ثقافه وفنون

مدينة تطوان المغربية تحتضن المهرجان الدولي للعود في دورته الـ 26 تحت الرعاية السامية للعاهل المغربي الملك محمد السادس.

كتب في : الخميس 29 مايو 2025 - 6:42 مساءً بقلم : محمد سعيد المجاهد/المغرب

 

تحتضن مدينة تطوان، اليوم الخميس 29 ماي 2025، فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمهرجان الدولي للعود. وسينظم المهرجان خلال الفترة الممتدة من 29 إلى 31 ماي 2025، تحت شعار “إشراقات التسامح”. ويتم تنظيم هذه الدورة بشراكة بين وزارة الشباب والثقافة والتواصل – قطاع الثقافة، وعمالة إقليم تطوان، والمجلس الإقليمي، والجماعة الترابية لتطوان، “في إطار حرص الجهات المنظمة على ترسيخ مكانة تطوان كمركز إشعاع ثقافي وفني على الصعيدين الوطني والدولي”، وفق بيان للمنظمين. ويمثل مهرجان العود موعدا سنويا لعشاق هذا الفن الراقي، حيث تستضيف منصاته نخبة من العازفين والمبدعين من مختلف أنحاء العالم، لتقديم عروض موسيقية تمزج بين الأصالة والتجديد، وتُعلي من قيمة الحوار الثقافي والتسامح بين الشعوب. وكما يُعد الشعار الذي اختير لهذه الدورة، “إشراقات التسامح”، دلالة رمزية قوية تعكس رسالة المهرجان في نشر قيم السلام والتعايش من خلال الموسيقى، خاصة وأن آلة العود لطالما كانت أداة للتعبير الوجداني والتواصل الإنساني. في تفاصيل الحياة الفنية المغربية وتاريخها، خاصة في شقها المتعلق بالموسيقى الطربية، لا يمكن تصور إنتاج غنائي لا توجد فيه آلة العود إلا نادرا؛ لأن الأمر يتعلق بآلة ساحرة عشقها الملحنون والعازفون، وجمهور عريض اعتاد سماع تقاسيم جميلة تمتع أذنه ووجدانه. هذه الآلة الأصيلة تقام لها مهرجانات متعددة في المغرب كما في بلدان عربية أخرى؛ لأنها استطاعت في أزمنة مختلفة اختراق الحدود، بل وفرضت نفسها ضمن متغيرات الموسيقى المغربية والعربية. على أن عدوى العشق الجنوني لآلة العود لم تقتصر على الملحنين والعازفين والجمهور فحسب؛ بل انتقلت حتى إلى الكتاب والشعراء، حيث احتفوا بهذه الآلة في كتاباتهم وأشعارهم. وما دام المغاربة منفتحين تاريخيا على محيطهم العربي والإقليمي، فقد شكلت آلة العود رمزا للتفاعل الموسيقي والفني، حيث تحكي كتب التاريخ ومهنيو الموسيقي أن آلة العود كانت متواجدة بالمغرب منذ زمن قديم، وأكثر من ذلك يتحدثون عن صناعها؛ من أبرزهم بن حربيط بفاس، وهو ما أسر به في تصريح صحافي عبد اللطيف بن أحود، المدير العام للمعاهد الموسيقية بجماعة الدار البيضاء. في الحياة الفنية الموسيقية المغربية، هناك عباقرة اختاروا العود وسيلة للتلحين و/ أو العزف منهم الموسيقار الكبير عبد الوهاب الدكالي الذي طوع وروض العود، فأصبح طيعا له حتى أنتج العشرات من الروائع الخالدة. من هؤلاء أيضا العازف العبقري سعيد الشرايبي، ثم صاحب رائعة (يا صاحب الصولة والصولجان) أحمد البيضاوي، والعارف بشعاب الموسيقى وخبايا العود تدريسا وعزفا الحاج يونس، وغيرهم من المغاربة الذين أبدعوا كثيرا في تعاطيهم مع آلة العود. والفنان العالمي طارق البانزي المكرم في هذه الدورة والفنان المبدع سهيل السرغيني المقيم بغرناطة بالمملكة الإسبانية والقائمة طويلة. وفي تماس مع الحضور القوي لآلة العود في الحياة الفنية المغربية وحتى الاجتماعية، قال بن أحود أيضا إن الأمر يتعلق بآلة فردية يستعملها الملحن والعازف داخل مجموعة موسيقية، لافتا إلى أن الذين يعشقون هذه الآلة لا يستطيعون فراقها

بداية الصفحة