بعد حالة الجدل الواسعة التي نشبت بطرح وزارة التربية والتعليم نظام امتحانات الثانوية العامة الجديد، والمسمى بـ«البوكليت»، ورفض الكثير من الطلاب له، وافقت لجنة التعليم والبحث العلمي عليه، امس.

«البوكليت» ينص على دمج ورقتي الأسئلة والإجابة في نفس الورقة، ويتم سرد الأسئلة في كل صفحة وأسفلها مكان فارغ للإجابة فيها دون الحاجة لورقة أخرى، مع اختلاف ترتيب الأسئلة في ورقة كل طالب وإلغاء الأسئلة الاختيارية، بهدف منع الغش.

من جانبه، قال الدكتور جمال شيحة، رئيس لجنة التعليم بالبرلمان، امس، بحضور وزير التربية والتعليم الدكتور الهلالى الشربينى، إن اللجنة تؤيد النظام الجديد لامتحانات الثانوية العامة، وتؤكد أنه فى صالح المنظومة التعليمية كلها وأولها الطالب، مضيفًا أن اللجنة اقترحت هذا النظام الجديد منذ شهر أغسطس الماضي، وتدرسه على مدار الشهور الماضية بالتنسيق مع الوزارة، والطالب أكثر المستفيدين منه، وسيمنع هذا النظام ظاهرة الغش الجماعي في الامتحانات.

رئيس لجنة التعليم والبحث العلمي أشار إلى أن اللجنة ستعقد مؤتمر صحفي خلال الأسبوع الجاري، لشرح هذا النظام وتوضيح إيجابياته ومميزاته، وستطلب من الدكتور علي عبد العال رئيس مجلس النواب الموافقة على إلقاء بيان عاجل في الجلسة العامة، حول ما دار فى اجتماع اللجنة مع وزير التربية والتعليم، ليعرف كل نائب مميزاته وليستطيع كل نائب توضيحه لأهالى دائرته، ومن له أى استفسارات من النواب يتواصل مع اللجنة.

في نفس السياق، أكد الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم، أن الوزارة لا تستطيع السيطرة على موضوع "الغش الالكتروني"، وأن هناك جهات أخرى مسؤولة عن منعه والسيطرة عليه، موضحًا خلال اجتماع لجنة التعليم والبحث العلمى بمجلس النواب «الطلاب بيستخدموا سماعات وخواتم وساعات وحاجات لا يمكن تخطر على بال أحد، والولد وهو داخل المدرسة يتم تفتيشه على البوابة، ولكن بعد ما يدخل فيه حد بيحدفله الموبايل من على سور أو من شقة مجاورة للمدرسة، ولازم السيطرة تكون إلكترونية، ودى مش شغلانتنا احنا، فيه جهات أخرى بتدرسها».

من جهته، قال طارق نور الدين، معاون وزير التربية والتعليم الأسبق، إن نظام «البوكليت» لن ينقذ الثانوية العامة ولم يمنع الغش، مؤكدًا في تصريحات خاصة لـ«اليوم الجديد» أن الطالب هو أكثر المتضررين منه.

نور الدين أشار إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي، تحدث خلال إفطار الأسرة المصرية بأحد فنادق القاهرة، يونيو الماضي، عن تسريب امتحانات الثانوية العامة، قائلًا «أنا بوعدكم إن السنة الجاية مش هتكون فكرة الثانوية العامة بهذا الشكل»، إلا أن نظام «البوكليت» الذي أقره مجلس النواب سيضع الرئيس في احراج، على حد وصفه.

الخبير التربوي قال إن خطة وزارة التربية والتعليم بقيادة الدكتور محمود أبو النصر عام 2014، كانت تنص على الامتحانات المشفرة والطباعة اللامركزية، ويتم طبع أوراق الأسئلة بماكينات ورقها غير قابل للتصوير قبل موعد الاختبار بساعة واحدة، مشيرًا إلى أن الوزارة الحالية لم تستكمل ما بدأه الآخرون والدكتور الهلالي الشربيني يتحمل المسؤولية كاملة، متابعًا «كان لا بد من دراسة البوكليت جيدًا قبل الموافقة عليه».