عالم

إغتيال رئيس وزراء اليابان: شينزو آبي أثناء جولته الإنتخابية

كتب في : الجمعة 08 يوليو 2022 - 10:39 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

 

أدان رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا الهجوم الذي تعرض له رئيس الوزراء الياباني السابق شينزو آبي، واصفا أياه بـ«العمل الهمجي».

وحسب فرانس برس قال كيشيدا للصحفيين بعد وصوله إلى طوكيو بطائرة هليكوبتر بعد جولته الانتخابية، إن "آبي يقاتل من أجل الحفاظ على حياته بعد إطلاق النار عليه".
وأضاف: "تعرض رئيس الوزراء السابق شينزو آبي لهجوم بالرصاص وقد أبلغت أنه في حالة خطيرة للغاية".

ووصف رئيس الوزراء الياباني الهجوم على شينزو آبي بأنه "عمل همجي"، مشددا بأنه لا يغتفر على الإطلاق، وأنه يدين هذا الهجوم بأشد العبارات.

وكانت وسائل إعلام يابانية قد ذكرت أن شينزو آبي، أصيب برصاصة في رقبته من الجهة اليمنى خلال الهجوم، وبعد ذلك ظهر نزيف حاد، بالإضافة إلى تعرضه إلى نزيف في المنطقة اليسرى من الصدر.

وقالت الشرطة إن رئيس الوزراء السابق آبي فقد وعيه على الفور بعد الهجوم، حيث تم نقله على الفور من مكان الحادث وساءت حالته الصحية أكثر وباتت حرجة خلال عملية النقل إلى المستشفى.

 

الرصاصتان، أودتا لاحقا بحياة السياسي الياباني المخضرم، وسليل الأسرة التي عرفت أورقة السياسة والدبلوماسية باليابان، وكان واسطة عقدها رئيسا للوزراء لولايتين (2006-2007 و2012- 2020).

دوافع الحادث

ذكرت هيئة الإذاعة والتلفزيون اليابانية نقلا عن الشرطة أن رجلا يشتبه في تورطه في إطلاق النار على رئيس الوزراء السابق شينزو آبي أبلغ الشرطة بأنه "كان يشعر بالاستياء تجاه آبي وكان ينوي قتله".

وتحتجز الشرطة المتهم، الذي تردد أنه عضو سابق في قوات الدفاع الذاتي البحرية اليابانية.

وعلّق رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا على إطلاق النار، قائلا إنه "تصرف لا يغتفر"، وأدانه "بأقوى العبارات".

شينزو آبي

ولد شينزو آبي عام 1954 في العاصمة اليابانية طوكيو، وكان أحد أفراد عائلة سياسية بارزة؛ حيث شغل جده كيشي نوبوسوكي منصب رئيس وزراء اليابان من 1957 إلى 1960، وشغل عمه الأكبر ساتو إيساكو نفس المنصب من 1964 إلى 1972.

بعد تخرجه من الجامعة عام 1977، انتقل آبي إلى الولايات المتحدة، وهناك درس العلوم السياسية في جامعة جنوب كاليفورنيا، وعام 1979 عاد إلى اليابان وانضم إلى شركة "كوبو ستيل" المحدودة، وأصبح فيما بعد ناشطًا في الحزب الليبرالي الديمقراطي (LDP)، وفي عام 1982 بدأ العمل كسكرتير لوالده، آبي شينتارو، الذي كان وزير خارجية اليابان آنذاك.

في عام 1993، فاز آبي بمقعد في البرلمان، وشغل بعد ذلك سلسلة من المناصب الحكومية. وحصل على الكثير من الدعم لموقفه المتشدد تجاه كوريا الشمالية، خاصة بعد أن كشفت بيونج يانج في عام 2002 أنها اختطفت 13 مواطنًا يابانيًا في السبعينيات والثمانينيات.

أشرف آبي الذي كان آنذاك نائب رئيس مجلس الوزراء، على المفاوضات اللاحقة. في عام 2003 بين بيونج يانج وطوكيو، وتم تعيينه أمينًا عامًا للحزب الليبرالي الديمقراطي، قوة آبي السياسية أجبرت رئيس الوزراء وزعيم الحزب الليبرالي كويزومي جونيشيرو على ترك منصبه في عام 2006، ليخلفه آبي في كلا المنصبين.

الحرب العالمية الثانية

وأصبح آبي أول رئيس وزراء في البلاد يولد بعد الحرب العالمية الثانية وأصغرهم منذ الحرب.

وتعهد بمراجعة دستور ما بعد الحرب في اليابان، ليحد من القيود الصارمة على جيش البلاد في الشؤون الداخلية، ووعد السياسي القوي حينها بتعزيز أنظمة المعاشات والتأمين الصحي في البلاد لكن سرعان ما تورطت حكومته في سلسلة من الزلات العامة والفضائح المالية، بالإضافة إلى ذلك، وجهت الإدارة انتقادات لبطء استجابتها لاكتشاف أن الحكومة على مدى عقد من الزمان كانت تسيء التعامل مع سجلات المعاشات التقاعدية لملايين المواطنين.

