كتاب وآراء

ظواهر غريبة على مجتمعاتنا

كتب في : الاثنين 01 ديسمبر 2025 - 11:03 صباحاً بقلم : حنان فاروق العجمي

 

تُعَد توعية الطفل بكيفية التعامل مع الغريب أو القريب المُتحرش ضرورة قصوى، وإن قلنا أن هناك خطر على أطفالنا فإننا لا نبالغ في ذلك بل هو واقع نعيشه كل يوم لما انتشر من حوادث الاغتصاب للطلاب بالمدارس أو النوادي أو الأماكن العامة وزيوع صيت المرضى المُتحرشين بالأطفال بشكل لا يمكن السكوت أو التعتيم عليه فهي ظاهرة موجودة للأسف بكل مكان بالعالم فعلينا توعية، وتعليم أبنائنا أنه لا يوجد شيء اسمه الثقة الكاملة بكل شخص تراه أو تتعامل معه سواء على مستوى العائلة أو الدائرة المُقربة أو المحيط الخارجي من أصدقاء، وتجمعات مختلفة بالنادي بالسينما أو بالرحلات التي تنظمها المدرسة أو عمال المدارس والمشرفين والمدرسين، رُبما يَتَخَفَّى بينهم شخص مؤذي أو معدوم الضمير أو غير مُتزن نفسيًّا يستطيع الاعتداء على الطفل بكل بساطة دون أن يدري أحد، كل ما يفعله هو الانقضاض على فريسته، وتهديدها لعدم فضحه أو الإبلاغ عنه خاصة إن كانت فتاة صغيرة ضعيفة أو صبي لا يستطيع المواجهة مستغلًّا ضعف الصيد الذي رمى عليه شباكه، وانتوى على انتهاك عرضه دون أدنى ذرة أخلاق أو لوم للضمير، فالمعتدي انتفت عنه صفات الإنسانية، وحلت محلها النزعة الشهوانية الحيوانية المريضة فهو إنسان سادي بصفات حيوانية لا تعي شيئًا سوى تحقيق رغبة مريضة، ونحن لا نبحث هنا عن أسباب الجريمة، ولا توصيف هذه الحيوانات السادية، وإنما نسعى للتوعية كأولوية لأبنائنا صغارًا أو كبارًا، فلم يعُد هناك فرق بين الطفل أو المراهق الكل يقع تحت خطر الاعتداء، عليك تربية ابنك أو ابنتك على عبارة واحدة، وهي

"حافظ على مسافة بينك وبين أي إنسان" سواء كان قريبًا أو غريبًا كي نحمي أبناءنا من الخطر المحدق بهم نحميهم من أي مُتغوِّل أو مُتحوِّل أو زومبي كما يرى بالأفلام، فالآن لا يجب أن نخاف أن يشاهد أطفالنا أفلام العنف، والرعب لأنها أصبحت حقيقة وواقعًا ملموسًا، لا يمكن إنكاره...

