عالم

اللاجئون المظلومون .. تيه في الأرض وخيارات قاسية

كتب في : الأربعاء 04 اكتوبر 2017 - 12:53 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

يخيب المجتمع الدولي أمل ملايين اللاجئين، بعد اعتماده طريقة "معلبة" لحمايتهم وحل مشكلتهم، فأصبحت الجهود الدولية منصبة على الاهتمام بقضايا اللجوء لجنسيات بعينها دون الأخرى، ولم يتم وضع حد للصراعات أو حل لمشكلة اللجوء.

 

ورغم تشديد المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، الامس، في كلمته الافتتاحية خلال الاجتماع السنوي للجنة التنفيذية للمفوضية، على أن حماية اللاجئين والأمن مترابطان، ويجب أن يتم تناولهما معا، تنظر دول العالم إلى أزمة اللاجئين باعتبارها مسألة مبدأ.. وفقط.

 

لكن غراندي قال: "إن الأمر ليس فقط مسألة مبادئ وقيم، إنما مسألة بناء الاستقرار الإقليمي والعالمي. وتعتبر حماية اللاجئين والأمن هدفين متكاملين، ويجب السعي إلى تحقيقهما معا".

 

فيما يبدو أن لا هدف مشتركا يجتمع عليه العالم لاستئصال الصراعات، وما ينتج عنها من أزمة لجوء، فتستمر دول بعينها في إنتاج تدفقات جديدة للاجئين، دون الوصول إلى حل.

 

وتقدم الأزمات في أفغانستان والصومال وجنوب السودان والكونغو الديمقراطية وأفريقيا الوسطى صورة قاتمة عن أعداد قياسية لأشخاص يجبرون على ترك موطنهم، لاجئين إلى دول أخرى، يصبح فيها الوضع أكثر سوءا لهم، دون أن يحرك العالم ساكنا.

 

فـأفغانستان، على سبيل المثال، تأتي في المرتبة الثانية، بعد سوريا، من حيث عدد اللاجئين، مع وجود 2.5 مليون أفغاني لا يزالون فارين خارج البلاد، وفقا للمفوضية السامية للاجئين، التابعة للأمم المتحدة.

 

ويشكل اللاجئون الأفغان أطول حالة لجوء مزمنة في العالم، ويعيش ما يزيد على 96 في المئة من جميع اللاجئين الأفغان في إيران وباكستان.

 

لكن ما يتعرض له اللاجئون الأفغان من صعوبات اقتصادية ومضايقات وخوف من الاعتقال والترحيل في باكستان أو إيران، يجبرهم على العودة إلى وطنهم، المكلوم أصلا، بعد أعوام من المنفى، وهو الخيار الذي وصفته المفوضية بـ"القاسي".

 

ولا يختلف الأمر كثيرا عند الانتقال إلى أفريقيا، حيث تكمن مشكلة اللجوء هناك بشكل عام في المجتمعات الفقيرة، التي تلجأ إلى بعضها البعض في ظل نقص الدعم الدولي.

 

رحلة مضنية

 

ويأتي الصومال في المرتبة الرابعة بين أكبر أزمات اللاجئين في العالم، حيث يعيش أكثر من 1.4 ملايين صومالي خارج بلدهم، مع استمرار معاناة البلد العربي لإنهاء عقود من الصراع.

 

وتستضيف بلدان المنطقة في أفريقيا أغلبية اللاجئين الصوماليين، لكن إثيوبيا وحدها تستضيف ما يقرب من ربع مليون لاجئ صومالي.

 

ويعاني الصومال، فضلا عن عدم الاستقرار، أسوأ موجة جفاف منذ 7 أعوام، حيث تجف المياه وتنفق الحيوانات. لكن الجفاف لم يتوقف عند الحدود الصومالية وقرر أن يلاحق اللاجئين نحو إثيوبيا تحديدا، في وقت تندر فيه المساعدات الفورية.

 

جنوب السودان

 

تصف مفوضية شؤون اللاجئين أزمة النزوح في جنوب السودان بأنها الأسرع نموا في العالم والأشد في أفريقيا، فبحلول نهاية 2016، كان هناك 3.3 مليون شخص من سكان الدولة الحديثة اضطروا للفرار من ديارهم.

 

ونظرا للموقع الجغرافي لجنوب السودان، ومحدودية الطرق المؤدية للجوء، والوضع الاقتصادي والصحي الصعب للاجئين، يصل سكان من جنوب السودان، مرضى وجائعين، إلى مواقع حدودية نائية، ومجتمعات فقيرة في إثيوبيا وكينيا والكونغو وأفريقيا الوسطى.

 

وكثيرا ما تكرر مفوضية شؤون اللاجئين دعوتها لتقديم دعم إضافي عاجل للاجئين من جنوب السودان إلى أوغندا على وجه الخصوص، بعدما تخطى عدد اللاجئين هناك مليون شخص.

 

أما العائلات التي حالفها الحظ ولجأت إلى السودان شمالا، فتشير تقديرات الأمم المتحدة، في أغسطس 2017، إلى أن نصف الأطفال اللاجئين منهم، الذين في سن الدراسة يبقون خارج المدرسة بسبب نقص المرافق والمواد اللازمة لدعم تعليمهم.

 

عنف يتجدد

 

وفقا لأحدث إحصائيات مفوضية شؤون اللاجئين، تأتي الكونغو في المركز السادس بين البلدان الأكثر إفرازا للاجئين.

 

ولم تتلق مفوضية شؤون اللاجئين سوى 32 في المائة من الأموال المطلوبة لإنقاذ اللاجئين الكونغوليين، الذين فروا من العنف والتوترات العرقية.

 

كما تسبب تجدد العنف في ارتفاع عدد اللاجئين من أفريقيا الوسطى إلى 490.900 شخص في الكونغو والكاميرون وتشاد.

 

ودعت المفوضية إلى توفير 209 ملايين دولار أميركي في عام 2017 لمساعدة النازحين داخل أفريقيا الوسطى، وتلبية احتياجات اللاجئين، لكن لم يتم تقديم سوى 9 بالمئة، مما يجعل وضع أفريقيا الوسطى أحد أكثر حالات الطوارئ الإنسانية نقصا في التمويل بالعالم.

بداية الصفحة