تكنولوجيا وإتصالات
لماذا يحاول عمالقة التكنولوجيا قتل الهواتف الذكية؟

إيلون ماسك، مارك زوكربيرغ، بيل جيتس وحتى سام ألتمان – جميعهم يتحدثون عن نهاية وشيكة لعصر الهواتف الذكية، لكن رغم هذا الضجيج، تظل الحقيقة أن هاتفك لا يزال في جيبك، ويبدو أنه باقٍ لفترة أطول مما يتوقعه هؤلاء الرواد، بحسب computerworld
في حلقة حديثة من برنامج "Today in Tech" الأمريكي، ناقش مقدم البرنامج كيث شو والمحلل رامون ياماس، مدير أبحاث الأجهزة المحمولة والواقع المعزز لدى شركة IDC، هذا الادعاء المتكرر: هل سنودّع الهواتف الذكية فعلاً؟ وما البدائل التي تُطرح على الطاولة؟
البدائل الجديدة: نظارات ذكية وسماعات ووشم إلكتروني
يتسابق عمالقة التكنولوجيا لطرح بدائل واعدة، من نظارات "راي-بان ميتا" المزودة بالذكاء الاصطناعي، إلى سماعات الأذن الذكية، ووصولًا إلى تكنولوجيا مثل "التاتو الإلكتروني" وحتى رقائق الدماغ مثل "نيورالينك". لكن حتى الآن، تظل معظم هذه الابتكارات إما مكلفة، أو محدودة الإمكانيات، أو ببساطة مجرد "أكسسوارات" للهاتف، لا بدائل له.
الهاتف الذكي.. لا يزال في القمة
رغم التراجع في معدلات النمو السنوي، ما زال يُشحن أكثر من مليار هاتف ذكي سنويًا حول العالم. وتشير الأرقام إلى أن الهواتف الذكية، من حيث الانتشار والتأثير، لا تزال "ملك الساحة". يقول ياماس: "حتى إن تباطأ النمو، فوجود مليارات الأجهزة وتريليونات الدولارات يعني أن السوق حيّ".
سماعات الأذن: إمكانيات واعدة.. لكنها محدودة
تشهد سماعات الأذن الذكية تطورًا كبيرًا، خصوصًا في مجالات مثل تحسين السمع أو التفاعل الصوتي مع المساعدات الذكية. ولكن – وكما أشار ياماس – تظل هذه السماعات تعتمد على الهاتف نفسه في المعالجة والتوصيل. لا يمكنها تقديم تجربة متكاملة دون الرجوع للهاتف.
النظارات الذكية: مستقبل الواقع المعزز؟
من أبرز المرشحين ليحلوا مكان الهاتف الذكي، نظارات الواقع المعزز والذكية. مثل نظارات "راي-بان ميتا" التي تقدم بعض التفاعل الصوتي والتصوير، لكنها تفتقر لعرض المحتوى المرئي مباشرة على العدسات.
ويشير ياماس إلى أن هذه الأجهزة تحمل إمكانات هائلة، خاصة في مجالات مثل: المكالمات المرئية دون استخدام اليدين، الترجمة الفورية، والمساعدة في الأعمال الميدانية. لكنها لا تزال تعاني من مشاكل في عمر البطارية، وسرعة الاتصال، والحجم، مما يعيق استخدامها اليومي الكامل.
الذكاء الاصطناعي.. جزء من التجربة وليس بديلًا
العديد من الأجهزة الجديدة تعتمد على الذكاء الاصطناعي، سواء في التفاعل الصوتي أو جدولة المواعيد أو حتى الترجمة. لكن حتى الآن، هذه القدرات ما تزال سطحية أو محدودة، وغالبًا تعتمد على اتصال بالهاتف الذكي أو السحابة.
هل حقًا تراجعت الابتكارات في الهواتف؟
في السنوات الأخيرة، أصبحت الهواتف الذكية تتشابه في الشكل والمزايا، مع تحسن تدريجي في الأداء والكاميرات. الابتكارات الحقيقية مثل الشاشات القابلة للطي لم تحقّق اختراقًا واسعًا بسبب التكلفة العالية. كما أن دورات الترقية أصبحت أطول – معظم المستخدمين الآن لا يغيّرون هواتفهم إلا بعد 3 إلى 4 سنوات.
لن تختفي.. بل ستتطور
يتفق الخبراء على أن الهواتف الذكية لن تختفي، بل ستصبح "المركز العصبي" لكل الأجهزة الأخرى. من النظارات إلى الساعات الذكية، مرورًا بالسيارات والمنازل الذكية – كل ذلك سيعمل بتكامل مع الهاتف، لا بدونه.
يقول ياماس: "الهاتف الذكي لن يُستبدل، بل سيتحول إلى منصة موحدة، تتحكم في كل الأجهزة من حولك". ومع دخول الذكاء الاصطناعي بقوة، سيصبح الهاتف أكثر تكاملاً مع حياتك اليومية، لا أقل أهمية.
ليس كل ما يقال صحيحا
كل مرة يُعلن فيها موت جهاز ما – من الحاسوب إلى الراديو – يثبت الوقت أن التقنية لا تموت بسهولة، بل تتطور، الهواتف الذكية مستمرة، حتى وإن تغيّر شكلها أو طريقة استخدامها، البدائل قادمة، نعم، لكنها لم تنضج بعد بما يكفي لتكون "القاتل النهائي".