كتاب وآراء

وزير الاستخبارات وشوي الخراف

كتب في : الخميس 04 مارس 2021 - 10:36 مساءً بقلم : صموئيل العشاى

تتحرك الصقور وتحمى مصر من منابع الخطر، وفى القديم نجحت المخابرات المصرية كما ترصد الجداريات الفرعونية في كشف مخططات الأعداء وقام الملك أحمس بضربة استباقية وزحف بالجيوش المصرية وأسر 22 ملك.
هكذا تحركت المخابرات في الماضي ولا زالت تتحرك حتى الآن، واليوم يزور صقر المخابرات العامة منابع الخطر في محاولة لقتل الثعابين في بلادها البعيدة قبل أن تأتى زاحفه الينا، منذ يومان قام الوزير عباس كامل رئيس جهاز المخابرات العامة بزيارة لدولة الأتشاد، في رحلة لشوى الخرفان في الصحراء البعيدة.
تابعت وأنتم معي معارك المخابرات العامة خلال السنوات الماضية والتي برزت مع الوزير كامل الذي بحق يحارب الأرهاب نيابة عن العالم، تابع معي عزيزي القارئ خلال الفترة الماضية استطعنا اقتلاع الأرهاب من سيناء بعد أن حشدوا منتخب أرهابي العالم حتى تضطرب مصر ويستطيعوا انتزاع هذه الأرض الطاهرة من أيدينا، ولكن نجح الوزير كامل في التحرك لمكامن الخطر وقتل الأصابع المحركة.
نفس لعبة شواء الخراف التي أتبعها الرجل في سيناء كررها في ليبيا ووجدنا الصقر يعود معه فريسة عظيمة، لم نعرف قيمتها سوي بعد أن شاهدنا مسلسل الاختيار الذي وضح لنا من هو عشماوي، واستمتعنا طوال الشهور الماضية برائحه الدهن المشوي على أسياخ المخابرات العامة، واكتشفنا أن الصقر كامل رجل ماهر في اصطياد هذا النوع من الخراف صاحبة الليلة الكبيرة.

 الصقر كامل يتحرك من جديد كي يرصد الخراف بعيدا داخل الأراضي التشادية، حيث تستغل الخراف المثلث الحدودي بين مصر وليبيا والسودان، وتتسلل هذه المجموعات الى داخل الدول الثلاث لتنفيذ علميات أرهابية، وزاد الخطر بعد أن أعلنت تركيا عن دورها في تحييد الجماعات الإرهابية وأريدك أن تضع تحت كلمة تحييد عشرات الخطوط، وبعدها تجد تحريك لهم ثم تخلق قلاقل في ليبيا وتونس والجزائر والمغرب وبالطبع مصر. 
 وزير الاستخبارات ترأس وفد أمنى أو قل فريق من أمهر صائدي الثعابين، لبحث التعاون بين مصر والتشاد، ومكافحة التنظيمات الإرهابية في القارة الأفريقية، وتطويق تركيا والحد من نفوذها ووقف دعمها لهذه الأجنحة، عانى الليبيون طوال الفترات الماضية من زج تركيا للعناصر الإرهابية داخل ليبيا، وأشتكى الليبيون من الرهابيين القادمين من الجنوب صواب الصحراء الكبرى. 
يدرك الوزير كامل أن الفراغ الأمني في هذه منطقة خطر جدا وهو ما يجعله مرتع للجماعات الارهابية التي تعيش فيها، تشاد تملك جيش كبير وقوى ولكنه ينقصه التدريب والتسليح، والصقر المصري يملك هذ الآليات وقادر على زيادة التنسيق الأمني والتعاون الاستخباراتي مع دول الجوار الليبي.
الوزير في رحلة صيد خراف جديدة، وننتظر رائحة الدهن المنعشة المنبعثة من شوي هذه الخراف على نار هادئة.

بداية الصفحة