كتاب وآراء

المهندس عماد خميس المناضل الذي لطالما أثبت أن المواطن بوصلته هنيئاً لنا بك

كتب في : الخميس 23 يونيو 2016 بقلم : الفنان التشكيلي /عيسى يعقوب

لم أتفاجأ عندما سمعت خبر تعيين المهندس عماد خميس رئيساً للوزراء، فلا يحق لأحد أن ينكر أنه أحد أكثر المسؤولين الذين لم يقصروا في أن يكونوا الجنود الأوفياء لهذا الوطن ولسيد هذا الوطن ولمواطني هذا الوطن خلال الأزمة، بل وحتى في كل المناصب التي تسلموها قبل الأزمة... فماذا يريد المواطن من المسؤول أكثر من أن يكون هاجس هذا المسؤول هو بذله كل ما يمكن من جهد لخدمته وخدمة هذا البلد، من أجل أن يكون هذا البلد صامداً عزيزاً شامخاً أبياً بعزة وإباء وصمود وشموخ أبنائه، فكيف بمن أثبت في كل المناصب التي شغلها أن المواطن كان على الدوام بوصلته،.. نعم لقد كان المواطن بوصلته قولاً وفعلاً وسلوكاً...

صحيح أنني فنان تشكيلي ولا أفهم بموضوع الكهرباء أو العمل التقاني الذي يستلزم بالضرورة الاختصاص إلا أنني أعرف من خلال متابعتي لكل ما قام به السيد خميس من إنجازات ومن نشاطات دلت عليه كم هو مخلص وكم هو نشيط في عمله ووفيّ لمسؤولياته... وهنا لا أريد أن أعدد ما قام به الأستاذ المهندس عماد خميس من إنجازات فهي كثيرة جداً، فلا أحد يحق له أن ينكر أن الوزارة التي كان على رأسها طوال سنوات الحرب الهمجية التي تعرضت لها سورية اتخذت في عهده إجراءات استثنائية على الصعيدين الإداري والفني من خلال تأمين الموارد واستثمار الطاقم البشري والآليات والحفاظ عليها إضافة إلى الحماية الذاتية للمنشآت، ولقد بذل كل ما في وسعه ضمن ما هو متاح من إمكانيات وبما يتناسب مع الظروف ليكون جندياً حقيقياً كأي جندي، ومناضلاً حقيقياً دافع عن هذا الوطن بكل ما أوتي من قوة ومن طاقة... وبالرغم من أنه وزير كهرباء وهذا المنصب هو منصب تقاني وخدمي وناضل من موقعه في هذا المنصب بشكل عملاني ومهني بكل صدق وبكل وفاء وبكل إخلاص، لم يقصر على الصعيد النظري والإعلامي في أن يكشف ملابسات المؤامرة على سورية ويساهم بشكل علمي في إظهار حقيقة هذه الهجمة العدوانية الشرسة على القطاع الكهربائي كأحد أهم أشكال الإمداد الاقتصادي لهذا البلد ولأي بلد،.. حيث تحدث عبر تصريحاته أن هناك مخططاً تآمرياً كبيراً لإسقاط سورية بكل مكوناتها، مؤكداً أنه بعد أن فشل العدوان بعناوينه المزيفة خلال الأشهر الأولى من الأزمة السورية، تم التصعيد باتجاه المحور الأهم وهي استهداف مقومات صمود الشعب السوري ولاسيما القطاع الكهربائي، موضحاً أنه في بداية الحرب على سورية، كانت هناك وسائل إعلامية تواكب المجموعات المسلحة لتضليل الرأي العام، لكن عندما سقطت كل الأوتار التي لعبوا عليها بسرعة، لجأوا إلى استهداف القوات المسلحة والأبرياء في المناطق، وركزوا على البنية التحتية والواقع الاقتصادي للدولة السورية، وفي قطاعات عديدة ومنها قطاع الكهرباء والطاقة بشكل عام، وأشار إلى أن هذه كانت من أهم الأهداف التي ركزت عليها الجماعات المسلحة من خلال تشكيل غرف عمليات مركزة لاستهداف لقمة المواطن السوري ومقومات الاقتصاد السوري، وقصف ممنهج لقطاع الطاقة بشقيه النفطي والكهربائي، اللذان يشكلان أحد أهم دعائم الاقتصاد السوري وكان لهما دور كبير في نهضة الاقتصاد السوري خلال سنوات ما قبل الأزمة،.. كما أوضح على سبيل التنوير والتنبيه والتحذير أن في أية ظروف طبيعية واسثتنائية يمر بها أي بلد، فإن الرافع الأساسي للاقتصاد له هو قطاع الكهرباء لأهميته الكبيرة بالعملية التنموية في كافة المجالات الاجتماعية والاقتصادية، خاصة وأن الاقتصاد، والاقتصاد السوري تحديداً، يعتمد بشكل كبير على الطاقة الكهربائية،.. وبالتالي فإن هدف المخطط التآمري بحسب تصريحاته لاستهداف قطاع الكهرباء في سورية هو تدمير اقتصادها بشكل عام ومحاوره التنموية الاقتصادية الصناعية الخدمية التجارية، موضحاً أنه بحسب تقرير صادر عن الأمم المتحدة عام 2014 أفاد بأن سورية كانت الدولة الرابعة في العالم من ناحية التنمية الاجتماعية، مبيناً بأن سورية وصلت إلى مرحلة التصدير لسلع منافسة من قطاعي الخاص والعام لدول العالم، وهذا لم يكن ليتم لولا قطاع الطاقة بشقيه النفطي والكهربائي... إلا أنه قد أشار في الوقت نفسه إلى أنه رغم التخريب الذي شهده قطاع الكهرباء ما تزال الشبكة السورية قادرة على تأمين الكهرباء.. بالرغم من أن الحرب قد أدت إلى تخريب 180 محطة من قبل الإرهابيين إضافة إلى وجود عدد من المحطات خارج الخدمة...

