الأدب
قصيدة ( أنْتَ العَفُوُّ ) ..السويد
أنْتَ العَفُوُّ الّذي يَعْفو بِلا مَنَنِ ** وَذا الزَّمان, زَمانٌ غَيْر مُؤْتَمنِ
تِلْكَ الغُيوبُ بِها اسْتَأْثَرْتَ وَانْحَجَبَتْ ** عَنِ الجَميع وَكَمْ خاضوا بِذي وَثَنِ
اللهُ يا رَبّ ميكائِيلَ أَبْقِ عَلَى التَّوْحيدِ نَهْجي بِقَلْبٍ فِيّ يَسْكُنني
فحَوْلَ رُوحي يَدورُ الدَّفُّ في عَجَبٍ ** وَ عِنْدَ سِرّي أرَى ما لَيْسَ يَعْرِفُني
أغيبُ عَنّي عَلَى أنْفاسِ مَنْ رَحَلوا ** و فيهمُ نَشْوَةُ الأسْفار تَأخُذني
فَيَغْمُرُ الرُّوحَ نُسْكٌ لَسْتُ أجْهَلهُ ** وَ قُرْب سَمْعي حَفيفُ البَوْحِ يَغْمرُني
أدُور حَوْلي عَلى رَنَّات مَنْ نَقَروا ** عَلى القلوب فَكانوا النُّور في الدُّجَنِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ورَبّ كُلِّ شَيْءٍ بِهِ قَدْ أشْرَقَتْ دُجَني
وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي ,فَخُذْ بَيَدي ** وَاقْبَلْ دُعائِيَ وَاعْصِمْني مِنَ الفِتَنِ
تَبَارَكَ اسْمُكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ وال ** جَميلُ أَنْتَ وَذو الإحْسان وَالمِنَنِ
وآتِ نَفْسِيَ تَقْواها إذا انْحَرَفَتْ ** وَنَقِّ رُوحي مِنَ التَسْفيه وَالأَسَنِ
يا صَفْوة الخَلْقِ أفْتوني عَنِ الأَمَدِ الّذي يُؤَصِّلُ كُنْهَ الرُّوح بِالبَدَنِ
حَقَيقَةٌ لَم ْأزَلْ أسْعى لأفْهَمها ** وَعِنْدَ قَلْبي غِيابي جَاءَ يَطْلبني
فَقَدَّني النُسْكُ مِنْ تَسْبيحِ لَيْلَكَةٍ ** وَحَفَّني النُّورُ حَتَّى صارَ يَأْلَفني
بكَ اخْتَتَمْتُ وَبِاسْم الله مُبْتَدَئي ** إذا عَزَمْتَ بِعَوْن الله فَاسْتَعِنِ
إنّي أعُوذُ بِوَجْهِ الله مِنْ كَسَلٍ ** فَتُبْ عَلَيَّ إذا فَرَّطْتُ في سُنَني
كُلّ الأمورِ لِحُكْمِ الْعَدْلِ مَرْجِعها ** بِه اسْتَعَنْتُ فَحُلَّتْ عُقْدَةُ اللُّسُنِ
فَلَيسَ فَوْقَكَ شَيءٌ ، فاقْضِ حاجَتَنا ** تَذَلُّلاً قَدْ رَفَعْتُ الكَفَّ في وَهَني
عَلَى الضَّمَائِر وَالنِّيَّاتِ مُطَّلِعٌ ** كَمْ عابِدٍ بِرُؤى التَّحْريف مُقْتَرِنِ