في يوليو 2007 فقد الحزب الديمقراطي الليبرالي أغلبيته في مجلس الشيوخ لصالح تحالف بقيادة الحزب الديمقراطي الياباني (DPJ)، وفي سبتمبر من نفس العام، أعلن آبي استقالته. وخلفه فوكودا ياسو.

احتفظ آبي بمقعده في مجلس النواب في البرلمان لكنه ظل هادئًا سياسيًا لعدة سنوات، خاصة بعد أن تولى ائتلاف بقيادة الحزب الديمقراطي الياباني السيطرة على الحكومة في عام 2009.

ومع ذلك، تغير الأمر عندما تم انتخاب آبي مرة أخرى زعيمًا للحزب الديمقراطي الليبرالي في سبتمبر 2012.

زيارة ضريح ياسوكوني

كان أحد أعماله الأولى إثر انتخابه هو زيارة ضريح ياسوكوني في طوكيو، وهو نصب تذكاري لقتلى الجيش الياباني يتضمن أفرادًا أدينوا بارتكاب جرائم حرب خلال الحرب العالمية الثانية، وهو الإجراء الذي أثار احتجاجات صاخبة من دول أخرى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ،

وأثار مزيدًا من الجدل حول آرائه حول سيادة الجزر في المحيط الهادئ التي كانت متنازع عليها بين الصين واليابان، وكذلك بسبب موقفه المؤيد لمراجعة النزعة السلمية؛ وهو بند منصوص عليه في الدستور الياباني.

وحقق الحزب الليبرالي الديمقراطي فوزًا ساحقًا في انتخابات مجلس النواب في ديسمبر 2012، ثم وافقت الأغلبية الساحقة من الحزب الديمقراطي الليبرالي في المجلس - مدعومة بأعضاء شريك الحزب في الائتلاف "نيو كوميتو" - بأغلبية ساحقة على أن يكون آبي رئيسًا للوزراء، ليحل محل نودا يوشيهيكو من الحزب الديمقراطي الياباني، الذي استقال من منصبه في ذلك اليوم.

وتلقت حكومة آبي دفعة سياسية كبيرة في انتخابات يوليو 2013 لمجلس الشيوخ في البرلمان، عندما فاز مرشحو الحزب الديمقراطي الليبرالي وحلفاؤه في حزب "كوميتو" الجديد بعدد كافٍ من المقاعد لضمان الأغلبية في ذلك المجلس.

وفي عام 2014 فاز آبي والحزب الديمقراطي الليبرالي بهامش كبير، مما يضمن احتفاظه بمنصب رئيس الوزراء، ومع ذلك أبدى الناخبون القليل من الحماس بحسب ما أظهرت استطلاعات الرأي، لكن بعد الفوز الانتخابي القوي للحزب الديمقراطي الليبرالي تابعت إدارة آبي بنشاط مراجعة الدستور الياباني.

وفي نفس العام وافق مجلس الوزراء على إعادة تفسير ما يسمى "بند السلام" في الدستور، والذي مهد الطريق أمامه للمصادقة على مشاريع قوانين في مايو 2015 من شأنها أن تسهل على اليابان استخدام القوة العسكرية إذا تعرضت البلاد للهجوم أو التهديد.

وأقر مجلس النواب في وقت لاحق تلك القوانين في يوليو ومجلس الشيوخ في سبتمبر، وهذا التغيير الثوري جر على حكومة آبي واجهت حكومة آبي أيضًا جدلًا كبيرا، لكن لم يمنع من انتخابه في سبتمبر 2015 دون معارضة لفترة أخرى كرئيس للحزب.

استقالة شينزو آبي

وفي أغسطس 2020 أعلن آبي أنه سيستقيل من منصب رئيس الوزراء بسبب تكرار الإصابة بالتهاب القولون التقرحي، على الرغم من أنه ظل في منصبه بصفة مؤقتة بانتظار اختيار خليفة له.، وهو ما تم في 14 سبتمبر 2020، ليخلفه سوجا يوشي هيدي، سكرتير مجلس الوزراء، كزعيم جديد للحزب الديمقراطي الليبرالي، ورئيسا للوزراء الياباني.

وبعد الاستقالة، لم يبتعد آبي عن الأضواء،  وظل حاضرا ومهيمنا على الحزب الديمقراطي الحر الحاكم ويمارس نشاطات داعمة للحزب الحاكم، كان آخرها خطاب في مدينة نارا في غرب اليابان التي تعرض  فيها للاغتيال، لينتهي مشواره السياسي، وتطوى صفحة حياته الحافلة

بداية الصفحة