العالم العربى

بورسعيد ... المدينة الباسلة تغني للمستقبل

كتب في : الاثنين 26 مارس 2018 - 12:39 صباحاً بقلم : أمنية أيمن مطر

انتقل فريق، مؤخرا، في رحلة إلى مدينة بورسعيد الساحلية في مصر، وسط استعدادها لانتخابات الرئاسة المصرية واستحضار لتاريخها الصامد، ورصد لمشروعات راهنة يجري عقد الآمال عليها لتنمية المنطقة.

 

وما إن يصل المرء إلى قلب مدينة بورسعيد حتى يستقبله تمثال الزعيم الراحل جمال عبد الناصر ملوحا بيده، وكأنه يحيي من حلوا بالمدينة التي كانت رمزا للصمود والتحدي أثناء فترة حكمه.

 

والواقع أن في قصة بورسعيد فصولا شتى، فالمدينة التي تصدى أبناؤها للعدوان الثلاثي على مصر عام 1956 تحملت كغيرها من مدن إقليم قناة السويس معاناة سنوات الحرب.

 

ومازالت ذاكرة أبناء بورسعيد تحتفظ بالكثير من صور تلك الفترة، وفي ذلك السجل  المشرف تبرز عدة أسماء، مثل زينب الكفرواي التي تجاوزت السبعين عاما لكنها ما زالت تذكر الكثير من التفاصيل.

 

وتقول زينب "كنت فتاة صغيرة ووالدي كان شرطيا، وحين اقتحم العدوان الثلاثي المدينة تشكلت على الفور كتائب المقاومة الشعبية والتحقت بهم عن طريق والدي رحمه الله.. فاتحت عددا من زميلاتي في الانضمام فقبلن على الفور وكانت مهمتنا تتلخص في توزيع منشورات المقاومة وإلصاقها بالجدران".

 

وتضيف زينب "أما أنا فقد تطور دوري لنقل السلاح لرجال المقاومة..كنت أنقل السلاح في عربة أطفال على اعتبار أن الطفل في العربة هو ابن اختي وذات مرة أوقفني أحد الضباط الإنجليز فظننت أنه كشف أمري وبسرعة التف حولي الناس وكان من بينهم من يتبعني لحراستي وقالوا له لماذا توقفها فقال لهم لا شيء، ثم التفت إلي وسألني ما اسم هذا الطفل فكان ردي بشكل عفوي وتلقائي : اسمه جمال عبد الناصر فنظر الضابط إلي وقال حقا هذا اسمه فقلت له نعم ثم تركني أواصل طريقي".

 

حكايات المدينة الباسلة تحفظها ذاكرة أبناء بورسعيد جيدا، رغم ما تعرضت له المدينة بعد نصر أكتوبر وتحويلها لمدينة ومنطقة حرة بقرار الرئيس الراحل أنور السادات.

 

فقد تغيرت المدينة كثيرا وتعرض بناؤها الاجتماعي لهزات عميقة بصعود طبقة التجار والمستوردين وما استتبعه ذلك من تغير سلوكي وظهور جيل جديد من أبناء المدينة.

 

أما النائب اليساري المخضرم البدري فرغلي فينتمي لجبهة الصمود والمقاومة ورفض أفكار الانفتاح الاقتصادي التي اجتاحت مصر،  في منتصف السبعينيات، لكنه ينحاز انحيازا مطلقا لمدينته وأبنائها وهو ما دعاه للتشديد على أن مرحلة الانفتاح وما صحبها من تغيير ثقافي واجتماعي على أبناء المدينة لم تصل إلى عمق الشخصية البورسعيدية التي بقيت كما هي قابضة على روح المقاومة ويستشهد فرغلي على ذلك بوقوف أبناء المدينة معه وانتخابه لدورتين متتاليتين وهو العامل البسيط الذي كان يناصب أفكار الانفتاح العداء.

 

وأبدى شباب التقيناهم في بورسعيد آمالا عريضة في مستقبل أفضل ويرون أن تراث مدينتهم جدير بالاحترام سواء في مرحلة الخمسينيات والستينيات أو حقبة السبعينيات وما تلاها وهو يؤمنون بأن القادم أفضل في ظل تدشين عدد من المشروعات التنموية المرتبطة بمنطقة قناة السويس وظهور حقول الغاز في محيط مدينتهم.

بداية الصفحة