الأدب

مراجعة ورؤية تحليلية لرواية آل خورشيد 'رواية عربية ' للكاتبة الروائية المصرية سمر رجب

كتب في : الخميس 19 يناير 2023 - 2:28 مساءً بقلم : حنان فاروق العجمي

 

بداية حديث نفس ساخر لعامل الحديقة عن رسائل تركنا الكاتب نتساءل ما هذه الرسائل ولمن؟

تحديد زمن 1920 ومشهد يصور كاتبة تجلس أمام مرآتها المكسورة تحدث نفسها أنها كانت فيما مضى عاشقة للكتابة ، تنفتح الأحداث على مرور زمن خمسة شهور على البطلة وتواجدها في مكان لا تعلم عنه شيئا، فاقدة للذاكرة ، بطل آخر شخصية تُدعى خورشيد تُعرف البطلة التي تدعى آسيا بحقيقتها و أنها كانت كاتبة متميزة لم تخرج كتاباتها للنور وأنها أصيبت بفقدان الذاكرة إثر تعرضها لحادث هي وزوجها وقد نصحها بالكتابة وأحضر لها أوراقا وأخبرها أنها كانت تحبه يبدأ الحوار على لسان بطل الأحداث خورشيد فيوجه أسئلته لآسيا الكاتبة ، ناظلي والدة خورشيد الحادة القاسية ، فكرية عمة خورشيد العجوز ووصف دقيق لملامحها المرعبة، شمس شقيقة خورشيد وتصويرها بالعبوس العانس المقززة التي لا تطاق والخادمة ذات الصوت الرخامي المرعبة تلك هي الشخصيات الأساسية تظهر بعدها بنهاية الرواية شخصية الزوج الحقيقي والإبنة والأم الحقيقية ونهاية بشخصية الأخ العائد المنتقم

الكاتبة تحكي الرواية على لسان البطلة الفاقدة للذاكرة التي تكتب أحداث الرواية ، تنتقل بنا الرواية لمشهد وصف المكان والغرفة السوداء الكئيبة والخراطيم المعلقة بأوردة آسيا محاولات هروبها من المكان المرعب والتي باءت بالفشل ، الأحداث تدور داخل القصر ، جريمة قتل مفاجئة ، تبدأ الإثارة والتشويق

استخدام جملة "كدت أفقد السيطرة على مثانتي لأفعل شيء من العار فعله بعدما أصبحنا كبارًا"

أرى أنها جملة غير لائقة ووصف زائد لا يحتاجه الموقف للتعبير عن الرعب وكان يكفي أن يقول الكاتب "كدت أبلل ملابسي من شدة الرعب

استخدام بعض التشبيهات بدا طبيعيا استنتاجه لوصف الشخصيات القاسية "وكأنها جبال جليدية متحركة"

لم يضف كثيرا برأيي

"قلبي لا يتوقف عن عزف أعنف الدقات "

تشبيه القلب بالآلة الموسيقية التي تعزف بعنف غير ملائم فالآلة الموسيقية تعزف أجمل الألحان على اختلافها لتطربنا لا لتصيبنا بالهلع وأرى كان يكفي قول كاد قلبي أن يتوقف نبضه، تشبيه صوت الخادمة بالصوت الرخامي المقيت لا أعلم مدى الفائدة من هذا وتكرار ذلك ، استخدام أسلوب التقرير يقتل عنصر المفاجأة من أول وهلة الكاتبة تجعل البطلة تقر أنها ليست مريضة فأين الحبكة القصصية في الموضوع يجعلك ذلك تصاب بالملل وتستشعر النهاية ويمكنك عدم إكمال القراءة يبدو على الفور استنتاجك لوقوع البطلة في شرك عائلة مريضة تسيطر عليها،

الانتقال الزمني ومواصلة الأحداث كأنك كنت في فاصل إعلاني وعدنا ويوم جديد انتقال غير موفق ينقصه سرد للأحداث بطريقة أفضل ، مشهد الاستعداد للحفلة وارتدائها الثوب الغريب والحلي الأغرب ودخول خورشيد عليها الذي عبرت عنه الكاتبة بالانبهار السلبي على لسان البطلة بالرواية استخدام غير موفق في التعبير كان من الممكن القول شعرت أنه لم يتفاجأ باستعدادي للحفل وأني كنت في عينه كشيء روتيني يراه أمامه كل لحظة ، ثم استطردت قائلة "يشبه الكونت داركيولا " بينما كان من الممكن أن تقول أصابني قشعريرة بجسدي لم أشعر بها من قبل حينما اخترقت عيناه صدري وكأني أصبت بطلق ناري حطم عظام قفصي الصدري حتى أني من فرط الألم أكاد أسمع صوت صريخ ضلوعي وتزداد خفقات قلبي وأتصبب عرقا . . وتستطرد هكذا في السرد لتشعر كقارئ أنك داخل الأحداث بكل ذرة بكيانك تكاد لا تنفصل عنها دون أن تصاب بالملل، خاصة وأن الكاتبة بدأت في ذكر أوصاف مصاص الدماء دراكيولا وكأنك تشاهد فيلم قديم كلنا نعرفه الإطالة في البداية يجعلك داخل فيلم رعب مكرر ثم يتحول إلى سلسلة رعب Saw المعروفة المأخوذة عن قصة حقيقية لمجرم مكسيكي بدأ إنتاجه عام 2004 ، الرواية قصيرة الحجم 84 صفحة تم حشو الرعب فيها كأنها وجبة وحيدة وبما أنك جائع فعليك أن تتناولها قد يبدو تحليلي للرواية صادمًا بالبداية وبه تحامل على كاتبتها لكنها تبقى وجهة نظر تحتمل النقاش، بعد ملل طويل تقرر الكاتبة فجأة الكشف عن حقيقية خورشيد والتصريح أنه أشهر كاتب لروايات الرعب بعالمه ثم تتسارع الأحداث بشكل غير متوقع إلى أن تتغلب الضحية على سجانها وتكشف الحقائق وتظن هنا ستكون النهاية إلا أنك تجد نفسك تحت سيطرة ذكاء الكاتبة لتقلب لك الرواية رأسا على عقب فتجد الضحية هي المجرم الجاني وهو انتقال بمشاعر القارئ من حالة التعاطف مع بطلة الرواية إلى حالة البغض والكره ومن ثم تجد نفسك تدخل قصة داخل الرواية غير متوقعة وإزاحة الستار عن أسرار جديدة وعقد نفسية ويسدل ستار مسرح الرواية على قراءة رسالتين وحادث انتحار وضحية جديدة ولكن هذه المرة حقيقية وليست كما بدأت الرواية شيطان متخفي في دور ملاك

الرواية جيدة رغم البداية المكررة لمشاهد الرعب التي تعودنا عليها بالأفلام، ولكن أجد أن الكاتبة استطاعت أن تمسك الخيوط بالنهاية لتتم الحبكة الدرامية لروايتها تبقى هذه السطور رؤية خاصة ومراجعة للرواية وبنهاية سطوري تمنياتي للروائية بالمزيد من النجاح ، فكلما خاض المرء تجربة اكتسب خبرة تجعله يسعى لتطوير ذاته وأسلوبه ويزداد شغفه وطموحه لتحقيق الأفضل ولا أنكر براعة الكاتبة وسأحرص على متابعة أعمالها فبرأيي الكاتب الجيد هو الذي يسعى على الاطلاع على كل ما هو جديد حتى ينفتح عقله على آفاق مختلفة في عالم الإبداع والكتابة

بداية الصفحة