عالم

بعدما قطعت طالبان رأس برديس.. مصير آلاف المترجمين الأفغان على كف عفريت بعد الانسحاب الأمريكي

كتب في : السبت 24 يوليو 2021 - 7:59 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

 

كشفت شبكة CNN في تقرير نشرته الجمعة، أن حركة طالبان أعدمت مترجماً أفغانياً كان يعمل مع الجيش الأمريكي.

القصة كما رواها "العربية نت"، تعود ليوم 12 مايو الفائت، حيث توجه سهيل برديس، البالغ 32 عاماً، من منزله في العاصمة الأفغانية كابول إلى مقاطعة خوست القريبة لاصطحاب أخته.

وخلال الرحلة التي استغرقت 5 ساعات، وعندما كان برديس (32 عاما) يقود سيارته عبر امتداد الصحراء، اعترض مسلحو طالبان سيارته عند نقطة تفتيش، فوضع بارديس قدمه على دواسة الوقود ليعبر الحاجز سريعاً.

إلا أن عناصر طالبان أطلقوا النار على سيارته، فانحرفت وتوقفت، ثم جروه خارجها وقطعوا رأسه، بحسب ما أفاد شهود عيان للهلال الأحمر.

وقال صديقه وزميله عبدالحق الأيوبي: "كانوا يقولون له إنك جاسوس للأمريكان، أنت عين الأمريكان وأنت كافر، سنقتلك أنت وعائلتك".

وكان برديس واحدًا من آلاف المترجمين الفوريين الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكي ويواجهون الآن اضطهادًا من قبل طالبان، حيث سيطرت الجماعة على مساحات أوسع من البلاد.

الحادث دفع حوالي 18000 أفغاني عملوا في الجيش الأمريكي للتقدم بطلبات للحصول على تأشيرة هجرة خاص يسمح لهم بالذهاب إلى الولايات المتحدة.

وكان البيت الأبيض قد أعلن في 14 يوليو تدشين عملية ملجأ الحلفاء، وهي محاولة لنقل آلاف المترجمين الفوريين والمترجمين الأفغان الذين عملوا لصالح الولايات المتحدة والذين تتعرض حياتهم الآن للخطر. 

ترك برديس وراءه ابنة تبلغ من العمر 9 سنوات يرعاها شقيقه، نجيب الله ساهاك، الذي قال لشبكة سي إن إن إنهم اضطروا لمغادرة منزلهم في كابول حفاظًا على سلامتهم، خوفًا من استهدافهم لاحقًا.

ووافق المترجمون وأولئك الذين تمت مقابلتهم في القصة على ذكر أسمائهم لأنهم يعتقدون أن هوياتهم معروفة بالفعل لطالبان ويتم تعقبهم بشكل نشط. ويشعرون بأن نشر قصتهم للعالم هو خيارهم الأخير والوحيد لتجنب التعرض للقتل.

بعد 16 شهرًا من العمل لدى القوات الأمريكية، تم إنهاء تعاقد برديس في عام 2012 بعد إخفاقه في اختبار جهاز كشف الكذب الروتيني. وقال صديقه الأيوبي إنه كان يبحث عن مخرج من أفغانستان لكنه لم يتأهل للحصول على تأشيرة الهجرة الخاصة بسبب تسريحه من العمل.

وقال المترجمون الذين تحدثت إليهم الشبكة الأمريكية، إن اختبارات جهاز كشف الكذب كانت تستخدم عادة للحصول على تصريح أمني للوصول إلى القواعد الأمريكية في أفغانستان. وقالوا إنها استخدمت أيضًا كجزء من عملية الفرز لتقديم طلب للحصول على التأشيرة. لم يُخبر بارديس أبدًا عن سبب فشله في اختبار جهاز كشف الكذب.

وأوضح المترجمون أن الفحوصات أجرتها شركة متعاقدة، واعترضوا على بعض الأسئلة المطروحة واعتقدوا أنها غير موثوقة.

وهناك المئات من المترجمين الأفغان الذين تم إنهاء عقودهم والذين أعربوا لشبكة "سي إن إن" عن مخاوفهم إذا بقوا في أفغانستان، من أنهم سيعانون من نفس مصير برديس.

تهديدات من طالبان
من جهته، قال صديق له وزميله في العمل إن برديس أخبره قبل أيام فقط من مقتله بأنه يتلقى تهديدات من طالبان، وأن الحركة اكتشفت أنه عمل كمترجم للجيش الأمريكي لمدة 16 شهرًا.

من جانبها، دانت الخارجية الأمريكية بشدة استهدافات وهجمات حركة طالبان على المترجمين الأفغان الذين عملوا مع الجيش الأمريكي.

يشار إلى أنه رغم تعهد طالبان بعدم الاعتداء على من عملوا إلى جانب قوات أجنبية إلا أن العديد منهم يخشى من تصفيات قد يتعرضون لها على أيدي الحركة بعد انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان.

بداية الصفحة