العالم العربى

بعد اتفاق السعودية والإمارات على التعامل بها.. «عابر» نموذج لعملة عربية موحدة

كتب في : السبت 19 ديسمبر 2020 - 10:54 مساءً بقلم : محمود العطار

ماجد فهمى: السنوات الماضية أثبتت أن معركة البقاء تستلزم وحدة عربية حقيقية فى مختلف المجالات

بسنت فهمى: السبيل الوحيدة لإطلاق عملة عربية موحدة أن تتم بين الدول ذات أحجام التبادل التجارى المرتفعة  جاء اتفق البنكين المركزيين السعودى و الإماراتى، أخيرا على إطلاق عملة رقمية مشتركة

باسم « عابر »، ليعيد إلى الأذهان مقترح سابق بإنشاء عملة عربية موحدة ، ومدى تحقيق ذلك مع التطور الذى يشهده العالم فى مجال الاقتصاد والعملاء الرقمية. ويهدف البلدان من وراء تلك العملة الرقمية إلى تنفيذ التحويلات المالية بين البنوك فى البلدين بشكل يضمن تقليص مدة إنجازها وتخفيض تكلفتها.  مع التطور التقنى وصعود نجم العملات الرقمية على الساحة العالمية، أصبح من الممكن أن تكون هناك عملة عربية موحدة رقمية أو تقليدية، حيث يرى خبراء مصرفيون أن الدول العربية بحاجة إلى التوصل إلى إطلاق عملة موحدة ، لأن هذا من شأنه مواجهة التحديات والارتقاء بحركة التجارة العربية البينية وزيادة حجمها، كما أنها ستكون قادرة على إزالة المعوقات التى تحد من تطور حركة التجارة العربية.

نقطة البداية

قال الخبير المصرفى ماجد فهمى: إن العملة الرقمية العربية ال موحدة ستظل حلما ما دام لا يوجد اتحاد اقتصادى عربى على غرار الاتحاد الأوروبى للعملة، التى لا يمكن تجاوزها، وأضاف أنه لا يعتقد أن العملة العربية ستأتى منعزلة أو منفصلة عما يجرى فى العالم، مشيرا إلى أن السنوات الماضية أثبتت أن المعركة معركة بقاء، وذلك يستلزم وحدة عربية حقيقية فى مختلف المجالات.

وأكد فهمى أن تلك الوحدة لن تأتى سوى بإرادة سياسية لقادة تلك الدول، والتى بناء عليها ستُصدر الأوامر بالانطلاق نحو الوحدة الاقتصادية وما ستتبعها من قرارات، لافتا النظر إلى أنه بالنظر إلى الأوضاع السياسية والاقتصادية فى أغلب دول المنطقة العربية سنجد أنها تواجه تحديات غير عادية تجعل من الرفاهية عدم التفكير فى أى أفكار مبتكرة.

تغيرات سريعة

من جانبها، قالت بسنت فهمى، عضو اللجنة الاقتصادية فى البرلمان سابقاً: إن العالم يتغير بوتيرة سريعة، والنظام الاقتصادى العالمى ربما يخضع فى المستقبل إلى إدارة اقتصادية عالمية، سيضع قواعدها الاقتصادات الكبرى وعلى رأسها أمريكا، وأضافت أن فكرة طرح عملة عربية رقمية موحدة يتعامل بها العالم لن تكون قابلة للتحقيق بمفهوم شامل وواسع، وإنما ستكون العملة مقصورة على التعاملات البينية بين الدول التى يغطيها الاتفاق، فهذا هو الأقرب للواقع والتطبيق بشكل عملى.  وأوضحت أن الولايات المتحدة تفرض عملتها على العالم باعتبارها الاقتصاد الأكبر ويليها أوروبا ثم الصين، وأى دولة تريد أن تتعامل بالبيع والشراء لابد أن تخضع لقواعد الاقتصاد العالمى والعملات الأقوى والأوسع تداولاً. وتوقعت الخبيرة المصرفية أن يكون الذهب هو أساس التعامل وليس العملات، وذلك بالعودة إلى عصر ما قبل إلغاء الالتزام بطباعة النقود وفق احتياطى الذهب لدى كل دولة فى عام 1974.  وترى أن السبيل الوحيدة لإطلاق عملة عربية موحدة هى أن تتم بين الدول ذات أحجام التبادل التجارى المرتفعة، مما يجعلها مناسبة لتسوية التعاملات التجارية فيما بينهم بعملتهم ال موحدة ، وذلك مثلما فعلت السعودية و الإمارات .

الانطلاق الحقيقى

وفى السياق نفسه، شدد وسام فتوح رئيس اتحاد المصارف العربية على أن الخطوة التى قامت بها السعودية و الإمارات من شأنها أن تغير نظرة العرب نحو العملات الرقمية واللغط المحيط بها، مشيرا إلى أن « عابر » المزمع إطلاقها تختلف كثيرا عن باقى العملات الرقمية المتعارف عليها مثل بيتكوين وريبل وإيثيريوم وغيرها.  وأكد أن تلك الخطوة ربما تدفع دول عربية أخرى للسير على خطا الدولتين ودراسة إمكانية إطلاق عملات رقمية من البنوك المركزية أو الانضمام إلى العملة الرقمية « عابر ».

ودعا الدول العربية إلى ضرورة تطوير البنى التحتية للدول العربية باعتبارها أساس أى تحول رقمى يتضمن عملات رقمية، وذلك بالتزامن أيضا مع الاهتمام المتزايد بتكنولوجيا الخدمات المالية «فينتك» على وجه الخصوص.

وأضاف «فتوح» أن البنوك المركزية العربية تتخذ خطوات جادة نحو التحول الرقمى، والدليل على ذلك هو حجم الزيادة فى التعاملات الرقمية فى المصارف العربية، لافتا النظر إلى أن الوصول لنقطة المجتمعات اللا نقدية هى الانطلاقة الحقيقية نحو المستقبل وما يتضمنه من عملات رقمية وغيره من أنظمة التكنولوجيا المالية.

بداية الصفحة