في تطور جديد يُبرز القدرات المتنامية للذكاء الاصطناعي، استطاع نموذج "Gemini 2.5 Pro" من جوجل إنهاء واحدة من أشهر ألعاب الفيديو الكلاسيكية، Pokémon Blue، التي يعود إصدارها إلى عام 1996، ورغم أن التنفيذ لم يكن مباشراً من قبل جوجل نفسها، إلا أن كبار مسئولي الشركة لم يُخفوا حماسهم لهذا الإنجاز، الذي يعيد فتح النقاش حول قدرات الذكاء الاصطناعي في التفاعل مع المهام غير التقليدية، وفقا لـtechcrunch

الذكاء الاصطناعي يهزم لعبة عمرها 29 عاماً

أعلن الرئيس التنفيذي لشركة جوجل، "سوندار بيتشاي"، عبر منصة "إكس" (تويتر سابقاً)، عن نجاح نموذج الذكاء الاصطناعي "Gemini 2.5 Pro" في إنهاء لعبة Pokémon Blue بالكامل، واصفاً نهاية اللعبة بـ"الملحمية".
ورغم ما توحي به التغريدة، فإن المشروع لم يكن من تنفيذ جوجل رسمياً، بل قاده مهندس برمجيات مستقل يُدعى Joel Z، يبلغ من العمر 30 عاماً، ولا تربطه أي صلة رسمية بالشركة.

دعم رسمي من جوجل رغم الاستقلالية

ورغم أن المبادرة شخصية، إلا أن فريق جوجل أبدى حماسه الكبير للنتائج. فقد نشر "لوغان كيلباتريك"، رئيس منتج Google AI Studio، أن "جيميني يُحرز تقدماً رائعاً" وأنه "حصل على الشارة الخامسة داخل اللعبة" — في مقارنة مع نماذج أخرى لم تتخطَ الشارة الثالثة. وعلّق بيتشاي مازحاً: "نعمل على إطلاق API جديدة: الذكاء الاصطناعي الخاص بالبوكيمون!"

لماذا اختارت النماذج لعبة بوكيمون؟

تعود فكرة استخدام لعبة Pokémon Blue إلى تحديات مشابهة بدأت في فبراير الماضي عندما استعرضت شركة Anthropic تطور نموذجها Claude في لعبة Pokémon Red. وقد أشارت وقتها إلى أن قدرات "التفكير الممتد" والتدريب التفاعلي على مستوى الوكلاء تمنحه دفعة في المهام غير المتوقعة، مثل ألعاب الفيديو الكلاسيكية.

ويُذكر أن Joel Z استلهم فكرته من قناة "Claude Plays Pokémon" على Twitch، والتي تُظهر تطور ذكاء Claude في اللعبة، رغم أن الأخير لم يُنهِ اللعبة بعد.

هل يعني ذلك أن Gemini أفضل من Claude؟

رغم تفوق Gemini في إتمام اللعبة، يؤكد المطور Joel Z أن المقارنة المباشرة بين النموذجين ليست دقيقة. فكل نموذج يعمل ضمن "بيئة تشغيل" مختلفة، ويستعين بأدوات ومصادر معلومات متنوعة.
وأضاف عبر صفحته على Twitch: "من فضلكم لا تعتبروا هذا مقياساً نهائياً لأداء نماذج اللغة الكبيرة في لعبة بوكيمون".

كيف يُساعد الذكاء الاصطناعي على اللعب؟

نماذج الذكاء الاصطناعي لا تلعب بشكل تقليدي، بل تتلقى صوراً من اللعبة متضمنة بيانات إضافية تتيح لها فهم الوضع الحالي واتخاذ القرار المناسب. ثم تقوم أنظمة مساعدة خاصة بالضغط على الأزرار داخل اللعبة وفقاً لتعليمات الذكاء الاصطناعي.

Joel Z أوضح أنه قدّم بعض "التدخلات البرمجية" لدعم Gemini، مثل تنبيهه لحالات تحتاج إلى محادثة ثانية مع شخصية معينة داخل اللعبة للحصول على مفتاح أساسي — وهي مشكلة تمت معالجتها لاحقاً في إصدار Pokémon Yellow.

لكنه شدد في الوقت نفسه على أن هذه المساعدات لا تُعد غشاً، بل تهدف إلى تعزيز قدرات التحليل واتخاذ القرار لدى Gemini دون تقديم حلول مباشرة.

التطوير ما زال مستمراً

أشار Joel Z إلى أن مشروع "Gemini Plays Pokémon" ما زال في مرحلة التطوير النشط، وأن بيئة التشغيل والإطار البرمجي المستخدمين يشهدان تحديثات مستمرة، ما يعكس اتجاهاً متزايداً نحو استخدام الذكاء الاصطناعي في المهام التفاعلية والترفيهية المعقدة.