العالم العربى

كيف تستثمر طهران.. في تنظيمي داعش والإخوان؟

كتب في : السبت 25 فبراير 2017 - 12:26 صباحاً بقلم : طاهر العدل

أثار تصريح لقيادي سابق في تنظيم داعش الإرهابي تم اعتقاله في ليبيا، العديد من التساؤلات بشأن ارتباط التنظيمات الإرهابية بجماعة الإخوان.

وقال القيادي الإرهابي إن داعش ليبيا يعتبر الجناح العسكري للإخوان، مشيرا إلى أن التنظيم كان يتلقى التعليمات من قيادات الجماعة في ليبيا.

 

ويُعتبر سعي الإخوان لدعم تنظيماتٍ متطرفة مثل داعش والقاعدة، محاولة لتحقيق أهداف توسعية، شبيهة بأهداف إيران التي تعتمد بدورها على الجماعات الإرهابية.

 

وأينما وجدتِ الجماعات الإرهابية، فإنَّ آثارَ جماعةِ الإخوان تكونُ واضحة. ويذهبُ المراقبون لوصفِ الجماعة، بالأمِّ الّتي أنجبَتْ هذا الإرهابَ ورعَتْه، من أجلِ تحقيقِ أهدافِها.

 

ففي مصر، أقامت الجماعةُ روابط مع حركات متطرفة، ودعمَتْها بالمال والسلاح، سيما تلكَ الجماعاتُ في سيناء حيث أعلنَت ولاءَها لداعش.

 

ويستهدف المتشددون المصريّينَ وجيشَهم بشكلٍ شبهِ يومي. ولا تُخفى العلاقةُ بين الجماعة والإرهابِ هناك، إذ إنّ قيادات الإخوان تحدّثَتْ صراحةً عن ذلك.

 

وفي اليمن، كشفَت وثائقُ وحقائق، أنَّ جماعةَ الإخوان، تدعمُ وتموّلُ إرهابيّي القاعدة، المتحالفةِ بدورِها معَ الانقلابيين بقيادةِ صالح والحوثيين.

 

وقد حاولتِ الجماعةُ دعمَ القاعدة، من خلالِ محاولةِ السّيطرة على عائداتِ النّفطِ والغاز، لتمويلِ الإرهابيّين.

 

وحاولَت منعَ حسمِ بعضِ المعارِكِ لصالحِ الشّرعية، رَغمَ زعمِ الإخوان دعمَها، وذلكَ لوجودِ أجندةٍ خاصّة، تسعى للبحثِ عن مكاسبَ فرديةٍ صَرفة لها، عبرَ التّفاوضِ في لقاءاتٍ سرّيةٍ مع الحوثيينَ وصالح.

 

وفي تونس، ومنذ 2012، العامُ الذي شهدَ سيطرةَ الإخوانِ على السّلطة، تنامى وجودُ الإرهابيّين، وباتَت تونس واحدةً من أكبرِ الدّولِ المصدّرةِ لهم.

 

وما جرى في مصرَ وليبيا واليمن وتونس، جرى أيضًا في العراق وسوريا وفلسطين، ودولٍ أخرى حول العالم، حيثُ تسعى جماعةُ الإخوانِ عبر أوراقِ التّنظيماتِ المتطرفة، للتّمدّدِ وتثبيتِ سيطرتِها وتحقيقِ أهدافِها.

 

وأهدافُ الإخوان ومساعيها، تتطابقُ معَ الأهدافِ التّوسّعيةِ الإيرانية، وهو ما يعزّزُ فرضيةَ ارتباطِ الطّرفين.

 

فأينما ظهرَتِ الجماعاتُ الإرهابية، المرتبطة بالإخوان كداعش والقاعدة، نجدُ الاستثمارَ الإيرانيَّ لهذه الجماعاتِ حاضرًا، سواءً في اليمن أو العراق أو سوريا.

 

والاستثمارُ الإيرانيُّ في داعش، قد يجيبُ عن التّساؤلاتِ بشأنِ عدمِ تنفيذِ مقاتليهِ هجماتٍ إرهابيةً داخلَ إيران، ويأتي بعدَ ظهورِ التّنظيمِ في العراق وسوريا، حيثُ تمتلكُ طهران نفوذًا وحضورًا سياسيًّا وعسكريًّا.

 

وانتشارُ خَطَر داعش، كانَ مِحوريًّا بالنّسبةِ للنّظامِ الإيرانيّ، في سبيلِ تحويل الأنظار عن قضايا تتعلق بدوره التخريبي في المنطقة، وسمح لطِهران تعزيز تدخلها في بلاد عربية، بدعوى محاربةِ الإرهاب.

 

وبذلك، قد تبدو العلاقةُ بين إيران والإخوان والإرهاب، تكاملية.

 

وهذه العلاقةُ باتَتْ واضحةً عالميًّا، وهو ربّما ما دفعَ الإدارةَ الأميركيةَ الجديدة، لوصفِ إيران، بأكبرِ راعٍ للإرهاب، بالتّزامنِ مع نقاشٍ وضعَ جماعةَ الإخوان، على قائمةِ الإرهاب.

بداية الصفحة