الأدب

سؤال أعوج

كتب في : الاثنين 17 نوفمبر 2025 - 11:43 صباحاً بقلم : حنان فاروق العجمي

 

إعتذار...

إعتذار على الملأ

وإلا... حربٌ ضروس ودمار

من أجل ماذا!!

من أجل كل ما تتعجبُ منهُ

من أجل هذا السؤال الأعوج

من أجل أيام كانت تُشرق في حياة رمادية

من أجل صرحٍ شيَّدَتْهُ وهدَمْتَهُ

من أجل ما مَرَّ بخاطرك المريض أنها سهلة

من أجل ذكر حروف اسمها الطاهرة

من أجل خيانة أمانة

من ارتكاب أفعال الوضاعة

من ألسن أفاعي خرجت من جُعبَتِك

من انتهاك حرماتٍ

من اتهاماتٍ مرفوعة على أعلام تَبرئتِك

من ادعاءاتِك الكاذبة

المُلتَفَّةِ الباصقةِ على وجهِك

إدعاءاتٌ كتبت عبارةً على جبينِك

" أعوجٌ ذيلك "

سخِرَت منك...

ومن خداعِ استقامة جسدِك

إقطعهُ إن استطعت

كَذِّب المرآة إن أفلَحْت

اكسر انعكاسَ الصور في أعينٍ رَأَتْك

صائمٌ مسكينٌ

تتضَوَّر جوعًا وقد منَعَتْك!

تلك الضعيفة التي رَسَمَتْها مُخَيِّلَتُك

تَخَطَّت كل الحدود وأَبهَرَتْك

يالدهشتك سَحَقَتْك

بفَنِّ أخذ الحق قد أَحرَقَتْك

أضرمَتْ النيران بثوبها وجَذَبَتْك

عِش ما شِئت افرح ما شئت

تناسَ انزع صمام ضميرِك

واعترِف أنها بالحقارة وَشَمَتْك

تلك العلامة بارزة بخصالك قد عُرِّفْت

سيدينون لها بالفضل

سُمُّكَ الساري بجسدها مصل مجاني

ومثلما عرَضْتها على المسرح

دور البطولة مَنَحَتْك

أنت الأضحوكة وليست هي

على حبل المشنقة قد رَفَعَتْك

وقوعك بين ساعديها سوء حظِّك

المرء يعلو بحُسن سيرته وذكرِها

وحلو الكلام لا يُشترى ولا يُصنَعُ

إنما منبتُه الرئيس أصلُك وإن فسَدَ تجزعُ

كان عليك الحذر قبل النـَّسب

قبل الانكشاف على عالم النور

قبل إشعالِ الحطب

قبل الفُجرِ قبل العَطَب

كان عليك التَّأني

قبل الفساد قبل التَّدَنِّي

وإن كُنتَ قد زُيِّنتَ بأرفعِ مكانة

وأُهدِيتَ ثوبَ المهابةِ الغارق فيه

لن تَسلَمَ يومًا من الإدانة

وإن ارتَدَيْتَ قناعَ الشَّرف والشهامة

يكفيك علمك ما أنت بنظرها

أصفار صامتة بحالة استكانة

أي انعدام قيمة وأي مهانة

أي غيرةٍ من مَنْ وعلى مَنْ!

ثقتُها كانت عمياء فيك

ولم تَرَ حولها مَنْ يُضاهيها

لم تَكُن مغرورة ولكنها شرفًا ألبَسَتْك

عفَّة صانَتْك في الغيبة حفِظَتْك

رغم ما يُعلَمُ للقاصي والداني من نقصك

صراخك... الجنون أصابها

أصَبْت فهو بفضلِك

وما تراه منها الآن لا تؤاخذ عليه

أما وصَمْتَها بذهاب العقل!

تَحَمَّل صَنيعَك وما اختَرت

بداية الصفحة