العالم العربى

الوطن العربي يفقد احد رجالاته السياسيين المجاهد عبد الرحمان اليوسفي. الوزير الأول المغربي السابق

كتب في : الجمعة 29 مايو 2020 - 6:19 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/ المغرب

رحل إلى دار البقاء المجاهد والمناضل المغربي العربي، الرجل السياسي الصادق، عبد الرحمان اليوسفي، صباح يوم الجمعة ٢٩ مايو ٢٠٢٠  فى إحدى مستشفيات مدينة الدار البيضاء عن عمر ٩٦ سنة جراء معانته مع مرض عضال.
الراحل المجاهد اليوسفي كان قد نقل مؤخرا إلى المستشفي بعد تراجع وضعيته الصحية.فالراخل له مشوارا وطنيا حافلا و طويلا، فهو واحد من مؤسسي حزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبي، المغربي، وقد عان في حياته َن الاعتقال والسجن قبل أن يصبح وزيرا اولا للمغرب، بين ٤فبراير ١٩٩٨ إلى ٩ أكتوبر ٢٠٠٢،
رلد المجاهد عبد الرحمان اليوسفي يوم  مارس ١٩٢٤،بمدينة طنجة المغربية،وحصل على الإجازة في القانون، وعلى ديبلوم الدراسات العليا في العلوم السياسية، ودبلوم المعهد الدولي لحقوق الإنسان.
عمل رحمه الله محاميا لذي محاكم طنجة من عام ١٩٥٢ إلى ١٩٦٠، واختير نقيبا للمحامين في طنجة ستة ١٩٥٩، تولى مهام الكاتب العام المساعد لاتحاد المحامين العرب من ١٩٦٩ إلى ١٩٩٠، وتحمل مسؤولية رئاسة تحرير جريدة. التحرير. الصادرة عن حزب الاتحاد الوطني للقوات الشعبية.
انخرط في العمل السياسي والنضالي سنة ١٩٤٣،وعمره لا يتجاوز ١٩ ربيعا، فانتمى لحزب الاستقلال بالرباط، حيث تابع دراسته في ثانوية مولاي يوسف وأسس خلية نضالية.
طارده الاستعمار وبقي فارا َن الاعتقال بين مدينتي أسفي ومراكش إلى أن استقر في مدينة الدار البيضاء وعمل سرا في صفوف المقاومة وتنظيم الطبقة العمالية.
فمع نفى الملك الراحل محمد الخامس، إلى مدغشقر سنة ١٩٥٣، اهتم اليوسفي بتنظيم المقاومة وجيش التحرير إلى سنة ١٩٥٦،سنة حصول المغرب على الاستقلال.
أسس مع المرحوم المهدي بن بركة ومحمد بصري ومحجوب بن صديق وعبد الرحيم بوعبيد وعبد الله إبراهيم. الاتحاد الوطني للقوات الشعبية المنشق عن حزب الاستقلال سنة ١٩٥٩،وبات عضوا في الأمانة العامة للحزب الجديد من سنة ١٩٥٩ إلى ١٩٦٧.
اععتقل الراحل اليوسفي عدة مرات منها في دجنبر ١٩٥٩ مع محمد بصري مدير التحرير بتهمة التحريض على العنف والنيل من الأمن الوطني للدولة والأمن العام.
كما اعتقل في يوليوز ١٩٦٣ مع جميع أعضاء اللجنة الإدارية للاتحاد الوطني للقوات الشعبية بتهمة التآمر، وصدر عليه حكم بالسجن سنتين مع وقف التنفيذ، وعفي عنه سنة ١٩٦٥.
سافر إلى فرنسا في نوفمبر ١٩٦٥ للإدلاء بشهادته كطرف مدني في محاكمة مختطفي المرحوم المهدي بن بركة، وبقي هناك ١٥ سنة في منفى اختياري.
وحكم على الراحل اليوسفي غيابيا في جلسات محاكم مراكش ١٩٦٩.١٩٧٥. وطالب المدعي العام بإصدار الحكم عليه بالإعدام، صدر حكم العفو عنه في ٢٠غشت ١٩٨٠، فعاد إلى وطنه المغرب في أكتوبر ١٩٨٠.
اخاير الراحل اليوسفي مندوبا دائما للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية في الخارج منذ تأسيس الحزب عام ١٩٧٥ وعضوا في مكتبه السياسي منذ مؤتمره الثالث سنة ١٩٧٨، انتخب كاتبا عاما للحزب بعد وفاة الزعيم عبد الرحيم بوعبيد في ٨ يناير ١٩٩٢.
استقال المجاهد اليوسفي من وظائفه السياسية بعد اعلان نتائج الانتخابات التشريعية لسنة ١٩٩٣، احتجاجا على ما وقع فيها من تلاعب، وسافر إلى مدينة كان الفرنسية في  شتنبر ١٩٩٣،عاد إلى أرض الوطن بعد ضغوط من زملائه وفي سياق الأجواء السياسية الجديدة في البلد والرغبة التي ابدها الراحل الملك الحسن الثاني، لإشراك المعارضة في الحكم وفتح باب المصالحة.
وهو ما تحقق بعد مفاوضات متعثرة ومتقطعة بعد أن قبل المرحوم اليوسفي عرض الملك الراحل الحسن الثاني بقيادة ما اصطلح عليها ب حكومة التناوب  وعين وزيرا اول في ٤ فبراير ١٩٩٨ لغاية أكتوبر ٢٠٠٣ في عهد الملك الحالي محمد السادس.
فتكريم من جلالة الملك محمد السادس للمجاهد عبد الرحمان اليوسفي، في ٣٠ يوليوز ٢٠١٦ بمناسبة عيد العرش اشرف الملك محمد السادس على تدشين شارع عبد الرحمان اليوسفي، الذي يحمل اسم المجاهد والوزير الأول في حكومة التناوب وذلك بحضور المناضل اليوسفي في مسقط رأسه طنجة.
فهذه مبادرة ملكية تكريما ل جل مجاهد ومناضل وسياسي صادق ومن كبار شخصيات الحركة الوطنية ورجل دولة بامتياز الذي طالما ابان على تفانيه الكبير وحكمته وتبصره وصبره ونكران الذات في الاضطلاع بمسؤولياته الجسيمة فرحم الله المجاهد عبد الرحمان اليوسفي.

 

بداية الصفحة