منوعات

'عروسة المولد المطلقة' تثير غضب رواد التواصل الاجتماعى.. مطلقات:خدوا بالكم من كلامكم

كتب في : الجمعة 09 ديسمبر 2016 بقلم : مها البغدادى

«عروسة المولد المطلقة» تثير غضب رواد التواصل الاجتماعى.. مطلقات:خدوا بالكم من كلامكم وبلاش تجريح.. ويؤكدن: لينا كيان ومشاعر ومش ذنبنا.. «وعضو بـقومى المرأة»: المجتمع يحاسبها دوما على أنها المذنبة

تحولت ذكرى الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، والعادة المصرية الأصيلة فى صناعة "عروسة المولد" وشرائها، إلى نقطة ضوء أزاحت عن حالة من العنصرية التي يعيشها المجتمع ضد المطلقات، بعدما انتشر بوست ساخر يطلب شراء عروسة مولد مطلقة بسعر أرخص من العروسة التقليدية، لتنقلب الأمور بعد ساعات من انتشاره، إلى ثورة غضب من جانب النساء وعدد كبير من الرجال، الذين أعلنوا رفضهم، وواجهوه بمختلف الطرق سواء بشكل جاد أو بشكل ساخر.

 

رأت أمنية عادل، التي مرت بتجربة الطلاق من قبل البوست بطريقة مختلفة مثلما قالت: "البعض يمكن أن "يستهون" بهذه التصرفات، أو يراها نوعًا من السخرية المسموحة، ولكن من عاش التجربة يراها بشكل مختلف وتؤثر عليه بشكل أكبر"، وتضيف: "إحنا لينا كيان ومشاعر ومش ذنبنا إننا اتحطينا فى الظروف دى".

 

كما أعربت عن سعادتها بحالة التضامن الكبيرة التى سادت مواقع التواصل الاجتماعى عقب انتشار البوست، مضيفة: "خدوا بالكوا من كلامكوا وبلاش تجريح لو سمحتوا، عشان محدش عاش اللى إحنا عشناه، وللمرة المليون بشكر كل حد قال كلمة حلوة فى حقنا".

وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي تباينت آراء المدونين، فقالت جميلة منصور: "بطلوا قرف بقا وسيبوا المطلقات فى حالهم، ما هى لو كل أم ربت ابنها على إنه يصون بنت الناس اللى واخدها ويتقوا ربنا فيها مكنتش هتبقى مطلقة، فعلا والله مجتمع نائى متخلف، المطلقة ممكن تبقى أختك أو بنتك وأى بنت ممكن ربنا يختبرها ويحطها فى الموقف ده، ارحموا بنات الناس شوية مش كده، وبالنسبة للمتخلف اللى كتب البوست اللوم مش عليك، اللوم على قلة احترامك وعدم تربيتك واستخفافك بمشاعر الناس".

 

وقالت المدونة سارة محمد على: "مش مستغربة نكتة عروسة المولد المطلقة والقلش الرخيص عليها وانتشارها بالشكل ده، فى وسط مجتمع ستاته قبل رجالته شايفين المطلقة "كائن" أقل منهم، بس الحقيقة إن دى مش أكتر من حيلة دفاعية بيسموها فى علم النفس الإسقاط، بيسقطوا ضعفهم ونقصانهم على اللى قررت تختلف عنهم وتعريهم، عرت ضعفهم لما قالت لأ اللى هم مش قادرين يقولوها لما اختارت ضل الحيطة على ضل الراجل، كائن المجتمع المقدس لما جمعت كل قوتها ووقفت فى وش كل ضغوط الحياة وكملت طريقها ونجحت، لما ضمت عيالها وكبرتهم وربتهم أحسن تربية بطولها رغم أنها سمعت مليون جملة تقنعها إن عيالها هيضيعوا".

 

وأضافت سارة: "عرت انسحاقهم لما اتمردت على اللى حاول يسحقها زيه، مرة باسم الدين وقالها المفروض تسجدى لجوزك مهما عمل، ومرة باسم المجتمع وقالها هتعيشى فيه إزاى وعيالك هيقولوا إيه لما يتسألوا أمكم اطلقت ليه، ومرة باسم القانون اللى بيتفنن يضيع حقوقها فى مجتمع ما بيعرفش يقول لأ، طبيعى يحاول يرخص اللى قالتها وحاربت عشانها، رغم إنها لو كانت رخيصة فعلاً كانت استسلمت ليه وانسحقت وحققت له مراده فى إنها تفضل شبهة".

