كتاب وآراء

علاقات مريبة لقائد مليشيات الدعم السريع مع (حفتر) و(فاغنر)

كتب في : الاثنين 08 مايو 2023 - 5:24 مساءً بقلم : سراج النعيم/السودان

 

سراج النعيم يكتب : علاقات مريبة لقائد مليشيات الدعم السريع مع (حفتر) و(فاغنر) 

من المعروف أن الجيش السوداني يقود حرباً فرضت عليه فرضاً من مليشيات الدعم السريع البالغ قوامها أكثر من (100) ألف مقاتل، وتمتلك عربات قتالية، مدرعات وأسلحة خفيفة وثقيلة، ولديها خبرة طويلة في القتال الذي بذأته منذ إطلالتها الأولي في المشهد السوداني، إذ رسم خارطة طريقها الرئيس المخلوع عمر البشير، وما أن تمت الإطاحة به إلا وأصبح (حميدتي) نائباً للبرهان، وزاد طموحه مع مرور الأيام، الشهور والسنين، لذلك خطط لخوض الحرب ضد الجيش السوداني بغض النظر عن القتل، الدمار والتشريد الذي سيحدث من ورائها.
استفاد (حميدتي) من علاقاته المريبة بالجنرال (حفتر) و(فاغنر) الروسية في حربه ضد الجيش السوداني، واضعاً في اعتباره الإنتصار، ناسياً أو متناسياً بأن الحروب لم تعد عدداً للمقاتلين، بل ترتكز على التكتيك العسكري، ومواكبة التطور التكنلوجي في التسليح الحربي، ورسم الخطط العلمية، ووضع (الخيانة) عاملاً من العوامل المتوقعة، وهو ما حدث بالضبط في المطار الحربي بمدينة (مروي)، والذي صاحبته حملة إعلامية وشائعات لم تؤثر في معنويات الجيش السوداني الذي كان مدركاً لها بحكم الخبرة والتجربة، لذلك صبر  عليها منذ انطلاقة الشرارة الأولي للحرب.
منح البشير (حميدتي) رتبة فريق بدون دفعة في الكلية الحربية السودانية، وبالتالي مكنته من الاشتراك في الإطاحة بالنظام السابق من سدة الحكم، ومن ثم بدأ يخطط إلى أن بكون الرجل الأول، فبدأ مخططه بحل هيئة عمليات جهاز الأمن السوداني، ومن ثم السيطرة على مقارها، وتدريب مليشياته في معسكراتها إلى أن وصل عدد أكثر من (100) ألف مقاتل، والأغلبية العظمي منهم تتمركز في مواقع إستراتيجية بالعاصمة السودانية، عموماً هاجم (حميدتي) الجيش السوداني، وهو على ثقة تامة بنجاح مخططه، وظهر ذلك جلياً من خلال تصريحاته للقنوات الفضائية الإخبارية التى أكد لها سيطرته على (90%) من المواقع العسكرية، الإستراتيجية والمطارات، ولم يتبق له سوي ثلاثة مواقع، وأنه لا يقبل إلا أن يستسلم البرهان، مشيراً إلى أن القائد العام للجيش السوداني سيقدم إلى محاكمة، فما كان من الطيران الحربي السوداني إلا أن يفاجئه بتدمير كل مواقع ونقاط ارتكاز قواته، الأمر الذي اربك حساباته، مما استدعاه إلى أن يفكر في خطة البحث عن (الهدنة) بالتفاوض مع القوات المسلحة حتى يلتقط أنفاسه، ويجد فرصة لإعادة صفوف مليشياته التى أنهكها الطيران الحربي بالتحليق على مدار الساعة. من الأخطاء التى وقع فيها قائد الدعم السريع حشد مليشياته في الخرطوم، ولا سيما فالحركة في العاصمة السودانية صعبة جداً، ولا تتيح له استهداف مواقع القوات المسلحة، لذا تمسك بالاحتماء بالقصر الجمهوري، القيادة العامة للجيش والإذاعة والتلفزيون على أساس أنها نقاط ارتكاز إستراتيجية، إلا أن تقديراته لم تكن صحيحه، ولا تتوافق مع مخطط إسقاط العاصمة السودانية، الشيء الذي حدا بالقوات المسلحة السودانية أن تقف له بالمرصاد، وتقطع الطريق أمامه بقصف الطيران الحربي الذي لعب دوراً كبيراً في ترجيح كفة الجيش السوداني.
من خلال متابعتي لمجريات الأحداث من داخل الخرطوم أجد أن (حميدتي) ارتكب خطأ فادح عندما حرك مليشياته إلى المطار الحربي شمال السودان حيث لفت بذلك انتباه قيادة القوات المسلحة السودانية التى رسمت خططها العسكرية سريعاً للقضاء على المليشيات، واستطاعت أن تدمر مواقع ارتكازها رغماً عن (الخيانة) التى حدثت، عموماً أفشل الجيش السوداني كل مخططات (حميدتي)، مما قاد مليشياته إلى النهب، السرقة، التدمير وتخريب البنية التحتية، وإستخدام السكان دروعاً بشرية، وإطلاق الشائعات عبر القنوات الفضائية، والسوشال ميديا لرفع الروح المعنوية، كما سعت إلى رفع سقف التفاوض الذي تقود مبادرته أمريكا والسعودية.

بداية الصفحة