وإنني أرى من المهم في مقالتي هذه أن أشير ولو بشكل موجز إلى السيرة الذاتية للمهندس عماد خميس من باب تسليط الضوء على شيء من مسيرة حياته المهنية والعلمية،.. فهو حاصل على إجازة في الهندسة الكهربائية عام 1984 وعلى درجة الماجستير في مجال الطاقة من جامعة دمشق، كما أنه حاصل على شهادات في دورات اختصاصية منها دورة الإدارة الوسطى وإدارة الكوارث إضافة إلى دورات في الإدارة الاستراتيجية وإدارة الوقت من المعهد العالي لإدارة الأعمال "هيبا" ودورة في تنمية المهارات القيادية وشارك في أحد عشر مؤتمراً حول سياسات الطاقة خارج سورية، وكلف بتسيير أمور شعبة الكابلات الأرضية في الشركة العامة لكهرباء دمشق بين عامي 1987 و1994 وتسيير أمور دائرة الصيانة في الشركة العامة لكهرباء دمشق بين عامي 1994 و1997 وتسيير أمور مديرية التشغيل في الشركة العامة لكهرباء دمشق بين 1997 و2000 ومديراً لخدمات الطاقة في وزارة الكهرباء ومهندساً مع مشروع حفظ الطاقة الممول من الأمم المتحدة بين عامي 2001 و2003 كما كلف بتسيير أمور مديرية التشغيل ومعاوناً للمدير العام للشركة العامة لكهرباء محافظة ريف دمشق بين عامي 2003 و2005 وكلف مديراً عاماً للشركة العامة لكهرباء محافظة ريف دمشق بين عامي 2005 و2008 ومديراً عاماً للمؤسسة العامة لتوزيع واستثمار الطاقة الكهربائية بين عامي 2008 و2011 وتم إيفاده بـعدد كبير من المهام خارج القطر لاختبار تجهيزات تابعة للمنظومة الكهربائية، وشارك بعدة مؤتمرات داخلية وخارجية ذات صلة بعمله في وزارة الكهرباء، كما أنه عضو عامل في حزب البعث العربي الاشتراكي منذ عام 1977 وعضو قيادة قطرية للحزب منذ عام 2013 وحتى اليوم وهو عضو في نقابة المهندسين،.. والجدير ذكره أنه قد تدرج في مراتب الوظيفة بسرعة حيث تنقل خلال أقل من عشر سنوات من مدير شركة كهرباء ريف دمشق إلى مدير مؤسسة الكهرباء إلى وزير الكهرباء، إلى رئيس الحكومة حالياً، وخلال كل المناصب التي تسلمها لم يظهر منه سوى الكفاءة العالية والمهنية العالية إلى جانب التواضع والخلق الحسن والمحبة لكل من يعرفه ويحيط به، والأهم من كل ذلك هو تفانيه اللامحدود خلال الأزمة حيث كان يسارع عند كل عطل في الكهرباء يشارك في أعمال الصيانة كأي عامل بالرغم من أنه وزير يعني أكبر منصب بالوزارة، وخاصة عندما كانت العصابات الإرهابية تضرب منطقة ما فنراه ويراه العالم كله عبر محطات الإعلام الوطني كيف هو في مكان العطل مع العمال للصيانة والتصليح مهما كانت الأجواء والظروف ورغم المخاطر التي كانت تحيط بمكان العمل، وغير ذلك أنه كان دائماً يتحمل كلمات النقد اللاذع برحابة صدر وبابتسامة رغم أن أعطال الكهرباء لا علاقة له بها وكلها كانت بسبب ظروف الحرب...

وبالنسبة لي وعن نفسي أحب أن أختم مقالتي بالقول بأنه وبلا شك طالما أنه قد حاز على ثقة القيادة فهو بالتأكيد الأنسب والأفضل لأننا نثق بالقيادة أنها لا تخطئ وأنها لا تختار إلى من هو أهل للثقة، إلا أنني كتبت ما كتبت فقط من باب التأييد كمواطن وكفنان وكإعلامي أتابع بدقة وأعرف أنه بحق خير الخيارات وأمام هذه الخيار الصائب والحكيم أحب أن أشكر قيادتنا الحكيمة التي لم أشك بها يوماً لأنها لطالما أثبتت أنها تقود السفينة بكل حكمة، وكيف لا وعلى رأس هذه القيادة سيد الحكمة الرئيس بشار حافظ الأسد حفظه الله وأدام مجده إلى الأبد.

بداية الصفحة