كتاب وآراء

مورغان اورتيغس وزيارتها القادمة .

كتب في : الجمعة 30 مايو 2025 - 11:45 صباحاً بقلم : حسين عطايا

 

ثمة تحليلات وتوقعات كثيرة تسبق زيارة نائبة المبعوث الاميركي للشرق الاوسط " مورغان اورتيغس " في كل مرة تزور لبنان ، او تنوي زيارته .

ففي الوقت المستقطع والمنتظر تحدث عادة بعض الاحداث وتتصاعد بعض الخطب والمواقف ، وفي بعض الاحيان لاتقتصر المواقف على بعض الخطب المتشددة او الرنانة فحسب ، ولا تكون مقتصرة على الجانب اللبناني فقط ، بل تشارك فيها إسرائيل ايضا وعلى طريقتها ، ولا تكون مختصرة بمواقف لبنانية ، بل تتعداها في بعض الاحيان لتكون رسائل نارية كما حدث ليلة الامس حيث سبق الزيارة مجموعة رسائل نارية قامت بها قوات العدو الاسرائيلي من خلال تنفيذ عدة غارات في مناطق متفرقة من الجنوب ، وقد شملت جنوبي الليطاني وشماله ، وفي ذلك رسائل حية لما لازالت تختزنه بنوك الاهداف الاسرائيلية من مواقع لحزب الله يقول الناطق الرسمي لجيش العدو "افيخاي اذرعي " على انها مخازن اسلحة وراجمات صواريخ . في ذلك رسائل موجهة لاورتيغس وللداخل اللبناني وهذا ما يجعل الموقف اللبناني ضعيف وفي حالة حرجة ويحمل العهد مسؤلية عما يجري من تأخير . فقد مضى على العهد ما يُقارب الستة اشهر ، وعلى الحكومة اربعة اشهر من عمرها ، ولكن هذه الفترة لازالت في البدايات ولم يتخللها شيءٌ عملي على قدر الامال المعقودة على العهد خصوصاً بعد خطاب القسم الناري والذي اعتُبر من خارج السياق السياسي اللبناني والبيان الوزاري الذي قارب خطاب القسم وشاركه الرؤية والرؤى ، وبقيت الامور على حالها . فالاصلاح يقتصر على شيء بسيط جداً ولم تظهر مفاعيله التي كانت متوقعة ، وهو يسير وفقاً لمسير السلحفاة ، فالتعيينات وعلى الرغم من كثرة الكلام عن آلية عمل ولجان فاحصة لم يخرج عما هو مألوف من بعض محاصصة واتفاق يسبق جلسة مجلس الوزراء ، وكأننا عدنا لزمن الترويكة لكن بشيء فيه القليل من الضجيج وكثير من الفعل . اما على صعيد حصرية السلاح ، ففيه الكثير من الكلام عن خطط وحوارات واتفاقات لكن قليل وقليل جدا من الفعل ومن القرارات الحاسمة والعملية . ففي الوقت الذي يترقب العالم توجهات ومقررات العهد في لبنان نجد ان سوريا وعلى الرغم من الفترة الانتقاليه قد استحوذت على اهتمام عربي ودولي وبدأت تتطاير الاستثنارات بالمليارات والاتفاقيات في الكهرباء وغيرها عدا عن الوفود ، بينما لبنان لا زال يتخبط في تصريحات ، وتصريحات مضادة ، وحزب الله يلعب على وتر التناقضات واللعب على خط جبهة جنوب الليطاني او شماله وفي ذلك يتلهى بينما قادته ومقاتليه يتساقطون اغتيالاً جنوب وشمال خط الجبهة التي يتلهى في اللعب على جانبيها . إذن ، لبنان واقع على منحنى فالق شديد التعقيدات والهطورة والحساسيات وعيون العرب والعالم عليه ينتظرون المزيد من الفعل والقليل من الكلام ، فالى متى تستمر فرصة الانتظار ؟ لاسيما ان المبعوثة الامريكية " مورغان اورتيغز " قادمة خلال ايام او ساعات الى لبنان ورشحت بعض المعلومات التي تسبق زيارتها عن حملها رسائل حامية وعالية السقف ستبلغه الى القادة اللبنانيين ، وهل ستكون الردود على رسائلها ؟ على قدر اهمية تلك الرسائل وهل ستكون الاجوبة ؟ على قد ما ترغب بالسماع له ، ام كالعادة سيستمر لبنان الرسمي بتضييع الفرص كما هي عادته وبالتالي سينفض العالم من حول لبنان ويُترك لمصيره الذي ينتظره . اليوم لم تعد المرحلة تنتظر اقوال فضفاضة واحاديث بل الجميع ينتظر افعال في القرارات والتشريع في الاصلاح والحسم على صعيد حصرية السلاح ولا مجال لوقت الحوارات والمفاوضات والزيارات بل الى فعل وعمل على الارض يخلق شيئاً من الصدمة يرشح عنها نتائج افعال وليس حوارات وخطابات فقط .

بداية الصفحة