كتاب وآراء

فضفضة.. الدكتور 'محمد رمضان' قائد الجيش الأبيض في معركة كورونا بمستشفى بلقاس

كتب في : الثلاثاء 28 إبريل 2020 - 4:30 مساءً بقلم : محمد عبد الواجد

بسبب الضغط النفسي والإجهاد الذى يعاني منه جنودنا البواسل من "الجيش الأبيض" في حربهم ضد عدو فتاك غامض لا يرونه إلا بعد الإنقضاض والتمكن من فريسته ، فهم في حرب الظلام ضد  فيروس "كورونا" ، وجب علينا الدعم المعنوي لهم ، وهذا أقل تقدير لهم ولمجهوداتهم في ظل هذه الحرب التي يجاهدون ويكافحون فيها وحدهم .. وهذا بالتقرب منهم والإستماع لما يفضفضون به ودعمهم المعنوي بكلمات التحفيز والتشجيع .

 

جاءت فضفضة  الدكتور "محمد رمضان"

 

مسؤول حملة كورونا بمستشفى بلقاس كما يلي:

 

 

نحن الأطباء والتمريض والصيادله والفنيين لا نشعر أن شيئاً جديداً قد حدث منذ ظهور الكورونا سوى أن الناس باتت تعرف شكل حياتنا اليومية .. فنحن الأطباء المحبين للحياة .. الكارهين للمرض .. والمتصالحين مع الموت .

 

طيلة حياتنا نحارب عدواً مجهولاً لا تراه أعيننا ألا وهو المرض بكل أنواعه .. وإذا رأته أعيننا فغالبا أنه قد وصل لمرحلة لن يكون من السهل التغلب عليه .

 

هذا العدو أخشى ما نخشاه هو أن نحمله إلى بيوتنا ليهاجم من نحب في عقر دارنا .. أو أن يصيبنا فيتسبب في معاناتنا لفترة طويلة .. وإذا سألت أي طبيب فسيخبرك أنه يفضل إما النجاة أو النهايات السريعة .

 

طيلة حياتنا نتلقى أجوراً زهيدة مقارنة بما نحاول تقديمه للناس والحفاظ عليه ألا وهو الصحة التي لا توازيها كل كنوز الأرض .

 

معظم الأطباء فقدوا القدرة على الخوف والقدرة على الحزن والقدرة على الإستسلام للمشاعر .. وإن كنتم تعتقدون أن ذلك شيء سيء فأنتم مخطئون .. لأن الطبيب إذا خاف أو حزن أو تحكمت فيه المشاعر فلن يتحرك من منزله ليواجه الأمراض أو لينقذ المرضى ..

لأننا نعلم ما لا تعلمون وهو أن للمعاناة و الموت ألف سبب و للنجاة سبب واحد فقط و هو ستر الله

 

وبينما نحارب هذا العدو .. يجلس الموت على مقربة منا يراقبنا وينظر إلى ساعته منتظراً اللحظة التي ينتهي فيها عملنا ليبدأ هو عمله .. لحظة حصاد الأرواح .. أرواح المرضى كثيراً ، وأرواح الأطباء في أحيان أخرى .

 

اعذرونا على قراراتنا الصعبة ونظراتنا الجامدة وكلماتنا المقتضبة وإبتساماتنا الباهتة وقلة حيلتنا في كثير من الأحيان .

 

وفي هذه الفترة نرجو أن يشفع لنا عند الله و عند الناس أننا الوحيدون الذين نقترب ممن يهرب حتى أقرباءهم منهم .. ونساعد من لا يجرؤ أحد غيرنا على مساعدته .. ونصلي صلاة الجنازة على من لا جنازة و لا مشيّع له ..!
 

بداية الصفحة