الأدب

ما كُنتَ إلا صراع

كتب في : الأربعاء 24 سبتمبر 2025 - 10:17 صباحاً بقلم : حنان فاروق العجمى

 

وما كُنتَ إلا صراع

وما أنتَ غير مكر يراع

صورةُ مُهَرِّجٍ داخل برواز الانصياع

معنى كامل لعيْش الضياع

اللاشيء الباهت الأوضاع

نعيق غراب وغدر الضباع

وكانت الضوء الشارد نحو الوداع

خطته الجهنمية في الإبداع

مؤلَّفٌ وخيالٌ خصبٌ لأنانيتهِ إشباع

بندولٌ لساعةِ النهاية مُتأرجحٌ خَدَّاع

هاربٌ بسفينةِ جُبنهِ رافع الشِّراع

غارقةٌ وسطَ أمواج شرِّه

أخذتها دوَّاماتُهُ إلى الأسفل إلى القاع

قاومت بلا رفاهية الدموع

كان الحدث فوق التوقعات

غلبَتها الكرامة قذَفَتْها للكبرياء باندفاع

تحطيم المعبد أصبح ضرورة

غيابُه اعتادتْه بكل الرُّبوع

حضورُه بلا روحٍ بلا بصمات

الجمود بلا انفعالات كلُّه من المُعتاد

أَعَدَّ العُدَّة والعتاد وأسلحةَ الإخضاع

كَسرُ الأنفِ شَلُّ اليدين تكبيلُ العقلِ

شَنَّ عليها حرب الانقياد

بلا رحمة اقتلعَ الزروع

لا تستحق الحياة وعن الأمرِ لا رجوع

سعى يعبث بأوتار الاختراع

يعزف أهازيج الظلام مع الرِّعاع

موائدٌ تُقام ونهشٌ لأعراضٍ وسيرة تُذاع

وعلا صوت المذياع

لم يَكُف عن قبيحِ الغناءِ

هذا الكائنُ الغجريُّ البيَّاع

هذا الضعيف الممثل البارع

سلَبَ حُرِّيَتَها تحت ستار القناع

ارتدى التَّعبَ تارةً والأهميةَ تارةً

نسجَ أقصوصَتَهُ باقتدار وابتداع

بين جدران الحياة تَخَبَّطَت

أعياها التَّناسي لوجودها

رفَعَت شعارَ مملكتي فوق أسوار القلاع

الحصن تهاوى رغم ترميم شقوقه

رغم سدِّ جروحِه رغم قوةِ دفاعاتِه

ضربةً قاصمة أيقَظَت الأوجاع

الجُرأةُ فاجأتها لم يَكُن هو المُتلعثمُ ذاتِه

احتَضَنَتهُ الثِّقةُ في السقوط بدون خدوشٍ

إلى الحضيض كان الالتياع

تَدَلَّى من سفحِ الجبل راقصًا

على أنغامِ صُراخها المكتوم

على أنين عيونٍ تلوم

لماذا؟ وهل جزاء الإحسانِ الطُّعون؟

ليتها ما تنازلت ليتها ما تسامحت

ليتها ما عاشت الأوهام

ليتها لفظته من البداية

وليس بعد فوات الأوان

بداية الصفحة