منوعات

مؤرخ القصير ... يروى تاريخ سيجة شطرنج البسطاء وسيلة الترفية لكبار السن

كتب في : الأربعاء 15 اغسطس 2018 - 2:46 مساءً بقلم : مصطفى الأبنودى

تعتبر لعبة السيجا هى ترفيه الفقراء وهى بمثابة شطرنج البسطاء دون تسمية 
لقطعه وهى التى تعتمد على المناورة والذكاء وحدة التركيز والسيجة أو السيجا أو الشيزة هي لعبة شعبية من ألعاب الحصى والحجارة، شبيهة بالشطرنج، تمارس في مصر والسودان وفلسطين والأردن وشمال المملكة العربية السعودية.

يُرجع الكاتب الأمريكي كارينغتون بولتون (الذي تعلم اللعبة من بدو سيناء وكان يمارسها مع أصدقائه) ، و تاريخ اللعبة إلى العصور القديمة، زاعمًا أن النبي موسى قد مارس هذه اللعبة مع بنات صهره شعيب في مدين. 
وينقل بولتون عن مصدر لم يسمّه أن أحد المصادر المكتوبة بالإنجليزية أتت على ذكر هذه اللعبة سنة 1694 .

ويذكر الدكتور مسعد بن عيد العطوي أن السيجة كانت تُحفر قديمًا على صخور كبيرة كقاعدة للعبة، وأن صخورها ما زالت موجودة إلى اليوم "على طريق القوافل الذي مر به الرسول عليه الصلاة والسلام مابين مدينة تبوك ومركز البدع"، مشيرًا إلى أن اللعبة كانت تُلعب في النهار فقط.

وقد أورد لين في كتابه "المصريون المحدثون" ذكر لعبة السيجة بشكل مقتضب، غير أنه لم يتحدث عن قواعدها.كما يرِد ذكر السيجة في القصص القديمة التي تتناقلها بصحراء النقب الفلسطينية؛ وفيها لا بد أن يكون فارس القبيلة محترفًا للسيجة .

و أكد ( وصفى تمير حسين ) مؤرخ مدينة القصير ، أن عصر كل يوم وبعد آداء صلاة العصر فى مسجد السنوسى العامر يؤجل الحاج قرنى السيسى رحمه الله فتح محله أو يعتمد على زوجه المصون "شحاته" لينضم إلى مجموعة المدمنين لممارسة اللعبة من كبار السن ومكانهم بجوار جدار مقام الشيخ عبد القادر الجيلانى وهناك آخرون ملعبهم تحت جدار الطابية وأحجار لعبهم تجمع مرة واحدة لعدم قدرتهم المتتالية كل يوم لجمع تلك الأحجار .

فكانوا يقومون بدفنها تحت التراب حتى يتسنى لهم استخدامها فى اليوم التالى وحدث ذات يوم أن جال بخاطر بعض الأشقياء والمتصابين العبث براحة هؤلاء العجائز فتربصوا بهم حتى انتهائهم من اللعب ودفن الأحجار فنبشوا عنها وأخرجوها وتغوط أحدهم القاذورات وخلطوها بالأحجار ثم عادوا بها سيرتها الأولى تحت التراب.

وجاء المساكين من العجزة فى اليوم التالى لإخراج أدوات لعبهم من الأحجار فكانت الطامة الكبرى فى وجود القاذورات مخطبة وملوثة للأحجار واكتفوا بصب لعناتهم على الفاعلين ولم ييأسوا بل راحوا يجمعون أحجار جديدة للعب.
و تابع مؤرخ القصير أن الباحث السعودى الدكتور مسعد بن عيد العطوى ذكر أن لعبة ( السيجة ) ، لعبة قديمة يلعبها العرب بفكره حربية يتصورونها في أذهانهم بهجوم الأحجار الذي هو أهم مكوناتها، ولها رجال عباقرة في فن اللعبة وخططها كما هو حال الشطرنج بالخطط المعروفة.

و عن طريقة اللعبة قال ( تمير ) ، تمارس اللعبة عادة في رقعة مربعة تتكون من 25 حفرة صغيرة تُحفر في الأرض (وقليل من الناس يرسمون مربعاتها على قطع خشبية أو ورقية)،وتُستخدم فيها 24 حجرًا صغيرًا يسمى كل منها كلبًا (وتسمى هذه الحجارة في الأردن وفلسطين "جراوة").

ويكون نصف "الكلاب" أسود اللون مع أحد اللاعبَين، والنصف الآخر أبيض اللون مع اللاعب الآخر، و قد يفضل اللاعبان اللعب على رقعة من 49 حفرة و48 كلبًا، أو 81 حفرة و80 كلبًا، غير أن ذلك يطيل زمن المباراة بشكل ممل.
يقوم اللاعبون أولاً بوضع "كلابهما" في الحفر حسب الترتيب الذي يتراءى لهما، مع ترك المربع الذي في منتصف الرقعة تمامًا خاليًا، فيضع اللاعب الأول كلبين، ثم يضع الثاني اثنين، ويعود الأول فيضع كلبين، وهكذا حتى تمتلئ الحفر الأربع والعشرون.

بعد ذلك يبدأ اللاعب الأول بتحريك أول كلابه (إلى حفرة المنتصف، وهي الوحيدة التي تكون خالية في بداية المباراة)، ويُسمح بتحريك الكلاب إلى الأمام وإلى الخلف وإلى الجانبين، غير أنه لا يجوز تحريكها قُطريًا، ويسعى كلا اللاعبين إلى حصر أحد كلاب منافسه بين كلبين من كلابه (عرضيًا أو طوليًا، ولكن ليس قُطريًا)، وهنا يُطرح الكلب الذي تم حصره بين كلبي المنافس خارج الرقعة، ويلاحظ أنه إذا وضع اللاعب كلبه بنفسه بين كلبي خصمه فهو لا يخسره، إذ لا بد أن يكون الانحصار مفروضًا عليه من اللاعب الآخر.

بداية الصفحة