الأدب

رسالة من قلب يتيم

كتب في : الجمعة 23 فبراير 2018 - 11:26 صباحاً بقلم : جيلان فرغلى

 كنت أتمني أن أكبر وعندما كَبرتُ أدَركتُ أن الحياة أجمل حينما كنت أراها بعيون طفولتي البريئة... حينما كانت كل أحلامي أن أدخر مالاً كي أشتري دمية جميلة، حينما كانت تداعب نسمات الهواء شعري فأضحك وأبتسم، كنت أستمتع برؤية الطبيعة وأنا أجلس بجوار نافذة السيارة وأسرح، وأطير فرحاً وسعادة، كانت تسعدني إبتسامة والدتي ومداعبتها لي ......كنت حقاً سعيدة جحينما كنت أرى الدنيا على صورتهاِ التي خلقها الله عليها دون تزييف من البشر، دون تلويث الطبيعة بلمسات بشرية، دون تشويها ،ولكن كل ذلك ذهبت أدراج الرياح وكبرتُ .....َكبرتُ يا أمي ووجدت أناس تحقد، وتكذب، وتكره أيضاً، وجدت أشياء كثيرةً لا تروقني وجدت أناس مزيفيين، وجدت المصلحة والوسطية، الرشوة والعنصرية............وجدت مالم أكن أتخيله يا أمي، يا ليتني لم أكبر ويا ليت الحياة لم تتغير، و يا ليت الزمن أصبح ثابت ، ويا ليت الأناس لم يتغيروا....... كَبرتُ يا أمي وأدركت أنك كنت تكذبين حينما كنتي تعبثي بشعري وتقولين أن الحياة جميلة وأنني سأكون أسعد حينما أكبر يا أمي ؛لإني حينما كبرت لم أجدك بجانبي ........لقد كنتي تكذبين يا أمي حينما كنتي تقولين سأبقى معك يا بنيتي ولن أتركك وكَبرتُ يا أمي ولم أجدك .......لقد توفاكِ الله ،و ذهبتي يا أمي دون أن تخبريني ،دون أن تودعيّني ،دون أن تمنحييني حضن يهون عليَّ أرزاء الحياة وشقائها ..........................لمن أذهب إذن بعد رحيلك ...............قولي لي؟! وأكذبي تلك المرة وقولي أني سأجد موطن وسكن مثلك ............أكذبي يا أمي حتى تطمأنييني....... حتى أسعد ولو للحظات أصدق فيها أني سأراكي........ أشتقت لملامح وجهك، لغضبك، لثورتك لحنوك وعطفك ، أشتاقت لِكُلك يا أمي، تعالي لملمييني، وبعد ذلك أتركييني بعدما أشم رائحتك يا ليتني لم أكبر ...........ويا ليتك كنتي بجانبي .......أحتاجك بشدة .

بداية الصفحة