حوادث

حكايات الأمن والقضاء.. قصة 'عشماوى' الذى ارتبط بحبل المشنقة مصادفًة ونفذ 1000 حكم

كتب في : الأربعاء 13 يونيو 2018 - 12:23 صباحاً بقلم : رشا الفضالى

وسط اثنين من رجال الأمن وقف المدان أمام غرفة الإعدام، وبعد تلاوة ملخص سريع للقضية، تحرك "عشماوى" بخطى بطيئة نحو فريسته، وأثناء ذلك ردد الشيخ ملقنًا المتهم الشهادة، وفور انتهائه منها أرتدى طاقية سوداء، حملته تباعًا إلى حبل ملتفًا حول عنقه، وفى غضون دقائق قليلة، سحبت السكين وسقط المحكوم عليه بالإعدام فى بئر عميقةً لحين وفاته.

 

داخل غرفة متوسطة لا تتجاوز مساحتها الـ4 أمتار تتوسطها طبلية خشبية ذات ضلفتين يقف عليها المحكوم عليه بالإعدام، ويتم  التحكم فيها عن طريق ذراع حديدية تسمى "السكينة"، أسفلها بئر عميقة ممتدة لنحو 4 أمتار، وبها سلم حديدى، ويعلو الطبلية "بلانكو" من الحديد ارتفاعه مترين يتم ربط الحبل فيه، قضى "عشماوى" أكثر من 38 عامًا نفذ فيها أكثر من 1000 حكمًا بالإعدام.

 

بمركز سمنود أحدى مراكز محافظ الغربية الكبرى ولد حسين قرنى عام 1947، وكغيره من أطفال القرية حفظ أجزاء من القرآن الكريم، وعلى الرغم من أنه لم يتلق تعليمًا؛ نظاميًا نتيجة للظروف المعيشية الصعبة إلا أنه تقدم حينما بلغ مرحلة الشباب لوظيفة مساعد شرطة، وبعد خضوعه للاختبارات تم قبوله وبدأ ممارسة عمله بجهاز الشرطة المصرية، وفى غضون سنوات قليلة، تم انتدابه للعمل بمصلحة السجون، وهو العمل الذى غير حياته رأسًا على عقب، فقد تحول بعدها بسنوات قليلة لـ"عشماوى".

 

بعد انتقال "حسين قرنى" للعمل بمصلحة السجون بفترة قليلة عمل مساعداً لـ"عشماوى" عام 1980 وروى بنفسه فى أحدى حواراته الصحفية، واستمر مساعدًا له لمدة 18 عامًا، وكان فى تلك الفترة مسئولاً عن احضار المتهم من غرفته والسيطرة عليه واقتياده لمكتب المأمور ومن ثم غرفة الإعدام، وحمل عدة الشغل والتى كانت عبارة عن حبل من الكتان وحديدة وطاقية سوداء، وظل هكذا حتى أصبح الرجل الأول فى تنفيذ أحكام الإعدام.

 

فى تسعينيات القرن الماضى تحول "حسين قرني" الشهير بـ"عشماوى" فجأة للرجل الأول فى تنفيذ أحكام الإعدام مصادفًة، بعدما أصيب منفذ الأحكام بحالة إعياء شديدة أثناء توجهه لتنفيذ حكم إعدام منعته من استكمال مهمته، فنفذها بدلاً منه "حسين قرنى"، بعدما أمره مأمور السجن بذلك، ونفذ أول حكم إعدام له ضد أمراة ادينت بقتل زوجها وشقيقه داخل سجن بنها، وكان تلك الواقعة بدأية تغير فى حياته، نحو سلسلة طويلة من الأحكام نفذها عبر تاريخه.

 

كان من ضمن أشهر الشخصيات التى نفذ فيها "عشماوى" حكم الإعدام، أسطورة الإجرام "عزت حفنى" الذى اتهم فى قضية جزيرة النخيلة بأسيوط وشقيقه حمدان، وعن تنفيذ حكم إعدامه روى "قرنى" فى حوار صحفى له، كيف كان "حنفى" متماسكاً أمام الموت، ولم يهتز وكيف انه طلب منه انهاء الأمر سريعًأ مطالبًا منه عدم تعذيبه قائلاً له"خلص بسرعة .. عايزها قلبة وقومة".

 

ظهر "حسين قرنى" الشهير بـ"عشماوى" فى عدة أعمال فنية، كان أخرها مسلسل سجن النساء، حيث نفذ حكم الإعدام_تمثيلياً_ فى الفنانة "روبى"، والتى روى قصته معها، وأكد خلالها أنه بعد أن غطاها بالطاقية السوداء ولف حبل المشنقة حول عنقها، تعرضت للإغماء رغم أن المشهد كان تمثيلى، ولكنه برر ذلك بأن الروح غالية جدًا فالحياة أغلى شئ فى الوجود والمحكوم عليه بالإعدام هو فقط من يعلم متى سيموت على وجه الأرض، وأن المشهد كان مهيبًا لذلك حتى ولو كان تمثيليًا.

بداية الصفحة