كتاب وآراء

جائزة نوبل للسلام 2025 السيسي أم ترامب؟

كتب في : السبت 20 سبتمبر 2025 - 11:35 مساءً بقلم : مصطفى كمال الأمير

 

السيسي.. مرشح الاستحقاق

هل يشهد العالم مفاجأة كبرى بفوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بجائزة نوبل للسلام لعام 2025، لأول مرة منذ فوز الرئيس الراحل أنور السادات بها عام 1979؟
السيسي نجح في تجنّب اندلاع أربع حروب مدمّرة، وعمل لسنوات طويلة بلا كلل في جهود الوساطة بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية
ساعيًا لصنع السلام في أرض السلام. لذلك، يرى كثيرون أن ترشيحه لهذه الجائزة استحقاق طبيعي منذ توليه رئاسة مصر عام 2014.

ترامب.. طموحات استعمارية تحت شعار السلام

في المقابل، يلوح اسم الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الذي لطالما أثار الجدل بسياساته العدوانية وعقليته الاستعمارية. فقد غيّر اسم وزارة الدفاع الأمريكية إلى “وزارة الحرب”، وأشعل الأزمات مع فنزويلا وإيران، وأبدى أطماعًا في جرينلاند وقناة بنما.
كما شيّد جدارًا مع المكسيك، وتحدث عن ضم كندا الغنية إلى الولايات المتحدة. والأخطر، أنه دفع باتجاه تهجير الفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، ساعيًا لإنهاء حلم الدولة الفلسطينية المستقلة.

نوبل بين المفارقة والفضيحة

رغم كل ذلك، يطمح ترامب هو الآخر في الفوز بجائزة نوبل للسلام! 
بل إن ترشيحه القوي يثير القلق من فضيحة تاريخية إذا ما نالها، 
رغم أنه عرقل ستة قرارات لمجلس الأمن كانت تدعو إلى وقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، والذي استمر لأكثر من 714 يومًا.

عربدة إسرائيل بغطاء أمريكي

يتواصل تغوّل إسرائيل في المنطقة بغطاء أمريكي، فقامت بقصف الدوحة لأول مرة، بعد أن استهدفت سابقًا طهران وصنعاء ودمشق وبيروت. هذا القصف حوّل قطر إلى ساحة لتصفية الحسابات، وأثبت أن التحالفات الصغيرة لا تحمي أحدًا.
في المقابل، تبقى مصر الدولة العربية الكبرى الوحيدة في الشرق الأوسط التي لم تسمح بوجود قواعد عسكرية أجنبية، في حين تحولت دول صغيرة مثل قطر والبحرين إلى مراكز للقواعد الأمريكية والأوروبية.

الحاجة إلى حلف عربي–إسلامي

اليوم، وبعد أكثر من أربعة عقود على اتفاقية السلام المصرية–الإسرائيلية، يتجدد النقاش حول ضرورة تعديلها أو إلغائها. وقد جاءت القمة العربية الإسلامية الطارئة في الدوحة عام 2025 لتؤكد هذه الحاجة
حيث خرجت دعوات جادة لإنشاء حلف عسكري عربي–إسلامي.
وبالفعل، أعلنت السعودية وباكستان عن اتفاقية دفاع مشترك، كما استؤنفت المناورات البحرية بين مصر وتركيا بعد 12 عامًا من الانقطاع.

غزة.. أيقونة الصمود

إن التاريخ سيخلّد صمود غزة وأبطالها الذين قاوموا آلة القتل 750 يومًا رغم سلاح ومليارات أمريكا وأوروبا،
بينما تتساقط العواصم العربية تحت القصف.
لكن تبقى القاهرة شامخة، عصيّة على المؤامرات، كما الأهرامات التي لا تنحني أمام عواصف الزمان.

تحيا مصر 

بداية الصفحة