ردًّا على تصريح ترامب بأنه أمر بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة تحسبًا للحرب مع روسيا، كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، السبت، عن إعطائه الأمر ببدء إنتاج صواريخ “أوريشنيك”  الخارقة عبر عملية التصنيع المتسلسل وتسليمها للقوات الروسية.

وظهر بوتين في مقطع مرئي لإعلان تلك الخطوة قائلًا: "أنتجنا أول صاروخ (أوريشنيك) بواسطة التصنيع المتسلسل وقد تم تسليمه إلى القوات المسلحة والآن بدأ التصنيع التسلسلي"، وفق ما أوردته وكالة "آر تي" الروسية.

وبحث بوتين ونظيره البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو، خلال اجتماع غير رسمي في جزيرة "فالام" في "كاريليا"، خطة نشر صواريخ "أوريشنيك" الباليستية متوسطة المدى، التي تعادل شدتها الذخائر النووية، في بلاروسيا.

وأضاف بوتين في مقطع مرئي: "أنتجنا أول منظومة والآن بدأ الإنتاج الصناعي لهذه الصواريخ. خبراؤنا والخبراء العسكريون البيلاروسيون اختاروا أماكن التموضع المستقبلي للصواريخ ويجري حاليًا العمل على إعداد هذه المواقع".

وأردف بوتين: "من المرجح أننا سننجز هذه المهمة حتى نهاية العام.. كل شيء يسير وفق الخطة المرسومة".

واستخدمت روسيا صاروخ "أوريشنيك" لأول مرة ضد أوكرانيا في 21 نوفمبر 2024، عندما أطلقت صاروخًا تجريبيًا على مصنع في "دنيبر" كان ينتج أسلحة خلال فترة الاتحاد السوفييتي.

وفي ذلك الوقت، أعلن بوتين عن نجاح اختبار الصاروخ "أوريشنيك"، مشيرًا إلى أنه تم استخدامه في قصف مصنع "يوجماش" بمدينة "دنيبروبتروفسك" وسط أوكرانيا.

وكان بوتين قد قال في وقت سابق، إنه في حال استخدام صواريخ "أوريشنيك" بضربة واحدة على نطاق واسع، فإن قوتها ستكون مماثلة لقوة الأسلحة النووية، مؤكدًا أن "أوريشنيك" ليس سلاح دمار شامل لدقته العالية، واقتصار تزويده في الوقت الراهن على الرؤوس التقليدية.
 

ويأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في تغريدة على حسابه في منصة "تروث سوشال"، الجمعة، أنه أمر "بنشر غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة"، وذلك ردا على تصريحات نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف.

وكتب ترامب: "بناء على التصريحات الاستفزازية للغاية التي أدلى بها الرئيس الروسي السابق ديمتري ميدفيديف، والذي يشغل حاليا منصب نائب رئيس مجلس الأمن القومي في روسيا، فقد أصدرتُ أوامر بتمركز غواصتين نوويتين في المناطق المناسبة، تحسبا لاحتمال أن تكون هذه التصريحات الطائشة والمثيرة للفتنة أكثر من مجرد كلمات".

وأضاف: "الكلمات مهمة جدا، وقد تؤدي في كثير من الأحيان إلى عواقب غير مقصودة، وآمل ألا تكون هذه إحدى تلك الحالات. شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر!"

وكان مدفيديف قد قال إن على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن يتذكر أن روسيا ليست إسرائيل أو إيران ولغة "الإنذارات" تمثل خطوة نحو الحرب.

وتابع مدفيديف تعليقا على تصريح ترامب بشأن مهلة التوصل إلى وقف إطلاق النار بين روسيا وأوكرانيا، قائلا إن هذه "خطوة نحو الحرب".

وكتب مدفيديف على منصة "إكس": "ترامب يلعب لعبة الإنذارات مع روسيا: 50 يوما أو 10 أيام... عليه أن يتذكر أمرين: أولا روسيا ليست إسرائيل ولا حتى إيران. ثانيا كل إنذار جديد يمثل تهديدًا وخطوة نحو الحرب. ليس بين روسيا وأوكرانيا، بل مع بلده".