منوعات

المصرية للأخبار :ترصد حكاية الحوت 'الزعنفة'.. وزير البيئة: القرش يهاجم البشر بسبب أخطائهم.. وخبراء: غياب الوعي سبب الفزع

كتب في : الأربعاء 24 اغسطس 2016 بقلم : نادر مجاهد

لحالة من الرعب ارتسمت علي ملامح "أسامة خالد" فور تذكره هروب المواطنين حين شاهدوا حوت "الزعنفة" يسبح بالقرب من شاطئ الساحل الشمالي في رحلة مع أصدقائه أول أيام عيد الفطر.

جريدة المصرية للأخبار: تقارير ومتابعات

 

حكايات توجع القلب.. أهالي أبو رجيلة محرومون من التعليم والصحة ..يعيشون بعشش صفيح وأكل عيشهم "القمامة"

طالبة تفضح المتهم.. ننشر تفاصيل واقعة إلقاء زوجة من الطابق الخامس.. والنيابة تأمر بحجزه

بعد النيش والشبكة.. قرية بالدقهلية تدعو لمقاطعة "زفة المطابخ" و"الصباحية" و"عشاء أم العريس"

 

أسامة خالد – ذلك الشاب العشريني، طالب بكلية التجارة– يقول "لم نكن نتوقع أن نشاهد حوتًا بهذا الحجم يسير بالقرب من الشاطئ، بعد ما سمعنا عن حادثة القرش الذي هجم علي المواطن "عمرو عبد القادر" في مياه العين السخنة، وكان سببًا في فقدان قدمه".

 

في الوقت الذي ضحكت وشوش خبراء البيئة في مصر، فور سماعهم بظهور حوت الإسكندرية، وقرش السخنة، وتماسيح النيل، وباتوا يدرسون كيفية الحفاظ عليهم وحمايتهم من تعديات البشر، مؤكدين أن غياب الوعي البيئي وانعدام المعرفة بالحياة البرية والبحرية في مصر، كان سببًا واضحًا لفزع المواطنين.

 

فظهور مثل هذه الحيوانات دليل علي أن الحياة الطبيعية في مصر مازالت تسير في خطى مستقيم، وغيابها كان مصدر قلق للمعنيين بالبيئة والحياة البرية والبحرية، خوفًا من أن تختفي هذه الحيوانات دون رجعة.

 

ففي الوقت الذي تعكف فيه وزارة البيئة علي دراسة كافة السبل الممكنة لحماية القرش والحوت، يتعجب المواطن المصري البسيط من هذا الحرص، لأنه يعتقد أنه واقع جديد عليهم، ولابد من القضاء عليها لحماية الحياة البشرية والحفاظ علي أرواح المواطنين.

 

كانت البداية بشكوي بعض المواطنين من ظهور تماسيح ضالة في المصارف وفي غير بيئتها الطبيعية، والتي كان من المفترض أن تتواجد ببحيرة ناصر باعتبارها المكان الأمثل لها.

 

وصولًا لظهور سمكة قرش من النوع "ماكو"، التي افترست شابًا عشرينيًا فى مياه العين السخنة، والتي تعد من أخطر أنواع أسماك القرش عالميًا.

 

إلي أن ظهر حوت "الزعنفة" يسبح بطول خط الساحل بالقرب من شواطئ مارينا، وقت اصطفاف أعداد غفيرة على الشاطئ بمناسبة قضاء إجازة عيد الفطر.

 

أكد الدكتور البيلي حطب، مدير عام المكتب الفني لقطاع حماية الطبيعة، إن ظهور سمك القرش جاء بفعل الممارسات البشرية الخاطئة بمنطقة الحادث، والتي قد ساهمت بشكل كبير في وقوعه، قائلًا؛ هذا موطن الأسماك الطبيعي، لكن تصرفات البشر الخاطئة تسببت في تغيرات فسيولوجية في الأسماك دفعتها لمهاجمتهم، مشيرًا إلي أن الشباب قاموا بإلقاء فضلات السمك بالمياه، وبالتالي زفروا المياه وهذا جذب كافة أنواع الأسماك بكافة أحجامها.

