إن المعركة للسيطرة على التجاعيد هي صراع قديم، حيث يستخدم الناس عددًا لا حصر له من المستحضرات والكريمات والعلاجات لمحاولة تنعيم بشرتهم.

والآن يقول الباحثون إنهم يعرفون بالضبط سبب ظهور التجاعيد في الجلد.

قال الباحث الرئيسي جاي جيرمان، الأستاذ المشارك في الهندسة الطبية الحيوية بجامعة بينجامتون شمال ولاية نيويورك: "لم تعد هذه مجرد نظرية. لدينا الآن أدلة تجريبية دامغة تُظهر الآلية الفيزيائية الكامنة وراء الشيخوخة".

وتظهر التجارب المعملية أن الجلد المتقدم في السن يتمدد ويتقلص وينحني تحت الضغط، مما يؤدي في النهاية إلى تكوين التجاعيد، وذلك وفقا للنتائج التي نشرت في عدد أكتوبر من مجلة السلوك الميكانيكي للمواد الطبية الحيوية.

وبشكل أساسي، تظهر التجاعيد عندما يتمدد جلد الشخص في اتجاه واحد ثم ينكمش في الاتجاه الآخر، بحسب ما توصل إليه الباحثون.

استخدم فريق البحث سترةً مفضلةً لشخصٍ ما كمثال. بعد سنواتٍ من الاستخدام، ستتمدد في أماكن مختلفة، تمامًا مثل جلد ذلك الشخص.

في هذه الدراسة، قام الباحثون بتمديد شرائح صغيرة من الجلد لأشخاص تتراوح أعمارهم بين 16 و91 عامًا، مُحاكيين القوى الطبيعية المؤثرة على الجلد يوميًا. وأوضح الباحثون أنه عندما يتمدد الجلد في اتجاه، ينقبض في الاتجاه الآخر. إلا أن هذا الانكماش يزداد مع التقدم في السن، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد.

إذا مددتَ عجينة اللعب، على سبيل المثال، فإنها تتمدد أفقيًا، لكنها تنكمش أيضًا في الاتجاه المعاكس، وتصبح أرق. هذا ما يفعله الجلد أيضًا، كما قال جيرمان. "مع التقدم في السن، يزداد هذا الانقباض . وإذا انكمشت بشرتك أكثر من اللازم، فإنها تتجعد. هكذا تتكون التجاعيد."

وأضاف الباحثون أن الأمر يزداد سوءًا بسبب التغيرات المرتبطة بالعمر في الكولاجين والإيلاستين ، وهما البروتينان اللذان يوفران الدعم الهيكلي لجلد الشخص.

تتدهور الأمور قليلاً، ويتضح أن الجلد يتمدد جانبياً أكثر ، مما يُسبب ظهور التجاعيد، كما قال جيرمان. "والسبب الرئيسي هو أن بشرتكِ لا تكون خالية من التوتر ، بل تتمدد قليلاً. لذا، هناك قوى كامنة داخل الجلد نفسه، وهي الدافع وراء ظهور التجاعيد."

كما أن أضرار أشعة الشمس قد تُسهم أيضًا في شيخوخة الجلد. وقال جيرمان: "إذا قضيتِ حياتكِ في العمل في الهواء الطلق، فمن المرجح أن تكون بشرتكِ أكبر سنًا وأكثر تجعدًا من بشرة موظفي المكاتب ، على سبيل المثال". " الشيخوخة الزمنية والشيخوخة الضوئية تُعطيان نتائج متشابهة. لذا، اخرج واستمتعي بصيف رائع، ولكن لا تنسي كريم التسمير - سيُقدّره مستقبلكِ".

يقول جيرمان إن هذا البحث يُمثل "الكأس المقدسة" بالنسبة لها، نظرًا لوفرة منتجات مكافحة الشيخوخة التي تُطرحها صناعة مستحضرات التجميل. وأضافت: "عندما دخلتُ هذا المجال، كان هذا أحد أهدافي: هل يُمكنني فهم الشيخوخة؟" . "لأنني عندما أشاهد التلفاز، أوأستمع إلى  الراديو، أو الإنترنت، أو في المتاجر، أجد ألف معلومة مُختلفة حول كيفية تحسين صحة بشرتي، وأريد أن أعرف ما هو جيد وما هو سيء. لذلك فكرتُ في الوصول إلى النهاية ومحاولة فهمها بنفسي."