الأدب

لقاء نِزار

كتب في : الاثنين 10 مايو 2021 - 2:18 صباحاً بقلم : حنان العجمى
ويقرأني كلآلئ ماس
و بِحضرتِهِ كأني بِقُدَّاس
نزارِيُّ الكلماتِ حروفه بِمقياس
و بِصُحبَتِهِ زَخَّات من حكمةِ لقمان
و يرانِي كَنجومٍ بِسمائهِ ونبراس
يُهديني أحلى صباحاتهِ
بِدونِه تَدُقُّ بِداخلِي ساعاتٌ صعبةُ المراس
بِكَفِّهِ خطوطٌ تَتَهامَسُ بِشَغَفِهِ
يُعَزِّيني بقولهِ لا بأس
هو حياة سائرة لاتنطفئ لا يأس
وتصحو شمسي مُبَكِّرة لا مجال لِنُعاس
أَتَخَيَّلُهُ ظِلًّا يُصاحبني يحاكيني كَمَمَاس
عالمُه وهمِيٌ رواياته
ويتألق أبطاله وبطلاته
ويتأنق بزهور الليلك
ويُحَدِّثُ بالأنهار الأسماك
ويعشق الدوران بأفلاك
يبرق سر بعينيه
وتبوح لي مُقلَتيهِ
يتوق لروحٍ تُشبهه
يبحثُ بالأسفار عن عروس البحار
لا يستسلم ولا ينهار
يهوى المغامرة وهذا عنده قرار
عزمه مُؤكَّد لا رجوع إنه اختيار
لو اعتَرَضَتهُ السباع هذا اضطرار
فارس يُهاب فَرسه
فما بالك بتلافيف رأسِه
لا يَعبَأ بالجبال
ويسير مَسِيرَ الجمال
حاملاً الأحمال
لا يكل ولا يمل
لا يتعب إن يوماً ضل
يرتدي الشجاعة بوقتها
ويكتفي بالإماءةِ وحدها
وأفهَمُهُ بسهولةِ شلالٍ ينساب
وأتأمَّلُهُ كالسبعِ عجائب
وبسماعهِ أَطرب لا أغفو لا أتثاءب
قيامه وجلوسه حضوره وغيابه
رنين كلماته رشيق عباراته
سكناته وحركاته جميعها حفظتها
وإن كان حقيقةً ما تَركتُها
فتحتُ عيني وانتهى حُلمِي
نهاية لم أَكُن أَودُّها
هو الظِّلُ بمنامي
ولم يَسكُن يوماً أيامي
رُبَّما عن قريبٍ أو بعيدٍ يأتي
رُبَّما بِجنةِ الرضوان
كم أنا بارعةٌ بِرسمِ الملاك إنسان
وما زالت الرؤى تتوالى وتزور أجفاني
وتتعاقب السنون والأزمان
وأعيش بعالم الرهبان
أجِدُ فيه جدران الأمان
وتَدُق فيه الأجراس
وتحرسُه الحراس
وأضع للخطوط وللحدود ألوان
وأصنع السلاسل تُزَيِّنُ عُنقي
وأتَجَمَّل بِنهارٍ مُزدان
لا يَقرَبهُ إنس ولا جان

بداية الصفحة