 

جدير بالذكر أن الخبراء فسروا هجوم سمكة القرش علي المواطن "عمرو عبد القادر" أثناء تواجده بالمياه الضحلة بالعين السخنة، علي أنه نوع من أنواع الدفاع عن النفس.

 

وأوضح الدكتور خالد فهمي وزير البيئة أنه قد يكون هناك خطأ في السلسلة الغذائية، بسبب الصيد الجائر، وأن القرش يهاجم البشر بسبب ممارسات خاطئة منهم، عن غير قصد، مشيرًا إلى زيارته للشاب الذي هاجمه القرش، وأنه تحدث للوزير بكل تفاصيل الواقعة، وعلم منه أن قائد المركب كان يعد طعامًا ويلقي مخلفات السمك في المياه، مما أدى لتزفير المياه، وجذب القرش، من خلال الرائحة.

 

أما فيما يتعلق بظهور الحوت، انتقل خالد فهمي، إلي مارينا مستقلًا لانشًا باحثًا عن الحوت، الذي لم يجد له أثر، مؤكدًا أن الفيديوهات التي انتشرت مؤخرًا عن ظهور حوت نافق ما هي إلا فيديوهات قديمة.

 

وأشارت د.عزة الجنايني عضو المعهد القومي لعلوم البحار والمصايف، إلي أن الحوت الذي ظهر في مارينا، أول أيام العيد، صباحًا، تم تسجيله من بوغاز 1 في مارينا، وطوله حوالي 6.5.

 

ولفتت إلى أنه حوت زعنفي، وأن هذا النوع بهذا الحجم مازال رضيعًا، واحتمالات سبب دخوله أن يكون شرد من القطيع، مشيرة إلى أن القطيع من ٧؛٨ حيتان منهم الأم، مضيفًة "حينما تتبعنا اتجاهات التيارات البحرية، وجدناها تسير بطريقة دائرية، لذلك لم يستطع الخروج لمدة يومين، ثم مر بقرية "ماربيلا" بعدها انطلق إلى البحر المفتوح، مشيرًة إلي أن الحيتان على مستوى العالم ٧٨ نوعًا، منهم ١٩ نوعًا في البحر المتوسط، وهذا الحوت متضمن الأنواع المستوطنة البحر المتوسط، وليس لديه أسنان ويتغذى على الكائنات الدقيقة والأسماك الصغيرة والقشريات، مؤكدة أن الحيتان من أنواع الدلافين ليس لها أي خطورة على الإنسان.

 

ويقول أحمد فتحي، رئيس جمعية شباب بتحب مصر، المعنية بالقضايا البيئية والحياة الطبيعية، إن غياب الوعي البيئي لدي المواطنين كان سببًا رئيسيًا في فزعهم فور مشاهدة الحوت، وربطوه بشكل تلقائي بحادث القرش، إلا أنهم إذا أمعنوا التفكير قليلًا في حادثة القرش، سيجدون أن الشباب هم من اتجهوا إلي موطنه وتعدوا علي حقوقه، وأثاروه حين ذبحوا الأسماك وقاموا بتنظيفها بالمياه، وبالتالي تتطاير بقايا الدماء واستدعت القروش.

 

ويتعجب فتحي من المواطنين الذين فزعوا من حوت الإسكندرية، فقاموا بقذفه بالحجارة، قائلًا؛ "قال يعني الحجارة هتأذيه وهيهرب.. شعب غريب"، مؤكدًا أن الحوت حين ينفصل عن أمه يتجه باحثًا عن القوارض ليتغذي عليها، وهي موجودة بقرب الشاطئ، وهو أمر وارد يحدث علي مدار العام، إلا أن الحوت فزع من الأعداد الغفيرة للمواطنين مما جعله يسير في خط مستقيم دون أن يقترب منهم، مشيرًا إلي أن الحوت بدون أسنان وغير مؤذي.

 

بداية الصفحة