العالم العربى

المتطوعون.. طوق نجاة للحجاج التائهين

كتب في : الجمعة 01 سبتمبر 2017 - 12:37 صباحاً بقلم : منى مجاهد

بينما يتوافد أكثر من مليوني حاج على المشاعر المقدسة في منى ثم عرفات، يبرز دور مهم لآلاف المتطوعين الذين تتركز مهمتهم على إرشاد التائهين من الحجاج وإعادتهم إلى أماكن إقامتهم سالمين.

 

وتنتشر عشرات المراكز الإرشادية في منى وجبل عرفات، حيث يأتي الكشافة من كل مناطق المملكة للتطوع في خدمة حجاج بيت الله الحرام على مدار 24 ساعة، يتم تقاسمها على فترات عمل.

 

وبسبب تشابه الخيام ذات اللون الأبيض والمساحة الشاسعة، إضافة إلى ذوبان كافة الحجاج في ملابس الإحرام البيضاء، فإن بعضهم قد يفقد طريقه إلى مخيم إقامته وقد يتسبب ذلك في مشكلات عديدة خاصة لكبار السن.

 

عمل منظم

 

ويقول القائد الكشفي، محمد بن عبدالله خواجة، إن "عملية إرشاد التائهين، تبدأ بنزول فرق من الكشافة بدءا من اليوم الأول في شهر ذي الحجة، من أجل مسح كافة المخيمات والمربعات السكنية في مشعر منى لمعرفة مواقع الحجيج".

 

ويضيف خواجة، وهو قائد المركز (٤٢) التطوعي لخدمة ضيوف الرحمن في مني التابع للهيئة العامة للرياضة، أنه "يتم إدراج المعلومات المحدثة في قاعدة بيانات إلكترونية، لتبدأ بعدها عملية إصدار دليل إرشادي في اليوم السابع من ذي الحجة الذي يسبق يوم التروية الذي يتوافد فيه الحجاج على منى".

 

وتنزل الفرق إلى الميدان حيث تباشر عملها في إرشاد وتوجيه الحجاج واصطحاب من تاه عن محل إقامته إلى المخيم الذي يتبعه.

 

ويقول خواجة، نتعرف على الحاج من بطاقته أو سوار الحملة التي يتبعها على معصمه، ونخرج المعلومات عنه من قاعدة البيانات.

 

ويضيف: "يظل الكشاف مع الحاج حتى الاطمئنان أنه وصل إلى محل إقامته أو البعثة التابع لها، ثم نأخذ توقيعا من المطوف أو مسؤول البعثة للتأكد من وصول الحاج لمكانه".

 

ويستمر عمل الكشافة إلى ثالث أيام عيد الأضحى المبارك، لضمان تقديم الخدمات إلى الحجاج حتى مغادرتهم المشاعر المقدسة.

 

ويعمل متطوعو هيئة الرياضة جنبا إلى جنب مع جمعية الكشافة العربية السعودية التي تضم آلاف الكشافين.

 

ويستخدم الكشافة اللغتين العربية والإنجليزية والأوردية، ضمن فرقها، من أجل تقديم الخدمة إلى أكبر عدد من الحجاج.

 

ويقول القائد الكشفي منذر العبيدي إن مراكز إرشاد التائهين أرشدت في يوم التروية أكثر من 2500 حاج تائه.

 

تطوع وشرف

 

وتقوم هذه المراكز على التطوع، حيث يشارك فيها طلبة من الجامعات وشباب يعمل في وظائف أخرى يفضلون الحصول على إجازة من العمل في هذه الفترة من أجل القيام بهذا الدور.

 

ويعمل المتطوع إسماعيل الحسني في مسح مواقع المخيمات، بينما لا يلتزم بحدود وقت معين، فقد يظل في الشارع أكثر من 16 ساعة.

 

ويقول أجمع المعلومات عن المخيمات ومواقع الحجاج، ربما أستريح ساعتين في منتصف اليوم ثم أعاود عملي، وقد أنام في المعسكر أربع ساعات ليلا قبل أن أعاود العمل".

 

ويشير المتطوع متعب المعجني إلى أنه جاء من الرياض للمشاركة في "خدمة ضيوف الرحمن، ومعاونة الجهات الرسمية في تنظيم الحج بأفضل صورة".

 

وعن المقابل الذي قد يحصل عليه حتى وإن كان تقديرا معنويا، يقول المعجني:" خدمة الحجاج شرف لنا.. يكفينا الأجر من الله".

بداية الصفحة