصرخ لا مُنقذ

العدوان الغاشم على أنقاضي يحيا ويتلذذ

أتضرع إليك يا الله نَجِّ احفظ

تفوح أكفاني بمِسكِ شبابي

تتزين طرقاتي بابتسامات اللحاظ

تهجع الأجساد فوق رمادي

الصمت الخائن يعلو صوتُه ويلوم

أُحرَق أُهدم و يُعشِّش في الضواحي البوم

يا جراحي لا تجزعي فرحتُهم لن تدوم

قوافل الشموخِ عظام الشيوخ تُرعبهم وتزوم

ربيعي سيُزهر عن قريب

شمسي ستشرق ولن تغيب

ستُغني حقولي نشيدًا شجِيَّا

ما زلت هنا عروقي تنبض دمًا عربيَّا

أُقسم سأُلقِّنهم درسًا قاسيًا

أرفع رايتي فوق الرُّبا أشلائي أُلملم

أحتضن أشجاري أضُم أُرمِّم

الشرق والغرب سيشهدون قيامتي

سأرتدي أبهى حُلَّةٍ أنهض بكامل زينتي

سيعلو صوت الحق وتنتهي حتمًا محنتي

سأملأ بالحجارة حقيبتي

أُحدِّد من جديد معالم خريطتي

هنا أرضي هنا نكبتي

لن أُسلِّم مسجدي وقُبَّتي

النصر قبلتي النصر قبلتي

بداية الصفحة