كتاب وآراء

سُدود - حُدود أم صراع وجود إنتباه لليهود مصر 67 أبداً لن تعود

كتب في : الجمعة 12 يونيو 2020 - 1:07 صباحاً بقلم : مصطفى كمال الأمير

بعد أكثر من نصف قرن علي مرارة هزيمة 5 يونيو 1967 أو حرب الأيام الستة كما تعرف في الغرب
أو النكسة كما تعرف في التقليد العربي بتجميل الواقع تماما كما أطلقوا علي ضياع فلسطين 1948 إسم النكبة .
تلك الهزيمة التي نعاني من آثارها حتي الآن بعد إكتساح إسرائيل لكل الجبهات العربية وضياع هضبة الجولان في سوريا وسيناء في مصر وَكُل فلسطين وإحتلال القدس والأقصي المبارك
وتوسيع الدولة الصهيونية الناشئة والمتحالفة مع الإستعمار القديم لكسر الزعيم عبد الناصر
بهدف وأد حلمه في القومية والوحدة العربية التي كانت تمثل خطرا داهما علي أسرائيل والغرب
في حال بعث المارد العربي والإسلامي
ونذكر خطاب التنحي الشهير للرئيس جمال عبد الناصر بعد أيام من الهزيمة
ونورد مقتطفات منه لاحقاً لبيان أن أسرائيل لم تكن تحارب العرب وحيدة بل حصلت علي دعم وأمداد بالسلاح والمعلومات
وحتي مشاركة قواعد بريطانيا في قبرص وفي ليبيا الملكية تحت حكم الملك السنوسي قبل ثورة معمر القذافي عليه في الفاتح من سبتمبر عام 1969
وأيضا مشاركة حاملات الطائرات للأسطول السادس الأمريكي بنفط عربي في مساندة أسرائيل بالغطاء الجوي
الي تدمير مطارات وطائرات سلاح الجو المصري وهي رابضة علي الأرض ،،
(أن العدو الذي كنا نتوقعه من الشمال والشرق
قد هاجمنا من الغرب)
وقد قامت مصر بقيادة الرئيس السادات بإعادة بناء جيش أكثر كفاءة وإيمان بالنصر لكي يحارب بعد ستة سنوات فقط وينتصر خلال ست ساعات في حرب ستة أكتوبر 1973
ليمحو عار الهزيمة ويرفع رأس العرب ،،

في مثل هذا اليوم 5 يونيو 2016 دخلت حاملة المروحيات المقاتلة ( جمال عبد الناصر )
الي الخدمة في القوات البحرية المصرية
بعد وصولها من فرنسا ( التي حاربت مصر وعبدالناصر نفسه في عام ١٩٥٦
الذكري 45 لقيام الرئيس الشهيد السادات بإعادة افتتاح قناة السويس في عام 1975
بعد تسع سنوات كاملة من اغلاقها منذ حرب ١٩٦٧
الذكري 53 علي نكسة مصر وهزيمة العرب 5 يونيو 1967

ومن أسباب وقوعنا في فخ الهزيمة تشتيت قوة الجيش المصري في الحرب المنسية ( حرب اليمن) ضد حكم الإمام البدر هناك لصالح تصدير الثورة الناصرية ومحاربة الملكيات الموالية للغرب
بريطانيا مع السعودية وإيران
حاربوا حينها الجيش المصري
وانقلبت الآية منذ سنوات السعودية تحارب الحوثيين الشيعة المدعومين من إيران
وكانت تريد توريط جيش مصر معها في مستنقع اليمن

وأندلعت الحرب الخاطفة لتبرهن عن إختراق الداخل العربي وفقدنا فيها زهرة جنودنا في صحراء سيناء
بعد فوضي إنسحاب الجيش بدون غطاء جوي أو خطة للإنسحاب لتقليل الخسائر الفادحة في الأرواح والمُعدات
مع ارتكاب إسرائيل لجرائم حرب منها قتل الجنود الأسري ودفنهم أحياء
ويتحمل المسؤولية المباشرة مع الرئيس جمال عبد الناصر
رفيقه قائد الجيش المشير عبد الحكيم عامر
بعدما طالت سنوات قيادته للجيش
وأنشغل في أمور أخري رياضية وفنية ثم أنتحاره بعد الهزيمة

وأتت تلك الحرب بعد تحدي مصر لأمريكا إبان حُكم الرئيس جونسون بعدما رفض البنك الدولي تمويل السد العالي ثم تأميم ناصر لقناة السويس وإندلاع حرب السويس 1956
أو العدوان الثلاثي من فرنسا وبريطانيا وإسرائيل علي بورسعيد الباسلة
وتم بناء السد بدعم روسيا بقيادة خروتشوف
وفي ذروة الحرب الساخنة بين السوفييت والأمريكان إبان أزمة الصواريخ الكوبية وزعيمها الراحل فيديل كاسترو مُلهِم هوجو شافيز زعيم فنزويلا آخر الناصريين ووفاته الغامضة بالسرطان قبل سنوات
مثل وفاة ياسر عرفات بالسُم وإعدام صدَام حسين بعد إحتلال العِراق
ثم قتل القذافي بأوامر غربية مباشرة لكي يدفن مع أحلامه الناصرية
وقبله موت ناصر نفسه يأسا وحسرة من خيانة الأعراب وتقاتل الأردن ومنظمة فتح الفلسطينية في أيلول الأسود
ثم لجوءهم الي المُخيمات في لبنان وسوريا وقياداتهم الي تونس وإغتيال إسرائيل لأبو إياد نائب عرفات في تونس في جريمة عابرة للقارات تكررت بعدها في دول أخري ،،

