ثقافه وفنون

تأثير الذكاء الاصطناعي على الموسيقى.. مصطفى الحلواني: قد يقود أوركسترا مستقبلا وتجارب عزف الروبوتات بائسة

كتب في : الأربعاء 07 يونيو 2023 - 9:33 مساءً بقلم : آية مجاهد

 

تحمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي "AI" مخاوف كثيرة في المستقبل القريب، وتطرح كثيرا من التساؤلات في مقدمتها مخاوف استخدامها في طمس هويتنا وتراثنا الفني" وعما إذا كان يمكنا الاستفادة منها، وماذا إذا أطاحت بصناع الأغنية بمرور الوقت، وهل ستكون مؤشرا لضياع تراث كبار عمالقة الأغنية وصناعها من أصحاب التراث باعتبار أن ما سيصل للجيل الجديد هي الأعمال المقدمة لرموز الفن باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي "AI".

كما تفرض تساؤلات أخرى، عما إذا كان هؤلاء المبدعون على قيد الحياة كانوا سيقبلون هذه الأعمال المقدمة لهم بهذه التقنية الجديدة، هل ستمنح الفرصة لأنصاف ومعدومي الموهبة من أخذ فرص لا يستحقونها.

الموسيقار مصطفى الحلواني صاحب الإبداعات الموسيقية المتميزة والمتجددة دائما، تحدث عن رأيه في تقنية الـ Ai كاشفا  عدد من الأمور المهمة التي لا يمكن القيام بها إلا في حضور الإبداع البشري.

 

رؤية مختلفة عن استخدامات الـ Ai

 

يؤكد الحلواني أن الذكاء الاصطناعي بالرغم من مخاوفه الكثيرة الإ أنه في نفس الوقت يستحيل أن يكون بديلا للعنصر البشري لأسباب استثنائية.

يضيف الحلواني في حديثه: الذكاء الاصطناعي بدأ وجوده في العديد البرامج منذ فترة لمساعدة المؤلفين الموسيقيين في بعض التقنيات، لكن منذ عام أصبح هناك قفزة في هذا المجال بشكل يحمل قلق ومخاوف ليس على المزيكا بل على البشرية في المطلق،  والسينما العالمية تحدثت عن ذلك في أعمالها منذ الثمانينات.

والحقيقة الموضوع يخوف مثل أي شىء جديد علينا، لكن السؤال هل ممكن يحل محل المؤلف الموسيقي؟ بالطبع لا،  لأنه في النهاية مهنتنا جزء منها مرتبط بالشكل التقني والآخر إنساني، فربما تقوم تقنية ال Ai  بالجزء التقني بشكل جيد لكنها لا تستطيع تقديم أي إبداع إنساني خصوصا فيما يتعلق بجزء الصورة.

فمثلا إذا افترضنا أن هذه التقنية ستقوم بتقديم لحن عشوائي لكنها في النهاية لا تستطيع مشاهدة فيلم ووضع إحساس المشهد وروح الممثل  وطريقة أداؤه،  وفهم إيقاع حركته وزوايا الكاميرا  وهو الشغل الذي يقدمه المؤلف الموسيقي المحترف على أي عمل سينمائي.

من ناحية آخرى هناك علاقة دائمة بين المخرج والمؤلف الموسيقى،  تحتاج لشرح وتفسير من البداية عن المشاعر التي يريد نقلها في الصورة وبالتالي لا يمكن أن يحدث ذلك في علاقة المخرج مع آلة على أن ينتظر منها تقديم مايريده من مشاعر وربما يحدث ذلك بالفعل إلا أنه سيأخذ مرحلة طويلة جدا جدا ربما تكون سنوات.

 

الاستفادة من الـ Ai في الموسيقى وحماية حقوق المبدعين

 

يؤكد الحلواني أن للذكاء الاصطناعي تأثير هام على الجانب الآخر،  ويضيف: التقنية سوف تذهب لتجارب عظيمة تخدم شكل الصناعة،  وبالمناسبة شغلانة المؤلف الموسيقي تعتمد على التكنولوجيا بشكل كبير،  وبالتالي يكون استخدام الـ Ai هنا أمر جيد ويمكن الاستفادة من أكبر إمكانيات يستطيع توفيرها بسبب هذه التطورات السريعة.

 

السطو على الأعمال

 

ونحو حماية حقوق المؤلف الموسيقي،  يشير الحلواني أنه على عكس ما يفهم من قيام الذكاء الاصطناعي بضياع حقوق المؤلف الموسيقي، فأن التقنية تقوم بحفظها،  بل أنها تكتشف سرقة الألحان إذا كانت منسوبة لغير أصحابها،  وهذا موجود منذ سنوات والحقيقة كل يوم يتم تطوير هذه التقنية للحفاظ على حقوق التأليف الموسيقي وكذلك الصورة فإذا وضعت صورة على لحن ليست لصاحبها تقوم التقنية بتعديل الأمر.

 

وفي نفس الوقت لابد من ملاحظة أنه مع تطور تقنية الذكاء الاصطناعي،  سيكون هناك برامج ستنجح في تقديم أعمال ربما تتشابه مع ما يقدمه المؤلف الموسيقي ففي النهاية الـ Ai سيكون مطلع على كل التجارب الموسيقية.

 

قيادة الأوركسترا والعازفين

 

مع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي وظهور الروبوت،  ربما من الممكن أن نجد منها ما يقوم بقيادة الأوركسترا أو يدير العازفين ويحل بديلا عنهم،  وفي هذا الشأن أكد الحلواني أن الذكاء الاصطناعي من الممكن أن يقود أوركسترا.

وأضاف: فيما يتعلق بمسألة قيام الروبوت بالعزف على الآلات الموسيقية، ومن واقع ما رأيته من تجارب لروبوتات جميعها ضعيفة وتعيسة جدا ويبدو أنها آلة،  وهذه أيضا مسألة موجودة منذ مئات السنوات فنحن لدينا بيانوهات تعزف بمفردها، واليوم حصل تطور آخر أن روبوت يعزف بنفسه لكنهم مازالوا لم يصلوا لإحساس العازف ومرونته مع الآلة الموسيقية.

 

والحقيقة أن  العلاقة بين العازف والآلة التي يعزفها قوية وإنسانية جدا ومثلا عازف التشيللو نراه يحتضن آلته، أو عازف الكمان الذي يضع وجهه عليه وبالتالي الروبوت أيا كان سيظل روبوت لا يمكن أن يصل لخصوصية هذه العلاقة.

 

المخاوف على الموسيقى

 

«أي حاجة جديدة بتخوف»، هكذا يؤكد الحلواني مؤكدا أن المسألة تمثل حاجز نفسي ومايحدث هو رعب من أمر لا نعرف أسبابه فقط وليس بسبب تراجعنا في المحتوى الإبداعي والدليل أن هناك   كثير من الموسيقيين لديهم قلق حيال ذلك الأمر بعد وجود روبوت من الممكن أن يحل محلهم  في أمور كثيرة، في تخوف على عملهم الإبداعي.

ولكن رغم مخاوف صناع الموسيقى، يعتقد الحلواني بأنه  سيكون هناك قوانين صارمة  ستحد من فكرة أن يحل الذكاء الاصطناعي محل البشر.

بداية الصفحة