أما طارق المصرى، فقد شن هجومًا حادًا على مجتمع السوشيال ميديا بعد ظهور أحد محلات تجارة الحلاوة فى البحيرة بوضع لافتة عروسة المولد المطلقة بـ50 جنيهًا، كنوع من أنواع الدعاية، قائلاً: "بصراحة أنا مش مستغرب لأن منبع ومدى انتشار الجملة دى كان من هنا على السوشيال ميديا ووسط طبقة من المفترض إنها تحمل بشكل أو بآخر قيم إنسانية وأخلاقية، عندها حجم من الثقافة إنها تؤثر فى سلوكيات المجتمع خصوصًا إنهم شباب، سقطة كبيرة للسوشيال باعتباره الصوت الأعلى شعبيًا فى الانتصار للقيم الإنسانية، سقطة لطبقة الشباب باعتبارهم الصف الأول فى تغيير بعض المفاهيم المغلوطة المتوارثة فى مجتمعنا على مستوى التفكير ومن ثم مستوى السلوك".

 

بينما حلل أحمد جبريل من منظور أخر، ضاربًا المثل بالعديد من مشاهير المطلقات، قائلاً: "المطلقة تحصل على اللقب ده نتيجة إن عيل مترباش معرفش يصونها، يحترمها، يخليها عمود بيته، المطلقة ممكن تكون أختك، أمك، بنتك، متنساش إن أغنى كاتبة فى العالم كاتبة هارى بوتر مطلقة، وزوجة ملك إسبانيا كانت مطلقة، المطربة أنغام مطلقة.

 

وقالت، رانيا يحيى، عضو المجلس القومى للمرأة، إن هذا البوست يكشف مشكلة حقيقية فى المجتمع وهى نظرة المجتمع الخاطئة للمطلقة، لأن المجتمع يحاسبها دومًا على أنها المذنبة، بالرغم من أنها فى العديد من الأحيان تكون مجنى عليها وإن كان بالطبع بعض الحالات تكون المرأة شريك فى مشاكل الطلاق، لكن هذا لا يعنى أن نلقى عليها طوال الوقت اللوم ونحملها ما لا تطيق.

 

وأضافت فى تصريحات له، أن هناك أمورًا كثيرة سلبية فى مجتمعنا يكون سببها الزوج، مثل ظاهرة عدم تحمل المسئولية التى أصبحت منتشرة فى المجتمع المصرى، بجانب النظرة الذكورية التى تتبنى ثقافة أن الرجل دومًا على حق وليس المخطئ، ما يؤدى لتوسيع الفجوة فى المجتمع التى ينتج عنها زيادة نسبة الطلاق التى نشهدها فى الوقت الراهن فى مصر.

 

وأوضحت أن من الأسباب الطلاق الرئيسية ترجع لقلة التوعية الكافية بأمور الزواج، والعلاقة بين الرجل والمرأة، حيث إن المجتمع المصرى بحاجة إلى التوعية حول عناصر تكوين أسرة مستقرة منضبطة، وفى حالة حدوث الطلاق يجب أن نغير وجه النظر على المطلقة ولا نلقى عليها اللوم.

 

وأكدت رانيا يحيى، أن للأسف هناك بيوت كثيرة فى مجتمعاتنا الشرقية لم تشهد الطلاق رسميًا على الورق لكنها منهارة داخليًا أكثر من الأسر التى انتهت بالطلاق الفعلى، وتعتبر بيوتًا مخوخة مليئة بالمشاكل العائلية والأسرية، بالتالى لا يمكننا الحكم على المتزوجة أنها بريئة والمذنبة هى المطلقة، وعلينا إعادة النظر فى حكمنا على المرأة بشكل عام، لأن فى هناك العديد من السيدات عانين من الظلم قبل الطلاق، فلا يمكننا ظلمها أيضًا بعد الطلاق.

بداية الصفحة