الأدب

ألوان الطيف

كتب في : السبت 04 فبراير 2017 - 7:11 صباحاً بقلم : رضوى جابر شعبان

دراسة نقدية عن المجموعتي القصصية "ألوان الطيف" بقلم  رضوى جابر
ألوان المرأة في أطياف (ألوان الطيف للشيماء صلاح )
ألوان الطيف عنوان لعمل أدبي عبقري بكل ماتحمله الكلمة ، عمل اتسم بالرشاقة والخفة كجسد أمراة في ريعان شبابها ،تمتع العمل كما قولنا برشاقة جعلته شفافا نقي يحمل من المعاني والدلالات مايفوق العدد ،هو عمل تكون من عدة قصص وصل عددها الي خمسة عشر قصة .
لا أريد أن أطلق مصطلح الادب النسائي فبوجود أزمة مصطلح نواجهها ولأن مصطلح الادب النسائي هو مصطلح أو تقسيم أبتتدعة بعض الكتاب والأدباء ليظهرو لوناً جديداً في الأدب ولم ينجحوا فيه مع كثرة تداول ذلك المصطلح.
لذلك لا أصنف هذا العمل أدب نسائياً بالرغم من تأثير المرأة عليه تماماً بمعني تصنيف العمل هو وضعه في مكان ليس له .
وبالدخول الي العمل نجد شيئا هاماً عنوان يتسم بالبساطة ككاتبته بساطة العنوان أوحت هذه الشفافية التي أوضحناها في البداية كان عنوان مكون من كلمتين فقط (ألوان _الطيف) مضاف ومضاف إليه نمت علي البساطة فأردفت بنا بسلاسة الي عالمها الخاص(عالم الكاتبه ) .
ألوان الطيف اسماًيحمل اكثر من دلالة لذلك كان أسما ممتازا حمل أشارة احالتنا الي اشارة اخري وسوف نري ذلك من خلال دراستنا للعمل .
تنوعت قصص العمل من بين قصص طويلة وقصيرة ومتوسطة أبدعت الكاتبة في هذا التنوع فلم تشعرنا بالملل او بكسور في مجموعتها .
أول قصة نقرأها بعد الولوج الي العمل هي (المسافر)ترصد القاصة لحظه في حياة امراة
في هذه القصة ترصد الكاتبة موقف حدث مع البطلة جاءت قصتها بحبكة رائعة وتكثيف منمق مميز لا يكون الا من كاتب بارع يعرف أسس كتابة القصة القصيرة واهم عوامل نجاحها
ولأن عنوان دراستنا عن المرأة في ألون الطيف كيف وظفت القاصة صورة المرأة في عملها الأبداعي كانت المرأة في عملها هيا المراة التي نعرفها بحنانها وضعفها وجمالها ورشقاتها مرضها وكسرها ووهنها هذه هيا المرأة جسدت صورتها الشيماء في مجموعتها فكأنها نقلت كل لحظة في حياة كل امرأة علي لسان أبطال مجموعتها القصصية حاولت الشيماء في مجموعتها المزج بين الواقعية الي أن تدرج البناء في بعض قصصها الي الواقعية الساخرة فقد ناقشت مواقف حياتية تحدث بالفعل في حياه معظمنا وكان هذا كما جاء في قصة (رومانسية )وكيف يتحول الموقف كما تظنه كل سيدة أنه موقف رومانسي الي صدمة عمرها الكبري وهي الصدمة الساخرة .
حاولت القاصة في سرد سلسس بسيط بان توصل الفكرة لكل امرأة الحياة ليست حب فقط أو عمل فقط أو حزن فقط .
ايضا مسموح الحب في زمننا ليس كونك مررتي بأزمة في حياتك ينتهي كل شيء ،يسمح بالحب ايضا ولا يهم السن أو نضعه في الحسبان كما عبرت عنه القاصة في بعض من قصصها .
وجدنا عنصراً هام في طريقة سرد القاصة وهي أعتمادها علي الأحساس والتفاصيل الموحية له ،لذلك برعت القاصة في أستخدام ألفاظها بعناية لتوظفها في السياق الملائم لها.
لذلك لايمكن أن نعيب علي ألفاظ الكاتبة التي جاءت في سياقها الملائم .
برغم جمال المجموعة ومناقشة القاصة موضوعا هاما الا أن المجموعة لاتخلو من بعض المآخذ وهيا كما سيأتي :
برغم أن السرد ممتاز تلقائي ممتع الا أن هناك بعض القصص كان سردها مفكك احيانا كأننا نفقد حلقة وصل بينهما
من خلال النظر في قصص المجموعة عامة وجدنا هناك تكرار بشكل غير مباشر في بعض القصص وكأن القاصة وقف سيل قلمها عن الكتابة أو أن الجو النفسي للمجموعة أجبرها علي ذلك .
ولكن من وجهه نظري المتواضعة جاءت بعض القصص في المجموعة يمكن ربطها ببعضها وكأننا أمام متتالية بارعة في السرد .
لا تخلو المجموعة من بعض الأخطاء النحوية ولكن هي بالبسيطة كونها أول عمل للقاصة.
جاءت الصور والتعبيرات في غاية البساطة فكيف لاتكون بسيطة والكاتبة تتحدث عن الشفافية والبساطة منذ عنوان العمل .
لذلك يمكن الأن أن نستشف دلالة العنوان البسيط فعبرت ألوان الطيف عن ألوان النساء وكيف صورتها القاصة بشكل بارع أتاح للقارئ التخيل لتأخذه لدنيا الاحلام ولكن الواقعية
فلاعجب بأن تكون الاحلام واقعية في ألوان الطيف العبقرية
وفي النهاية عمل بارع لقاصة موهوبة أمتازت بموهبة رائعة تصل الي روح المتلقي وخاصة الباحثات عن الحياة المدينة الأفلاطونية نقلتها لنا القاصة بشكل مميز يبشر بكاتبة بارعة نسعد بأعمالها القادمة وننتظرها فالشيماء أسعدتنا وأبكتنا وأحزنتنا بل وأشعرتنا بالحب الجميل .
بقلم : رضوى جابر شعبان .

بداية الصفحة