كتاب وآراء

'ظاهرة انقلاب الهرم الثقافى'

كتب في : الجمعة 09 اغسطس 2019 - 4:58 مساءً بقلم : د . إيناس سامى أبو الفتوح

لكل جيل مفرداته الخاصه به ولكن يجب تقويمهاخاصة عند اعوجاجها. فاللغه كيان وجسم حى ينمو مع نمو البشريه ويتغير ويتبدل ويتلون بتغيرالانسان، فإذا كان هذا التغير ايجابى اوسلبى من جانب البشر كان أيضا التأثير ايجابى او سلبى على اللغه. وعندما اتخذت اللغه العاميه المصريه الاتجاه السلبى بدلا من الايجابى نشأت "ظاهرة انقلاب الهرم الثقافى" والتى تعنى أن نمو اللغه يأخذ شكل هرمي، فى قمته الأدباء والمفكرين والمثقفين الذين يؤثرون على طبقات الهرم الدنيا وصولا إلى قاعدته التى تمثل العوام من الناس، وبزيادة الوجود الثقافى لهذه الطبقه التى فى أعلى الهرم يسير نمو اللغه فى الإتجاه الايجابى. فبما ينشره الأدباء من روايات وقصص وأشعار تحوى افكار ومفردات وتعبيرات جديده على اللغه وبقراءة  عامة الناس لهذه الكتابات يتم تغذية باقى الهرم غذاء صحيا واعيا، وبمطالعة الكتب الثقافيه ومشاهدة البرامج الحوارية للمفكرين و تبنى أفكارهم وألفاظهم تتلون لغة العامه بلون الثقافة الراقية. والأن ومع قلة أو انعدام القراءة والمطالعة من قبل جيل الشباب ومع تنحى الفئه المثقفه المفكرة ومع تعمد تهميشهم من قبل قنوات الاعلام التجاريه والتسويقيه بدأنا نعيش ظاهرة انقلاب الهرم الثقافى، والذى صار فيه العوام من الناس على قمته وانحدرت النخبه إلى قاعدته، ويتمثل ذلك فى ظهور أدب  الدرجه الثالثه والذى أقصد به مادخل على الأغنية الشعبيه من مفردات وكلمات فى غاية التدنى تطغى على الجرس الجميل للقافيه. وللأسف فقد تأثر الجيل الحالى بتلك الجرثومه التى تصيبك عندما تشاهد التليفزيون اوتسمع الراديو، فالفن الشعبى فن قديم وراقى يعكس ثقافه وحضارة مختلف شعوب الأرض. العيب ليس فى الفن الشعبى، ولكن الخطأ يكمن فى أن من فى قمة الهرم ترك العنان لمن فى قاعدته كى يكتبوا بأقلامهم الجاهلة وعقولهم المنغلقه سطور الفن الشعبى المعاصر.

بداية الصفحة