تُثير جرائم الدارك ويب، الفضاء السيبراني المُظلم الذي يُخفي سُبلاً خفية للاتجار بالمُخدرات والأسلحة ونشر التحريض، تساؤلات مُقلقة حول أمننا الرقمي.

وتعد جرائم الدارك ويب أحد الأنشطة غير القانونية التي تحدث في الجزء المخفي من الإنترنت المعروف باسم الدارك ويب، وهو جزء من الإنترنت لا يمكن الوصول إليه عبر محركات البحث العادية ويتطلب برامج خاصة للوصول إليه، ويشتهر هذا الجزء من الإنترنت بالأنشطة غير القانونية مثل (تجارة المخدرات، الأسلحة، البيانات المسروقة، والبضائع المزيفة).

وتعتبر جريمة قتل طفل شبرا الخيمة التي وقعت أحداثها خلال الفترة الأخيرة، أحدث الجرائم المستحدثة على مجتمعنا، وأثارت نقاشًا واسعًا حول مخاطر الدارك ويب.

وخلال حديثه لـ"بوابة الأهرام"، قال اللواء محمود الرشيدي مساعد وزير الداخلية لأمن المعلومات سابقًا، إن تلك الجريمة هزت الرأي العام، وفتحت نقاشًا واسعًا حول دور مواقع التواصل الاجتماعي في مثل هذه الجرائم، حيث تُتيح بيئة خصبة لانتشار الأفكار المُتطرفة، ونشر خطاب الكراهية، وتُسهل التواصل بين المجرمين وتبادل المعلومات.

وأوضح أن الانترنت ينقسم إلى ثلاثة أجزاء رئيسية، وهى «الإنترنت السطحي surface net، والإنترنت العميق deep net، والإنترنت المظلم  dark net»، منوهًا إلى أن غالبية مستخدمي الانترنت من العامة ويشكلون ما يقرب من 90% من مستخدمي الانترنت، وهم من مستخدمى النوع الأول فقط.

أما النوعان الآخران فلهما نظام تشغيل خاص (operating system)، وأكواد خاصة لاستخدامها، ويعد مستخدمو «الدارك ويب» أشخاص ذوي خبرات تكنولوجية عالية جدًا ومنهم الـ«هاكرز» والمحتالون وأيضا وكالات الاستخبارات العالمية والتنظيمات الإجرامية والإرهابية وغيرها، كما أن التعامل المادي يكون من خلال العملات الرقمية المُشفرة مثل (عملات البيتكوين).

وأشار إلى أنه يُمكن تقسيم المحتوى المتوفر على الدارك ويب إلى عدة فئات أولها المحتوى غير القانوني، والذي يشمل بيع المخدرات والأسلحة والبيانات الشخصية المسروقة، بالإضافة إلى المواد الإباحية المُحرمة، وأيضًا النشاطات المُشبوهة، والتي تشمل غسل الأموال والاحتيال والقرصنة الإلكترونية والاتجار بالبشر.

وأيضًا الترويج للأفكار المُتطرفة، حيث يُمكن للمجموعات المُتطرفة استخدام الدارك ويب لنشر أفكارها المُتطرفة وتجنيد أعضاء جدد، وأخيرًا المحتوى المُحرم، والذي يشمل المواد الإباحية للأطفال والعنف المُفرط؛ وهو ما يعد الأخطر بينهم على أطفالنا بشكل خاص.