عالم

محادثة بوتين وترامب.. 60 دقيقة بلا نتائج وابتسامات تخفي التوترات

كتب في : الجمعة 04 يوليو 2025 - 11:19 صباحاً بقلم : المصرية للأخبار

 

في عالم السياسة، قد تُغني ساعة واحدة عن أسابيع من الدبلوماسية، أو تكشف حجم الفجوة بين الكلمات والوقائع، هذا ما بدا في المكالمة الهاتفية الأخيرة التي جمعت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بنظيره الأمريكي دونالد ترامب، والتي استغرقت قرابة 60 دقيقة، ووصفت بأنها كانت "على موجة واحدة"، ولكن دون نتائج ملموسة، وفقًا لتقرير منسوب للقاهرة الإخبارية.

ما بدأ بتهنئة بمناسبة عيد الاستقلال الأمريكي، تحوَّل إلى جولة مكثفة من الملفات الساخنة مثل أوكرانيا والشرق الأوسط والتعاون الثقافي وحتى الأفلام"، غير أن النبرة الودية لم تخفِ تباين الرؤى العميق، لا سيما حول الحرب في أوكرانيا.

بداية ناعمة
استهل "بوتين" الاتصال بتهنئة "ترامب" بمناسبة عيد الاستقلال، مستذكرًا ما وصفه بـ"مساهمة روسيا في نشوء الدولة الأمريكية"، في إشارة رمزية لكنها غير معتادة.

أما "ترامب"، فاستهل حديثه باستعراض تقدم مشروعه الاقتصادي في الكونجرس، متلقيًا من بوتين أمنيات بالنجاح في تنفيذ "الإصلاحات المقررة".

أوكرانيا.. العقدة المستمرة

أعادت المكالمة تأكيد الفجوة العميقة بين الموقفين، وعبر "ترامب" صراحة عن عدم رضاه عن الوضع في أوكرانيا، قائلًا إنه لم يحقق أي تقدم يذكر.

أما "بوتين"، فأكد استعداد روسيا لمواصلة المفاوضات مع كييف، مع التشديد على أن موسكو "لن تتخلى عن أهدافها الرامية لإزالة أسباب النزاع الجذرية"، وهي صيغة دبلوماسية تلمح إلى تمسك الكرملين بمطالبه الأساسية.

ولم يُطرح خلال المكالمة وقف إمدادات السلاح الأمريكية لأوكرانيا، كما لم يناقش الطرفان موعد الجولة المقبلة من المفاوضات في إسطنبول، مع الإبقاء على الطابع الثنائي لأي محادثات بين موسكو وكييف.

الشرق الأوسط وسيناريوهات التهدئة

تطرق الزعيمان إلى تطورات الشرق الأوسط، خصوصًا في إيران وسوريا، وشدد "بوتين" على ضرورة تسوية الأزمات في المنطقة بالوسائل السياسية والدبلوماسية، فيما لم يكشف الرئيس الأمريكي عن موقف تفصيلي خلال المكالمة، ما يشير إلى أن الملف ظل هامشيًا مقارنة بالملف الأوكراني.

الملف الثقافي.. السياسة بوجه ناعم

بصورة مفاجئة، شمل الحديث أيضًا إمكانية تبادل أفلام سينمائية تروج لما وصفه الطرفان بـ"القيم التقليدية" التي تلتقي فيها رؤية روسيا مع إدارة ترامب.

رغم طرافة الفكرة، فإنها تكشف محاولات لبناء جسر ناعم بين قوتين صلبتين في تعاطيهما السياسي، وتحقيق تقارب عبر بوابة الثقافة بدلاً من ساحة النزاع.

لقاء مباشر.. لا شيء على الطاولة
لم يبحث الاتصال عقد لقاء مباشر بين الزعيمين، لكن مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف أشار إلى أن الفكرة "تلوح في الأجواء"، مؤكدًا أن التنسيق ممكن في غضون يوم واحد إذا دعت الحاجة.

وفي لمسة طريفة، قال "أوشاكوف": "لا يمكن تحديد من أنهى المكالمة أولًا، لكن المترجمين هم من وضعوا السماعة أخيرًا"، ما يوحي بأن الودية كانت حاضرة، لكن الحسم غائب.

60 دقيقة على الحافة

ساعة واحدة كانت كافية لتظهر أن "ترامب وبوتين" قادران على إدارة حوار مباشر دون صدام، لكن غير قادرين على كسر الجمود في الملفات الكبرى.

الحديث عن "الجدية" و"الودية" لا يخفي حقيقة أن مواقف الطرفين لا تزال متباعدة، وأن "الرغبة في التفاوض" لا تعني تلقائيًا تقدمًا على الأرض.

في السياسة كما في المسرح، قد تطول الحوارات، لكن النهاية يكتبها الفعل لا الكلمات، و60 دقيقة من الاتصال بين واشنطن وموسكو لكنها لم تُقرب المسافات بما يكفي.

بداية الصفحة