الأدب

أسرار فى التاريخ عن مقتل شاعر العرب المتنبى

كتب في : الاثنين 26 فبراير 2018 - 12:56 مساءً بقلم : ميدو الشاعر

ترد رواية مقتل المتنبي، في كثير من المصنفات العربية، وتختلف في تفاصيل معينة. إلا أن رواية مقتله في “خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب” لعبد القادر بن عمر البغدادي (1030-1093هـ) تكشف جانباً من تلك الحادثة، يتعلق بعدم إجادة المتنبي استعمال سلاحه، وهو المتفاخر بالسيف والرمح أيّما تفاخر.

فجاء في “الخزانة” بعد خبر مقتل المتنبي على يد فاتك بن أبي جهل، وقيام الأخير بطعن الشاعر على يساره ثم نكّسه عن فرسه: “وقال بعض من شاهده: إنه لم تكن فيه فروسية، وإنما كان سيف الدولة سلّمه إلى النخاسين والروّاض، في حلب، فاستجرأ على الركض، فأما استعمال السلاح، فلم يكن من عمله”.

وقصة قتله، ذاتها، كشفت جانب البخل في شخصيته. فقد ورد في “الصبح المنبي”، أن من أسباب مقتل المتنبي، إضافة إلى سرده التفاصيل والأسباب الأخرى المعروفة الثابتة، هو بخله. إذ إن بعض الفرسان طلبوا منه خمسين درهماً لقاء مرافقتهم له وحمايته، فرفض “ومنعه الشحُّ والكبر!” من ذلك.

ويضيف البديعي، أن المتنبي كان “إذا سافر لا يترك في بيته درهماً ولا شيئاً يساويه”. وقد أورد ابن كثير، هو الآخر، قصة الخمسين درهماً التي رفض المتنبي دفعها لقاء حمايته: “فمنعه الشحّ والكبر”، التي وردت كما هي في “البداية والنهاية”.

ويضيف “الصبح المنبي” بالنقل، أن المتنبي “لم يكن فيه ما يشينه ويسقطه، إلا بخله وشرهه على المال!”.

وقيل للمتنبي: “قد شاع عنك البخل في الآفاق، ما قد صار سمراً بين الرفاق، وأنت تمدح في شعرك الكرم وأهله، وتذم البخل وأهله. ومعلوم أن البخل قبيحٌ، ومنكَ أقبح، لأنك تتعاطى كبر النفس وعلو الهمة وطلب المُلك، والبخل ينافي سائر ذلك”.

وتقول الرواية السالفة، إن المتنبي اعترف ببخله، وذكر سبباً في ذلك، من خلال حادثة حصلت في صباه، وقال: “إن لبخلي سبباً..”. ثم يروي الحادثة التي أرغمته، كما قال، على حب جمع مئة ألف دينار، بعد مساجلة مع بائع بطّيخ. بحسب رواية البديعي.

بداية الصفحة