أخبار عاجلة

تحريك بلاغ ' تخابر حمدين '.. رسالة للداخل أم للخارج؟

كتب في : الثلاثاء 16 اغسطس 2016 بقلم : نادر مجاهد

بعد يوم من إعلان بعض الأحزاب السياسية والشخصيات العامة، منهم المرشح الرئاسي السابق حمدين صباحي، تسليم رسالة إلى رئاسة الجمهورية اعتراضا على السياسة الاقتصادية الحالية، حرك النائب العام المستشار نبيل صادق بلاغا يتهم صباحي بـ"التخابر مع حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني".

 

وشمل البلاغ أيضا الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح المرشح الرئاسي السابق ورئيس حزب مصر القوية، وكان يطلب إدراجهما على قوائم "ترقب الوصول" قبل عودتهما إلى القاهرة، وإحالتهما إلى المحاكمة العاجلة.

وكلف النائب العام نيابة أمن الدولة بالتحقيق في البلاغ، بعد أن أحالته إلى المحامي العام الأول لنيابة أمن الدولة.

 

البلاغ قدمه المحامي سمير صبري في يوليو الماضي بعد زيارة صباحي وأبو الفتوح لبنان، وحضورهما مؤتمر "دعم المقاومة ورفض وصمها بالإرهاب" في بيروت في منتصف يوليو الماضي، تزامنا مع الذكرى العاشرة لانتصار حزب الله على العدوان الإسرائيلي عام ٢٠٠٦.

 

واستند البلاغ على حكم قضائي سابق أدان حزب الله بارتكاب جرائم إرهابية.

 

وتأتي إحالة البلاغ إلى النيابة للتحقيق بعد ساعات من إرسال عدد كبير من الشخصيات العامة على رأسهم صباحي بيان إلى رئاسة الجمهورية للاعتراض على السياسية الاقتصادية لحكومة الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورفضا لاقتراض مصر 12 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.

 

وقال الموقعون على البيان إنهم "يرون أن المسار الذي تتبعه السلطة التنفيذية سيُورد البلاد موارد التهلكة حيث حُدد هذا المسار في ضوء نظرة ضيقة لإمكانات حل الأزمة الاقتصادية الإجتماعية بمعزل عن الأزمة السياسية واعتمادا فقط علي توصيات صندوق النقد الدولي الذي أثبتت تجارب الدول التي مرت بظروف شبيهة كالمكسيك واليونان وغيرهما أنها توصيات بالغة السوء ومن شأنها أن تُعمق من حدة الأزمات التي تمر بها البلاد في ظل وضع إقليمي بائس تتهدد فيه دول المنطقة بمخاطرالإرهاب والتقسيم والتغييرات الديموجرافية".

 

ودعا الموقعون على البيان الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى تبني لبرامج وطنية لإنقاذ الاقتصاد في العديد من المجالات بعيداً عن فخ الديون، محذرين من أن المسار الذي تتبعه السلطة التنفيذية "سيورد البلاد موارد التهلكة".

 

وكانت زيارة صباحي وأبو الفتوح أثارت انتقادات واسعة لهما، ونشرت عدة مواقع إخبارية على لسان ما سمته مصادر نفس الاتهام الوارد في البلاغ، ومنها أن صباحي تحديدا التقى قيادات في الحرس الثوري الإيراني، ومنهم "مسؤول الاتصال الإيراني في الشرق الأوسط" ويدعى الحاج مهدي ولقبه أبو سجاد، حسبما جاء في البلاغ، فيما سخر المرشح الرئاسي السابق من الاتهام خلال حوار له مع جريدة "الأخبار" اللبنانية نشر في يوليو، وتساءل باستنكار عن هوية هذا المسؤول الإيراني.

وأكد صباحى اعتزازه بمشاركته فى المؤتمر العربى العام السابع لدعم المقاومة، ورفض وصمها بالإرهاب، مضيفا أن مصر ليست مع الانفصال عن أمتها العربية والتنصل من واجبها نحو قضاياها وفى القلب منها ‫‏القضية الفلسطينية، وأنه "مهما تلعثم لسانها الرسمى، فقلبها مع المقاومة، وإرادة شعبها مع المقاومة".

 

ويعد سمير صبري أحد المحامين المعروفين بتقديم بلاغات كثيرة، وكون شهرته على ذلك، ويعتبره البعض محسوبا على النظام الحالي، ويعمل وفق توجيهات معينة.

 

ويرى البعض أن تزامن إحالة البلاغ لنيابة أمن الدولة مع رسالة القوى السياسية والشخصيات العامة إلى رئاسة الجمهورية ليس من قبيل الصدفة، ويقولون إن ذلك رد له دلالة من النظام على رسالة صباحي للرسالة، ووفقا لهؤلاء فإن الحكومة تريد أن تنفذ خطتها في الاقتراض دون إزعاج من أحد.

 

وكانت جامعة الدول العربية قد صنفت حزب الله في مارس الماضي منظمة إرهابية بموافقة مصرية، واعتراض لبناني وعراقي وتحفظ جزائري، بعد أيام من قرار أصدره مجلس التعاون الخليجي باعتبار الحزب بكل قادته وفصائله والتنظيمات التابعة له والمنبثقة عنه منظمة إرهابية.

 

وقال محللون وقتها إن مصر وافقت على قرار الجامعة وفق صفقة مع المملكة السعودية للموافقة على مرشح القاهرة لأمانة الجامعة أحمد ابو الغيط.

 

وفي فبراير الماضي سمحت مصر لوفد من حزب الله بزيارة القاهرة لتقديم العزاء في الكاتب الصحفي الراحل محمد حسنين هيكل، فيما اُعتبر وقتها بادرة أمل بين القاهرة والحزب لعلاقات جيدة بعد أزمة "خلية حزب الله" عام 2010، وغضب نظام حسني مبارك من تصريحات لزعيم الحزب السيد حسن نصر الله.

 

وتحدث مراقبون أن الوفد التقى في تلك الزيارة مسؤولين في جهاز المخابرات العامة للتنسيق معهم في ملفات خاصة بالشأن السوري والعراقي، وهو ما يعزز فكرة أن العلاقة بين مصر والحزب تحكمها قواعد ثابتة وإن كانت غير ظاهرة.

 

لكن بلاغ حمدين قد يحمل أكثر من فكرة انه رسالة إلى المنافس السابق للرئيس السيسي، ويتعدى ذلك إلى المشاركة في مباراة الرسائل بين مصر وإيران، الداعمة الأساسية لحزب الله والقوة الإقليمية الكبيرة في المنطقة، والتي وإن اتفقت في أهداف عامة مع القاهرة مثل تحدة سوريا، إلا أن الأخيرة لا ترى أنها جناح أقيمي يمكن الثقة فيه مطلقا.

بداية الصفحة