أخبار عاجلة

أمين الإفتاء فى العالم: تغيير الإنسان لدينه ليس سهلا والتباهى به مستفز

كتب في : السبت 13 فبراير 2021 - 6:00 صباحاً بقلم : نادر مجاهد

قال الدكتور إبراهيم نجم، الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء فى العالم، أن تغيير الإنسان لدينه ليس أمرا سهلا، والذى رصدناه هو أن كثير ممن يقررون تغيير دينهم ينقصهم البحث الصحيح والعميق فى الأديان، والمشكلة تأتى كثيرا من محاولات جذب الانتباه ونشر هذا مما يؤثر على الاستقرار النفسى والاجتماعى للمجتمعات خصوصا فى الشرق الذى تمثل فيه الأديان وقيمها الجزء الأساس فى الهوية، ومسألة الاعلان والتباهى بتغيير الدين تمثل عند مجتمعاتنا ما يتجاوز حرية الاعتقاد والتعبير إلى المساس بالهوية، وهو أمر مستفز لنا ولمجتمعاتنا، فنحن لا نعارض حرية البحث والاعتقاد بقدر ما ندعو إلى البحث العلمى المتعمق والحفاظ على الاستقرار الاجتماعى والنفسي. والحفاظ على الهوية. 

 

وأضاف فى تصريحات ، ردًا على ما أثير مؤخرًا من إعلان إحدى الفنانات من الكويت وقبلها مذيع من نفس الدولة، تركهم الإسلام، مجيبًا على سؤال: هل هذه النماذج تمارس اختيارا حقيقيا ومقنعا للعقيدة أم تبحث عن الشهرة؟، قائلًا: "لا أستطيع أن أعمم فى الأحكام، ولكن ما أعتقده أن النظر الصحيح فى الدين الإسلامى وأحكامه وعقائده سيجعل الباحث يقف موقف الإجلال للإسلام الدين الذى يسهم إسهاما حقيقيا فى حل المشكلات الإنسانية والإجابة عن الأسئلة الكبرى من أين أتيت؟ وماذا نصنع فى هذه الحياة؟ وإلى أين نصير؟".

 

وتابع: "ويبقى أن ننصح الجميع بتحرى الوصول إلى الحق فالأمر أمر دين وهو عظيم، وتحرى الوصول إلى الحق والبحث الصحيح يتطلب جهد من السائل للوصول إلى الإجابات الصحيحة وليست المزورة ولا السطحية عن أسئلته، كما يتطلب منه أن يراعى التجرد والإنصاف، وأن يتعالى على المؤثرات النفسية والاجتماعية التى قد يقع كثير من هذه الحالات تحت تأثيرها؛ وهذا جهد يجب أن يبذله الباحث عن الحق خصوصا فى مجال الأديان والأسئلة الكبرى".

 

ومن ناحية أخرى على الجهات المختصة أيضا المبادرة إلى توفير سبل الحوار والإجابة عن أسئلة العصر بأسلوب العصر، وهذا جزء من وظيفة الخطاب الدينى، وهذا لا ينفصل عن تجديد الخطاب الدينى، فالأسئلة الجديدة تحتاج إلى إجابات جديدة، كما أنها تحتاج إلى وسائل جديدة للإجابة والتواصل مع السائلين، وهذا ما نعمل عليه فى دار الإفتاء والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم.

 

وعن كيف يمكن الرد على تلك الحالات الغريبة أو تفنيدها بالحكمة والموعظة الحسنة؟،قال نجم؛ نعم، فى دار الإفتاء والأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء فى العالم نعقد جلسات حوارية مستمرة للإجابة عن الأسئلة، والحقيقة كثير من هذه الحالات تنكشف أمامها حقائق الدين الإسلامى فيقرر الرجوع أو على الأقل لإعادة الدراسة والبحث، وهذا مستمر من فترة طويلة تربو على العشر سنين.

 

ومع هذا لا بد أن نقرر أن الأمر يحتاج إلى جهد مشترك ومتعاون من الجهات المسئولة عن الوعى والتنشئة الاجتماعية تحتاج جهد إعلامى وجهد تربيوى وتعليمى وجهد تثقيفى وجهد اجتماعى ونفسى فنحن امام متغيرات مستمرة تتطلب منا التعاون والمرونة فى مواجهتها والتعامل معها.

بداية الصفحة