كتاب وآراء

درامانا

كتب في : الأربعاء 22 يونيو 2016 بقلم : سامر جهاد المصري

إشارةً إلى آراء السادة المنظّرين في (سوق) الدراما السورية 2016، وأخُصّ بالذكر أصدقائي من الصحافيين والنُقّاد الذين يلعبون دور القاضي والجلاد في آنٍ معاً... بما أنني أحد المتورطين في (صناعة) الدراما السورية و(تسويقها) منذ العام 2010 وإلى تاريخه، فإنني سأسمح لنفسي أن أُدلي بدلوي، بصفة ... أو بدون صفة...

كان أستاذي (المعلم) يقول لي "أجلب لي كوم بطاطا وسأبيعه... واجلب لي كوم حجارة وسأبيعه" مقولته هذه، هي إرثي منه،.. فيما يخص الدراما وتسويقها بكونها صناعةً بحاجةٍ إلى تسويق، وبيع،.. فى البداية تأتيك فكرة وتخطط لتأسيس كيان يحتضن هذه الفكرة ويعمل على تحويلها لواقع (شركة إنتاج فني). هذه رؤية، هذا تسويق... تبدأ في تحديد ما سوف تقوم به من نشاطات وما سوف تعمل فيه من منتجات (مسلسل تلفزيوني... فيلم سينمائي... مسرحيّة).. هذا جزء آخر من الرؤية، هذا أيضاً تسويق... بعد ذلك تستهدف بعض الناس وتوجه جهودك نحو اجتذابهم إليك وتعريفهم بنشاطاتك ومزايا وفوائد التعامل معك (القنوات العارضة ومشاهديهم... المهتمّين...) هذا إستهداف،.. هذا أيضاً تسويق،.. تبدأ في مخاطبة هؤلاء الذين تستهدفهم من أجل إقناعهم بمنحك فرصة من أجل عرض ما لديك عليهم. هذا تمهيد لعقد لقاء شخصي. لا زلت تقوم بالتسويق،.. يوافق هؤلاء على مقابلتك والجلوس والاستماع إليك. وتبدأ أنت في محاولة إقناعهم بإتمام الصفقة معك. هذا بالتأكيد بيع،.. تنجح في إتمام الصفقة. وتتابع هؤلاء الذين صاروا عملاء (القنوات ومتابعيها) لديك لتحتفظ بهم كعملاء دائمين،.. الآن قد عدت للتسويق،.. تقوم بالترويج لنشاطاتك من أجل اجتذاب المزيد من العملاء (قنوات أخرى تمتلك جمهورها من المتابعين) وإشهار منتجاتك أكثر وتوسيع نطاق أعمالك، فتطلق حملات إعلانيّة وتلجأ إلى وسائل الدعاية (الأمر الذي نهمله ولا نُلقي له بالاً). أنت هنا مرّة أخرى تبدأ بالتسويق،..

لا أقول بأن "درامانا" بألف خير، لكنها أيضاً ليست بذلك السوء، تسويقنا لدرامانا... لأنفسنا... كان قد بدأ بطريقة صحيحة نسبياً في ظل وجود الشرط الإنتاجي والفني والتسويقي الصحيح، وأخشى ما أخشاه بخاتمةٍ تُطّلُ على مجدٍ (ليس بزائف) إن بقينا نرتكب نفس الأخطاء،.. نحن نتكلم عن صناعة، عن مُنتَج، وعن سوقٍ يحكمه العرض والطلب،.. بشُقّ الأنفس قد أصبحنا رقماً يُحسب له ألف حساب في هذا السوق... فرُحماكُم... رُحماكم يا منتجين... رُحماكم يا بائعين... رُحماكم يا ناقدين... فما هكذا تُوردُ يا سعد الإِبلُ.

بداية الصفحة