التربية الجنسية، وتعليم الأطفال في الصغر أصبح ضرورة، ولا خجل، ولا حياء في العلم، والدين حفاظًا على السلام النفسي، وعلى أرواح أبنائنا، فلم نعُد نشعر بالأمان كل يوم نسمع عن حادث اغتصاب لطفل بكل مكان، وكأنه مرض تفَشَّى بالمجتمع، البحث عن الأسباب مطلوب، اتهام السوشيال ميديا، والمسلسلات، وتقليد الأفلام، والممثلين ليس هو الأهم، ولكن المهم كيف تُربي أولادك كيف تعرفهم الصواب من الخطأ كيف تعلمهم تعاليم ديننا تعلمهم ما معنى الأخلاق، والضمير، وقد يكون المُتحرش ليس فقط شخصًا كبيرًا بالعمر، بل يمكن أن يكون طفلًا مثل ابنك غُرِّر به أو غير مُراقَب من أهله أو شاهد فيلمًا يريد تجربته كلعبة جديدة، أصبحنا بعالم لا يمكن الوثوق بمن حولنا فيه، تدمي قلوبنا، وأعيننا لما نسمعه من جرائم اغتصاب، والأسوأ من ذلك كيف نأمن على أولادنا بالمدارس، ولا نملك شيئًا سوى أن نستودعهم عند الله ليحفظهم، ولكن علينا أن نتعلم كيف نتحدث بهدوء مع أولادنا كيف نُصادقهم كي يحكوا لنا عن كل شيء تعرضوا له خلال يومهم الدراسي كل صغيرة، وكبيرة، علينا تربيتهم على عدم الخوف، والمواجهة، وكيفية الدفاع عن أنفسهم ضد أي معتدي، علينا تعليمهم الابتعاد فورًا عن كل شخص يحاول التقرب الجسدي منهم، والصراخ عند لمسهم حتى ينتبه من حولهم إلى استغاثتهم، علينا توعيتهم أن الأماكن الخاصة بأجسادهم لا يُخجل منها، وليس من حق أحد على وجه الأرض لمسها، وأن الله قد خلقنا للعبادة ولتعمير الأرض عن طريق الزواج والإنجاب بشكل شرعي في سن الزواج الطبيعي، وأن أجسادنا ليست مُستباحة للجميع، فالتربية الجنسية ليس الغرض منها أن تتفتح عقول أطفالنا على ما يفوق قدرتهم العقلية، وليست تعليم ممارسة الجنس، وإنما توعية الأطباء، والمتخصصين بوظيفة كل عضو بالجسم، وتوعية الطفل بأنه سيكون يوما ما أبًا أو أمًّا يتزوجون، وينجبون،وعليهم أن يحافظوا على أبنائهم، وعلى صحتهم النفسية، والجسدية ليس هناك أي عيب أو حرام في ذلك بل هي محافظة على حياة أبنائنا، ومستقبلهم، وحمايتهم من الإيذاء النفسي أو الأمراض النفسية، والمعلومات الخاطئة من الخارج من غير الأسوياء، ونشير هنا أيضا إلى كيفية معاملة الزوج لزوجته، والزوجة لزوجها بما نص عليه القرآن وما أُخذ عن الرسول فالجهل يهدم البيوت، وينشر جرائم التحرش، والاغتصاب، وإدمان المواقع، والأفلام الإباحية التي هي صناعة تبغي الربح، ولا تمت للواقع بصلة، وتسعى لتدمير أخلاق مجتمع بالكامل بسبب جهله، ودفن رأسه بالتراب كالنعام فلا حياء في العلم أو الدين شريطة أن يُدرَّس بشكل متخصص لكل مرحلة عمرية ليتناسب مع كل العقول، وإلا سنعيش بمجتمعات الغاب، والبقاء فيها للحيوانات الأقوى

أفيقوا، واحموا أولادكم، وعلى الأجهزة المتخصصة عدم التهاون مع المجرمين الذين يستحلون أجساد أطفالنا بلا ضمير أو أي وازع ديني، فلا رأفة، ولا رحمة، ولا شفقة يجب أن تأخذنا بهم، بل عقاب رادع لكل مَنْ تُسوِّل له نفسه إيذاء أي إنسان سواء كان صغيرًا طفلًا لا يعي شيئًا أو كبيرًا، صبي أو فتاة، والضرب بيد من حديد على كل مسؤول بالمدارس التي يرتادها أبناؤنا من أعلى مسؤول لأصغر مُشرف، وعامل نظافة، والتَّحري عن كل عامل، أو مُدرِّس بالمدرسة قبل تعيينه وقبوله ليتعامل مع الطلاب بكل المراحل العمرية، وضرورة التشديد على منع، وعقاب أي عامل يقترب لأي طالب أو طفل بالمدرسة سواء داخل المدرسة أو بعد انتهاء اليوم الدراسي، وذهاب الطلاب إلى باصات المدرسة فالمسؤولية لاتنتهي فقط بانتهاء اليوم الدراسي، بل حتى وصولهم لمنازلهم بأمان، وتسليمهم لأولياء أمورهم، بل والمسؤولية الكاملة للمشرفين داخل الباصات أو العربات التي تقوم بإيصالهم لمنازلهم، الرقابة هنا هي ما نعنيه، وليس فقط المدارس الخاصة، بل الحكومية أيضًا، إدارات النوادي التي يذهب إليها أبناؤنا، نتعلم كيف ننصت لأبنائنا باهتمام ومناقشة كل كبيرة، وصغيرة، وضرب الأمثلة في صورة قصص، وحكايات لتتكون الخبرة لديهم حينما يتعرضون لهذه المواقف الصعبة، وتدريبهم على كيفية التَّصَرُّف الصحيح، اللجوء لمُرشدي الصحة النفسية الذين يمكنهم التعامل مع هذه الوقائع، معرفة المواقع التي يدخل عليها أبناؤنا على مواقع التواصل الاجتماعي، مراقبة جروبات المدرسة، تربية الطفل على عدم التَّأثُّر بكل شخص يُقابلونه، والإصرار على ذلك، والحديث المستمر معهم وتعليمهم أن كل إنسان يُخطئ، ولكن لا يجب عليه الاستمرار بالخطأ، والاعتراف بالذنب يُخفف من وطء العقاب حتى يعتاد الطفل منذ الصغر على الصراحة، والنقاش، وعدم الخوف، والدفاع عن النفس

أبناؤنا مسؤوليتنا، هم أمانة في أعناقنا سنُحاسَب عليها أمام الله عز، وجل

بداية الصفحة