عالم

الروهينغا الهندوس.. المعاناة لا تستثني أحدا

كتب في : الجمعة 13 اكتوبر 2017 - 6:36 صباحاً بقلم : أمنية أيمن مطر

غير بعيد عن مخيمات اللاجئين الروهينغا على أطراف مدينة كوكس بازار البنغالية يقع حي كوتابالونغ، الذي تقطنه أغلبية من الهندوس البنغاليين.

 

ولا شيء يختلف هنا عن بقية أحياء كوكس بازار الفقيرة فالطريق إلى داخل الحي طيني وغير ممهد وعلى جانبيه حقول الأرز المنتشرة بغزارة في المدينة.

 

واختارت السلطات هذا الحي ليستقبل اللاجئين الروهينغا ممن يدينون بالهندوسية. وفي شوارعه الضيقة، نصبت 20 خيمة كبيرة و5 صغيرة، يعيش فيها نحو 430 لاجئا هندوسيا من عرق الروهينغا.

حريق نصب عينه

 

ويحكي منتو رودرو، اللاجئ الهندوسي الخمسيني، قصته في ميانمار لـ"سكاي نيوز عربية" قائلا: "كنت أعيش في ميانمار مع عائلتي وبعد أن بدأت الأحداث، لم يكن لدي خيار سوى الهروب مثل بقية السكان من المسلمين والهندوس، فحزمت أمتعتي وهرولت خارج المنزل ومعي أسرتي".

 

ويضيف:" بقيت أمي العجوز التي لم تقدر على الحركة، فلم أتمكن من حملها". "وبعد خروجي وعائلتي من المنزل مسرعين، نظرت خلفي فإذا بمنزلي يحترق وبداخله أمي".

 

وبعد المأساة التي شاهدها نصب عينه، انطلق رودرو مع مجموعات كبيرة من المسلمين والهندوس لبلوغ الحدود مع بنغلادش.

 

ويقول:" أبحرنا إلى داخل المناطق البنغالية ومن هناك نقلونا إلى هنا حيث أعيش أنا وزوجتي وأبنائي الخمسة".

 

وحين أنهى رودور رواية قصته لنا، كان عدد من المتطوعين قد وصلوا المخيم وبحوزتهم حلوى وأطعمة بسيطة للاجئين، تحدثوا مع رجل الأمن الموجود داخل المخيم قليلا وبدأوا في توزيع الحلوى على الأطفال الذين تزاحموا عليهم للفوز بقطع صغيرة من الشوكولاتة.

وغير بعيد عن تدافع الأطفال للفوز بقطع الحلوى، كانت نسوة من سكان الحي يقمن بإعداد الطعام للاجئين فوق نار الحطب المقتطع حديثا من الأشجار المنتشرة في شوارع المدينة.

 

وبعد قليل بدأ توزيع الطعام حيث تجمع اللاجئون ليحصل كل منهم على طبق من الأرز مخلوطا بالخضروات.

فقدان العائلة

وبقول بالا، واحدة من النساء اللاتي حصلن على الطعام، غير أن قصتها ليست كقصص الأخريات في ميانمار، ففي رحلة هروبها إلى بنغلاديش، فقدت زوجها وابنها وبنتها وابن أختها، ليحط بها الرحال في هذا المخيم مع ابنتها الأخرى التي فاجأتها آلام الوضع داخل المخيم لترزق بمولود جديد قبل شهر تقريبا.

 

وتقول بالا" لا أدري لماذا كتب علينا كل هذا الشقاء.. لقد كان الوضع في ميانمار قبل هروبنا إلى هنا خطيرا جدا.. قتل زوجي وابني ولم يكن أمامنا سوى الهروب.. وفي رحلة الهروب فقدت من تبقى من عائلتي". " أنا الآن أعيش في تلك الخيمة ولا أدري هل سأعود إلى بيتي مرة أخرى أم لا ".

 

ويتردد هذا السؤال دائما داخل معسكرات لجوء أبناء الروهينغا في بنغلادش، لكن لا أحد يملك الإجابة عليه.

بداية الصفحة