العالم العربى
تكرار لسيناريو غزة.. مخيم جنين تحت النار والحصار

يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عمليته العسكرية في مدينة جنين ومخيمها بالضفة الغربية، والتي أطلق عليها "السور الحديدي" ويفرض طوقًا أمنيًا على المخيم مع وجود أعداد كبيرة من الجنود والآليات العسكرية والجرافات في الشوارع الرئيسية بالمدينة، ويقوم بتجريف واسع في شوارعها.
وتقول إسرائيل إنها تسعى إلى "تدمير الفصائل المسلحة المدعومة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، ومنعها من تنفيذ هجمات ضد أهداف إسرائيلية"، إذ تخشى من أن تصبح الضفة الغربية، "البؤرة التالية، للنفوذ والأسلحة الإيرانية" كما تقول.
وتزعم إسرائيل بأن «هذه خطوة أخرى نحو تعزيز الأمن في الضفة الغربية.. نتحرك بشكل منهجيّ وحازم ضد المحور الإيرانيّ أينما يرسل أذرعه؛ في غزة ولبنان وسورية واليمن والضفة الغربية».
وكتب سموتريتش بعد إطلاق العملية: «بعد غزة ولبنان، بدأنا اليوم بمشيئة الله في تغيير المفهوم الأمني في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) من أجل اجتثاث الإرهاب في المنطقة، وذلك بوصفها جزءاً من أهداف الحرب التي أضافها (الكابينيت) بناء على طلب حزب (الصهيونية الدينية).
وأضاف سموتريتش: «(السور الحديدي) هي تحرك حثيث ومتواصل ضد عناصر الإرهاب ومنفذيه، من أجل حماية الاستيطان والمستوطنين، ومن أجل أمن دولة إسرائيل برمتها، التي يشكل الاستيطان حزامها الأمني».
نزوح مستمر
يأتي هذا في وقت قال محافظ جنين، كمال أبو الرب، لوكالة فرانس برس إن المئات من سكان مخيم جنين في شمال الضفة الغربية المحتلة بدأوا بمغادرة منازلهم بعد "تهديدات" أطلقها الجيش الإسرائيلي عبر مكبرات الصوت، بالإخلاء.
وأوضح أبو الرب أن "المئات من سكان المخيم بدأوا مغادرته بعد تهديدات من قبل الجيش الإسرائيلي بالمغادرة عبر مكبرات للصوت ثبتت على "طائرات مسيرة ومركبات عسكرية".
ونزحت مئات العائلات من داخل المخيم خلال الأيام الماضية إلى القرى والبلدات المحيطة بالمدينة.
وقال شهود عيان لبي بي سي إن الجيش يضع نقاط تفتيش في عدة مناطق بالمخيم ويفحص هويات النازحين عن طريق بصمة العين وتدقيق الهويات الشخصية قبل السماح لهم بمغادرة المخيم.
تحذيرات من سيناريو غزة
وفي ردود الفعل الدولية على العملية الإسرائيلية، حذر مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، من أن تتحول الضفة الغربية المحتلة الى "غزة جديدة".
وندد بوريل بهدف إسرائيل "الواضح" من العملية ألا وهي تحويل الضفة الغربية إلى غزة جديدة من خلال زيادة العنف ونزع الشرعية عن السلطة الفلسطينية وتشجيع الاستفزازات لتسهيل تصدير فكرة أن الوسيلة الوحيدة للتوصل إلى تسوية سلمية للنزاع هي "ضم الضفة الغربية وغزة".
واتهم بروريل أعضاء في الحكومة الإسرائيلية بجعل "محاولة إقامة دولة فلسطينية أمرا مستحيلا".
من جهته، دعا مسؤول في مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان إلى محاسبة المسؤولين عن عمليات قتل الفلسطينين في الضفة الغربية ووصفها بأنها "خارج إطار القانون". كما نددت المفوضية السامية لحقوق الإنسان في الأمم المتحدة باستخدام إسرائيل "للقوة القاتلة غير القانونية" في جنين.
وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن "قلقها الشديد إزاء تصاعد التوترات الأمنية" في الضفة الغربية المحتلة ودعت إسرائيل إلى "ضبط النفس".
لا موعد لإنهاء العملية
ولا يوجد موعد محدد لإنهاء العملية التي جاءت يوم إعلان رئيس الأركان الإسرائيلي المستقيل، هيرتسي هاليفي، أن قواته مستعدة لشن «حملات عسكرية ملموسة» في الضفة الغربية. ويُعتقد أن إسرائيل ستوسع عمليتها في الضفة التي حوّلت تصنيفها من «ساحة تهديد رئيسية» إلى «أحد أهداف الحرب».
ردود الفصائل الفلسطينية
وفي حين أدانت السلطة الفلسطينية «العملية الإسرائيلية في جنين وباقي الإجراءات العدوانية في الضفة الغربية»، فقد طالبت «حماسُ» و«الجهادُ الإسلامي» الفلسطينيين في الضفة بتصعيد الاشتباك، ودعت «حماس» الفلسطينيين إلى «النفير العام والتصدي لعدوان الاحتلال الواسع في جنين، وإسناد المقاومين لمواجهة البطش الصهيوني». وقالت إن «هذه العملية العسكرية التي يشنها الاحتلال في جنين ستفشل كما فشلت كل عملياته العسكرية السابقة».
كما دعت «حركةُ الجهاد الإسلامي» أبناء الضفة الغربية «إلى التصدي بكل الوسائل والسبل لهذه الحملة المجرمة، وإفشال أهدافها، وترسيخ هزيمة العدو في قهر إرادة شعبنا في الضفة كما في غزة».