أن مصر القوية لن تقع مجددا في فخ الهزيمة الأخيرة للعرب لضمان وجود وأمن أسرائيل للأبد
وتحقيق حلمها في إسرائيل الكبري
من النيل للفرات أو من بغداد للقاهرة

فأنه بعد ثورات ربيع السراب العربي التي كانت بمثابة حصان طُروادة ظاهره الرحمة وباطنه العذاب وقدور الأربعين حرامي مع علي بابا في قصته الشهيرة..
فقد ظهر جليا الآن أنه كان مجرد سراب للعرب
بدليل أنه لم يمر علي فلسطين المحتلة الأولي بالحرية والتحرر وتحرير أرضها المغتصبة من الصهاينه منذ 72 عاماً

كما استغرب جداً إحتفاء بعض المصريين والعرب بذكري الهزيمة في 5 يونيو 1967
وتجاهلهم لإنتصار مصر عام 1973
إنهم يجلدون أنفسهم ويحاكمون جمال عبد الناصر
لكنهم لا يمجدون السادات
رغم أن الإثنان ضباط عسكريين مصريين رفقاء سلاح أعضاء أساسيين في مجلس قيادة الثورة علي الملكية والاستعمار

أمريكا والغرب تدخلوا في بلادنا بدعاوي مختلفة مثل أسلحة الدمار الشامل في العراق
أو الديموقراطية وحقوق الإنسان
ومحاربة الإرهاب
الذي نحاربه فعلياً في سيناء بعد مقتل جنودنا وخطفهم سبعة منهم عام 2013 إبان حكم إخوان مرسي
في سابقة سلبية حدثت لأول مرة في تاريخ مصر العسكري والسياسي
نحن فقدنا الآلاف من زهرة جنودنا في الشرق
كما نحارب أطماع تركيا في غاز المتوسط شمالاً وفي بترول ليبيا غرباً
مع أزمة كبري في الجنوب هي إنشاء سد الألفية في هضبة الحبشة علي النيل الأزرق في أثيوبيا المتحالفة مع أمريكا وإسرائيل للعب دور شرطي إفريقيا مع كينيا بأعالي ومنابع النيل لتوريط مصر في حرب المياه ظاهريا
أو نكسة وهزيمة أخيرة للعرب
بعد تصفية جميع الجيوش العربية في العراق وليبيا والسودان وسوريا..
وأُجزم يقينا بأن جيشنا المصري العظيم يقِظ واعي تماما لهذا الفخ الشيطاني المُعد بأٍحكام للإيقاع به في آتون الحرب الأخيرة

نعود لرأس المقال ونؤكد أن الجيش المصري الآن
وبعد محاولات خبيثة بتفكيكه أو دفعه للسيناريو السوري بالوقيعة بينه وبين الشعب
فإن هذا الجيش الواعي قد تم بناؤه وتسليحه وتدريبه جيدا في عهد مبارك الرئيس السابق لمصر قائد القوات الجويَة في حرب أكتوبر
كما أنجز الرئيس السيسي رفع كفاءة القوات وتدريبها مع تنويع مصادر التسليح

وبعد تصفية وتدمير كل الجيوش العربية القوية بدءا من العراق وليبيا وإنتهاء بالجيش السوري ( فإن الباديء بسوريا سوف يُثني بمصر) قالها عبد الناصر
وهي حقيقة وتأكيداً للحكمَة أكلت يوم أكل الثور الأبيض
بعدما أكلونا فرادي بل جعلونا نأكل ونقاتل بعضنا بجهلنا وتخلُفنا لتسهيل مهمتهم للإجهاز علينا للأبد بالضربة القاضية
وكما حافظ جيش مصر علي شرف العرب في حطين ضد الصليبين وفي عين جالوت ضد التتار
فإنه بإذن الله قادر علي اليهود ومن والاهم ،
يؤكد ذلك ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي أنه تعلم من أخطاء رؤساء مصر السابقين عليه
ولن يسمح بتكرارها مرة أخريوهو ما فعله خلال ست سنوات من حكمه قام بتنويع مصادر تسليح الجيش المصري براً وبحرا وجواً
مما رفع قوة وقدرة الجيش المصري للتفوق علي إسرائيل لأول مرة رغم الدعم الأمريكي الأعمي لها
ويصبح من أقوي عشر جيوش في العالم

بداية الصفحة