الأدب

تَذَكَّر أنك في قبضة الله

كتب في : السبت 16 اغسطس 2025 - 1:27 صباحاً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

إن أعانتك قدرتك على معصية فالقدرة التي أُعطِيَت لك من عنده سبحانه وتعالى، إن تَوَفَّر لك المال لتُنفقه، وتشتري به السيارات، وجميع الرفاهيات، والضروريات، فالله هو الذي رزقك إياه، إن كان لديك أب وأم يحافظون عليك، وكما يقولون بالعامية

"دفعوا دم قلبهم عشان تكون حاجة في المجتمع"

فهذه مِنَّة وهِبة من الله، فلا تكفر بنعمته، وتستغل ذلك أسوأ استغلال، لأنه يُمهل، ولا يُهمل

انتقالًا إلى حادث الواحات البَشِع بكل المقاييس أيًّا كانت الآراء، وأيًّا كانت الشرائح الاجتماعية، فهو جريمة في حق الإنسانية يُعاقب عليها الله، والقانون، حيث ارتكب مجموعة من الشباب المُتَهَوِّر، وقولي المُتَهَوِّر لفظ مُتَأدِّب رحمة بذويهم إن كانوا قد قاموا بتربيتهم التربية السليمة، وعلموهم الحرام من الحلال، وعلموهم كيف يتحملون مسؤولية أفعالهم، وأن يفكروا ألف مرة قبل ارتكاب أي خطأ بل هو ذنب راح ضحيته بنات لا ذنب لهم من إصابات بالغة وحادث التصادم الرهيب على الطريق نتيجة لمطاردة هؤلاء الشباب المُنحَلِّين أخلاقيا لهن بسياراتهم الثلاث، ثلاث سيارات ومطاردة لفتيات يَقُدن سيارتهن في حالهن الذنب الوحيد أنهن فتيات، فهن حق مستباح طالما نزلوا الشارع ليس لهن حق في الحياة، فالفتاة التي تنزل من بيتها لقضاء أي شأن لها أو لأسرتها يطاردها الشباب ويحاولون بشتى الطرق إيقافها للحصول عليها وكأنها طبق فاكهة، أو طبق من اللحم سيلتهمه بأي صورة، أين الدين؟

أين الأخلاق؟ وأين التربية، والمراقبة من الأهل؟

وإن تواجدت التربية حيث يخلق من ظهر العالم فاسد وهناك من أبناء الأنبياء الذي اتصفوا بالفساد، والكفر، وإن كان الآباء لا يستطيعون السيطرة على أبنائهم،

أو ليس لديهم الوقت لتربيتهم كبعض الفئات المجتمعية التي تلهث وراء المال فيفسد أبناؤهم نتيجة لفقدانهم الرعاية والعين التي تراقب، فمن أمن العقاب أساء الأدب... فمن حق المجتمع أن يقتص من مثل هؤلاء فينالون العقاب الرادع بالقانون حتى لا يتجرأ أحد ممن تُسَوِّل له نفسه على نفس الفعلة، والهروب ...بعض الأقوال التي تهاجم وتُرجع الحجة على ملابس الفتيات، وأنهن السبب في إثارة الشباب، وكأن هؤلاء الشباب لا يرون جميع أشكال الفتيات

في المجتمع الملتزمة، وغير الملتزمة.. كأنهم كانوا في قُمقم مُغلق، وفجأة شاهدوا فتيات سافرات فتحركت غرائزهم ليقوموا بمطاردتهن فيقع حادث يُودي بحياتهن، أو يُصبن بإصابات مميتة...

ما هذا الهراء؟

هذا ليس سبب لارتكاب مثل هذه الجريمة...

فأين هم من غض البصر كما حثنا ديننا؟

وإن كُن عاهرات هل يعطي هذا الحق لقتل نفس إنسانية، وترويعها لعمل مثل هذا الحادث المُفجع، وهل الشاب الصالح يبيح لنفسه مطاردة والتَّعرض للفتيات فاسقات أو صالحات!!

هل القيم الإنسانية والمبادئ التي تربينا عليها تتجزأ؟

الرسول عليه الصلاة والسلام لم يُجبر أحد على دخول الإسلام وإتباع تعاليمه بالإكراه بل قال

"لكم دينكم ولي دين" فكل إنسان مسؤول أمام الله عن عمله هو الذي يحاسبه عليه، وليس بشر مثله، ولم يُقل الله، ورسوله هؤلاء كفار فلنستبح عرضهم، وشرفهم، ونؤذيهم، ونفعل بهم الويلات،

بأي دين تدينون يا أصحاب شعارات الفتيات سافرات يستحقون ما حدث لهن؟

وهل قيادة الفتاة لسيارة جُرم تُعاقب عليه؟

هل كل شاب يرى فتاة تقود سيارة يعتبرها عاهرة يسعى لاصطيادها؟

إذن عودوا لعصور الجاهلية تجلس الفتاة في بيتها

لا تعليم، ولا عمل، وإن أردتم ذلك فوَفِّروا لها حياة كريمة حتى لا تنزل من منزلها، وفِّر لها من يخدمها، وانفق عليها حتى لا تُهان، وتتعرض لمضايقات أمثال هؤلاء الشباب الفاسدين، وهذه قضية أخرى، وهي القوامة وما إلى ذلك...ولكن التعليم حق مكفول للجميع الشاب، والفتاة على حد سواء، فإن لم تنزل من بيتها لقضاء حاجة ما شخصية، أو حاجة لعائلتها ربما يكون والداها سنهما لا يسمح بخدمة أنفسهم وهي ابنتهما التي ترعاهما، ربما نزلت لشأن يخص دراستها، أو تعليمها... قد تكون هذه أسباب أدت إلى خروجها للشارع.. هذا لا يعني أنها حق مكتسب لك، ولغيرك.... عندما ترى فتاة تجلس في كافيه أو مطعم انقض عليها! فهي فريسة، وليست كائن حي له مثل حقوقك تماما، ولا علاقة لذلك بالأنوثة، أو الذكورة

الحساب، والعقاب، والردع لمثل هؤلاء، ولا تأخذكم بهم أي شفقة، فهذه ليست معاكسة لفتيات، وهزار، وعدم تربية فقط، بل هي أرواح بشرية، وقتل مع سبق الإرصاد، والترصد، وتَعَمُّد ترويع مواطن المفروض أنه يمشي في الشارع بأمان، والتسبب في حادث كبير يؤدي للوفاة.... كان الله في عون عائلات الفتيات والفاجعة التي حلت بهم، وكان في عون أهل الشباب الذين رُبَّما قد تفاجاءوا بأفعال أبنائهم ولاذنب لهم في فساد أخلاقهم، وإن كانوا قد أهملوا تربيتهم وتعليمهم الخطأ من الصواب، فقد نالوا العقاب لأنه لن يفلت هؤلاء الشباب من العقاب فنحن في بلد القانون ولسنا في غابة ...واخيرًا القيم التي تزرعها الأسر

في أبنائها هي التي تحدد أفعالهم، وتُنشئهم النشأة السليمة، وتجعل داخلهم الوازع الديني، والإنساني، وتُحيي الضمير في أنفسهم.

بداية الصفحة