أطلقت شركة مايكروسوفت أحدث تحديث لنظام التشغيل ويندوز 11، والذي يحمل الاسم "KB5058411". التحديث يأتي إلزاميًا لكافة المستخدمين، ويشمل مجموعة من الإصلاحات الأمنية الهامة، لكن الأهم من ذلك أنه يقدم ميزة ذكاء اصطناعي مثيرة للجدل تُعرف باسم "Recall" أو "الاسترجاع"، بحسب فوربس.

"Recall": الميزة التي تتجسس على شاشتك كل ثوانٍ

بحسب ما ذكره موقع Windows Latest، فإن ميزة Recall تقوم بالتقاط صورة للشاشة كل بضع ثوانٍ، مما يتيح لنظام الذكاء الاصطناعي في ويندوز إنشاء "ذاكرة فوتوغرافية" لكل ما تراه على جهازك من تطبيقات، مواقع إلكترونية، مستندات، ورسائل.

مايكروسوفت وصفتها بأنها أداة ذكية تساعدك على تذكّر ما كنت تفعله في أي وقت. ولكن النقاد وصفوها بأنها تهديد واضح للخصوصية وتحول خطير في طريقة عمل أنظمة التشغيل.

لا مفر من التحديث.. والاختيار بيدك الآن

الميزة الجديدة يتم تفعيلها بعد تثبيت التحديث الكبير المتوقع في مايو 2025 (Windows 11 24H2). خلال عملية التثبيت، سيُطلب منك اتخاذ قرار: هل تريد تفعيل ميزة Recall أم لا؟

ورغم أنه بإمكانك اختيار عدم تفعيلها في البداية، إلا أن الموقع التقني حذّر من أنه في حال قررت إيقافها لاحقًا، فإن مستوى الأمان المطلوب لإعادة تفعيلها سيكون أقل، ما يجعل الخصوصية أكثر هشاشة.

رسالة تحذير.. ليست لك وحدك

الأخطر من كل ذلك، كما يشير التقرير، هو التأثير على خصوصية من تتواصل معهم. فإذا فعّلت Recall، فإن نظام ويندوز سيقوم بقراءة وتخزين محتوى الرسائل المشفرة من تطبيقات مثل واتساب وسيجنال، بالإضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني.

ورغم أن المستخدم قد يوافق ضمنيًا على هذا النوع من المراقبة، إلا أن الأشخاص الذين يتواصلون معه قد لا يعلمون أن محادثاتهم أصبحت محفوظة خارج التطبيقات الأصلية، وبمستوى أمان أقل بكثير مما توفره تلك التطبيقات.

هل نحن أمام "الأخ الأكبر" الجديد؟

التحديث الجديد لويندوز 11 يعكس تحوّلًا جذريًا في العلاقة بين المستخدم والنظام، حيث باتت الخصوصية خاضعة لمعادلة معقدة بين الأمان، والراحة، والمراقبة الذكية.

وفي الوقت الذي قد يرى فيه البعض أن ميزة "الاسترجاع" مفيدة لتتبع المهام والتاريخ الرقمي، فإن آخرين يعتبرونها بداية لمرحلة من الرقابة الرقمية الشاملة على أنشطة المستخدم.